دبي , الإمارات العربية المتحدة , 9  ديسمبر ، متفرقات , أخبار الآن –

لم تعد إمكانية التجسس على الناس مقتصرة على عملاء الاستخبارات ووكالات الأمن القومي فقط، فكل ما تحتاجه لفعل ذلك هو شراء برنامج يدعى (سنايبرسباي –SniperSpy) بسعر 79 دولار، والذي باستطاعتك تثبيته على أي جهاز حاسوب واستخدامه عن بعد.

 لقد صمم هذا البرنامج ليكون مخفيا تماما عند تثبيته في الحواسيب الشخصية وأجهزة ماك– Mac، ليبدأ النظام بعد ذلك بحفظ سجلات تخص كل إجراء يتم عمله على الحاسوب. ووفقا للبيان الصحافي الخاص بالشركة المنتجة (سنايبر سباي)، فإنه يمكن الدخول عبر حساب آمن من أي متصفح إنترنت لمراقبة الأنشطة جميعها على الجهاز المراقب، وكأنها شاشة تلفاز.

كاميرا ومايكروفون للتجسس
حسب البيان الصحافي الصادر بتاريخ 15 أغسطس 2013، فإنه قد أضيفت مزايا جديدة للإصدار (8.0) من البرنامج، والذي اشتمل على كاميرا للتجسس ومايكروفون للتسجيل، لتمكين الأهل من سماع البيئة المحيطة بحاسوب ابنهم ورؤيتها أيضا. مما يعني أنك لا تطلع على ما يقوم به الشخص عبر جهازه الشخصي فقط، بل بإمكانك أيضا رؤية وسماع ما يفعله ما دام قريبا من حاسوبه.

المنتج خاص بالتجسس على الأطفال والموظفين

يتم تسويق المنتج للأهالي وأرباب العمل فقط، لاستخدامه على أجهزة تعود ملكيتها لهم؛ إذ تنص شروط الاستخدام وأحكامه في الموقع الإلكتروني للشركة، على أن: “برامج المراقبة قانونية تماما، ما دام الجهاز ملكا للمستخدم. ولا تقبل الشركة أو تشجع أو تتسامح مع استخدام البرنامج لأغراض غير مشروعة”. “كما يمكنك إرسال البرنامج أو (وحدة المراقبة) إلى جهاز الحاسوب البعيد عنك، على شكل ملف مرفق ببريد إلكتروني، ثم يمكنك إعادة تسمية وحدة المراقبة بأي اسم آخر لإخفاء حقيقة كونه برنامجا للتجسس”. وبالرغم من أن إساءة استخدام البرنامج لا تتفق مع السياسة المعلن عنها، إلا أن وصف المنتج، يوضح بأنه لا يوجد أي حواجز تقنية لمنع الأشخاص من إساءة استخدامه.

لماذا يعد التجسس على أطفالك أو موظفيك فكرة سيئة

إن شركة (سنايبر سباي) ليست الوحيدة التي تنتج برامج من هذا النوع، لمساعدة الأهالي والمديرين على مراقبة أنشطة الأطفال أو الموظفين. ومثلما أن هناك بعض المنتجات التي تعمل تلقائيا على إعلام الشخص بأنه مراقب، هناك برامج مثل (سنايبر سباي) تعمل بطريقة خفية، ولا تتطلب استخداما يدويا للجهاز من أجل التثبيت.

وبصرف النظر عن المسائل القانونية، يبدو أن مراقبة استخدام شخص ما لحاسوبه بتشغيل الكاميرا الخاصة به عن بعد، يعد فكرة سيئة غالبا، حتى لدى الأهالي القلقين على سلامة أولادهم؛ ففي البداية هناك مشكلة الثقة، حتى إن نجحت بتثبيت البرنامج من دون معرفة الطفل أو الموظف.

ومن المؤكد أن ذلك لن يظل سرا غائبا عنهم، لاسيما إذا اضطررت إلى مواجهتهم عند ملاحظتك مخالفة ما. عندها ستواجه من قبلهم بالسؤال عن السبب الذي دفعك إلى التجسس عليهم منذ البداية. فإن كنت ترى بأن مراقبتهم ضرورية، لا بد أن تجري أولا حوارا معهم لشرح دوافعك، وطبيعة المعلومات التي تحاول جمعها، وما الذي تنوي فعله بها. كما أنه من المهم أيضا أن تقوم بالاستفسار عن القوانين المحلية، لمعرفة ما إذا كانت مراقبة شخص ما دون إذنه أمرا قانونيا.

وإن كنت تعتقد بأن الشخص الذي تراقبه يرتكب خطأ ما، فهل تعتقد حقا بأنه من الصواب أن تراقب كل ما يقوم به، بما في ذلك المحادثات الشخصية مع عائلته وأصدقائه. وحتى إن كان ذلك قانونيا، فأنا لا أعتقد بأنه مناسب إلا في بعض الحالات النادرة جدا.