كان العرب قديما في طليعة عُلماء العالم لكن الاكتشافات العلمية وابتكارات التكنولوجيا تراجعت إلى حد بعيد في العالم العربي اليوم وصارت اللغة الإنجليزية مُستخدمة على نطاق واسع في كتابة الأبحاث والتقارير العلمية.
أطلق شابان مصريان في الآونة الأخيرة موقعا إلكترونيا جديدا بعنوان (حاجة مُفيدة) ينشران من خلاله أحدث أخبار العلم والتكنولوجيا باللغة العربية.
ويأمل أحمد أمين و محمد زهير عمار الوصول بمجلتهما العلمية الإلكترونية إلى أكبر عدد من قُراء اللغة العربية.
وقال عمار الحاصل على شهادة جامعية في علوم الكمبيوتر "المشروع بتاعنا اسمه حاجة مُفيدة هي وموقع على النت بيجيب آخر أخبار العلم والتكنولوجيا. الفكرة من المشروع دا.. دي مبادرة أن احنا نوصل للناس اللي يفضلوا أن هم يقروا بالعربي عن أنهم يقروا بالإنجليزي بالذات في موضوع مُعقد زي المجالات العلمية دي شوية فبنحاول نديهم أداة كويسة أن هم يبقوا مواكبين يعني التطورات العلمية الحديثة."
يقول محللون إن المحتوى العربي لا يزيد على واحد في المئة من إجمالي محتوى الإنترنت رغم أن المتحدثين بالعربية يُقدر عددهم بنحو 300 مليون شخص.
ذكر طالب العلوم عمر منير أن المجلة العربية الجديدة سوف تشجع على قراءة أخبار العلم.
وقال "أنا شخصيا شايفها فعلا حاجة مفيدة. احنا ما بقيناش نهتم بالعلم زي ما كان زمان. يعني مثلا في عصور الدولة الإسلامية والحاجات دى احنا كنا متقدمين جدا في العلوم لأن الناس نفسها في الشارع كانت بتهتم بالعلم. بس دلوقتي ما عادش الكلام دا. فهي ح توصل معلومة بطريقة معينة وبسرعة واللي عايز يقرأ أكثر ح يلاقي.. ح يلاقي مصدر (بالانجليزية) يقرا منه أسرع. فأنا شايف أن دا ح يساعد أن يبقى فيه أساسا معرفة أن العلم دا قد إيه مُهم أصلا."
نبغ العرب في العصور الإسلامية المختلفة في الطب والكيمياء والفلك والرياضيات لكن الثورة العلمية في القرن السابع عشر نقلت أوروبا إلى الصف الأول في الاكتشافات العلمية بينما ظلت معظم أنحاء الشرق الأوسط عازفة أو عاجزة عن مواكبة التطور.
ولا يزيد حجم الإنفاق على البحث العلمي في الشرق الأوسط في العصر الحديث على 0.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 1.2 في المئة في العالم. ولا تضم قائمة أفضل 500 جامعة في العالم أي جامعة عربية في الوقت الراهن.
لكن التغيير بدأ بالفعل فقد زادت العديد من البلاد العربية ميزانيات البحث العلمي إلى مثلين خلال السنوات العشر الماضية.
وعبر كثير من المصريين المتابعين لأخبار الاكتشافات العلمية وتطورات التكنولوجيا عن سعادتهم بمجلة (حاجة مُفيدة).
وقال شاب يُدعى وائل علاء عبد الله "أنا دائما بأتابع مواقع الإنترنت (بالانجليزية) بتاعت العلوم (بالانجليزية) و الفيزياء (بالانجليزية) والحاجات دي. وحاجة مُفيدة تقريبا ممكن يكون أول موقع إلكتروني (بالانجليزية) أشوفه بيوفر لي المعلومات (بالانجليزية) دي بالعربي ودي حاجة كويسة لي ولغيري تقريبا أكثر مني عشان ممكن أكون أنا ممكن أقدر أتابع (بالانجليزية) حاجة بالإنجليزي بس حد ثاني ممكن يبقى مهتم بالمعلومات (بالانجليزية) دي بس ما بيعرفش يقرا إنجليزي كويس قوي. فأكيد هي فكرة كويسة جدا."
كانت مصر قد بدأت قبل خمس سنوات نشر أرشيفها الوطني على الإنترنت باللغة العربية بعد أن سجلت أول اسم نطاق باللغة العربية في العالم.