أخبار الآن | الريحانية – تركيا (وضحى عثمان)
احتفالية ضاعت من صفحات التاريخ في سورية منذ خمس سنوات، وعادت اليوم بطريقة جميلة ورائعة، ألا وهي عيد المعلم. ففي كل بقاع الارض يحتفل الطلاب بعيد المعلم، أما عند المعلم السوري فلهذا العيد قصة أخرى. ففي صفوف تفتقر للكثير من التجهيزات، في مدينة "الريحانية" جنوب تركيا، احتفل طلاب سوريا بالمعلمين الذين قدموا لهم كل ما يستطيعون من علم ومعرفة، رغم كل الظروف الإنسانية التي يعيشها السوريون، فلقد زينوا المكان بإمكاناتهم المحدودة، بمساعدة فريق "صناع البسمة السوري"، الذي قام بتقديم الهدايا للمدرسين تقديرا لجهودهم.
يقول مدير إحدى المدارس، الأستاذ "سامر": "كانت مفاجأة جميلة أشعرتنا بالسعادة وأن هناك جيلا يحمل الكثير من الأخلاق، تكريمهم لنا أنسانا معاناتنا وهداياهم البسيطة تساوي الكثير".
طلاب كثر ومن كل المراحل الدراسية، جلبوا هدايا لأساتذتهم، على الرغم من ضنك المعيشة في تركيا، في ظل صعوبة تأمين الدخل، ومن لم يستطع جلب هدية، أهدى معلمه كلمات أثيرة لها وقع خاص، فإما غنى أو احتفى أو ساعد بشيء ما.
"رزان" إدى المدرسات كانت تحدثني وهي تمسح دموعها: "لقد أنساني حبهم واحترامهم الغربة وصعوبة العمل، وزادوني قوة على العطاء، وسوف نستمر برسالتنا حتى لو في خيمة، صفقوا وغنوا وأنشدوا للثورة، وللمعلم تلك الذكرى التي نساها الجميع أحياها طلابنا، بشجاعتهم وإصرارهم على الحياة وتقديرا منهم لمن قدموا لهم العلم والحب"
"نصف الشموع التي تحترق كل يوم لكي تُنير لنا دروبنا بالعلم والمعرفة، لمن هم أهل للحكمة، بكم نبدأ كل أيامنا، وقليل عليكم أن نصنع لكم بقلوبنا كل يوم عيد. في يومكم الخاص هذا، نقتبس من الحروف التي علمتمونا إيّاها أجمل الكلمات التي ستحاول أن تعطيكم جزءاً بسيطاً من فضلكم علينا، فالحمد لله الذي علّمنا بالقلم ما لم نعلم، وجعل منكم خير وسيلة لنقل هذا العلم، فدعوني باسم جميع أبنائكم أن أسطّر أسمى معاني الشكر والامتنان والعرفان والتقدير لكلّ منكم فرداً فرداً، يا من صنعتم الأمم والأوطان بالعلم وأنزلتم عن ظهور ساكنيها ضلال الجهل وظلمته، بجهودكم تلك جعلتمونا نبصر بضوء المعرفة والعلم" بهذه الكلمة التي قدمها "أحمد"أاحد طلاب المدرسة، انتهت الاحتفالية.
وفي نهاية الحفل، قام الطلاب بتقديم الهدايا للطلاب، وكان المجهود الأكبر لفريق صناع البسمة السوري، الذي تكفل بإنجاح هذا التكريم وظهره إلى النور.