أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (Harvard Business )
على مدى العقود القليلة الماضية، استحوذت الآلات الذكية والروبوتات على الكثير من الوظائف اليدوية، ولا تظهر التطورات أي بادرة لتوقف هذه الظاهرة. ماذا يعني هذا لمستقبل القوة العاملة؟ من التأكيد أن الخطر يقتصر فقط على الوظائف العمالية، أليس كذلك؟
أقرأ أيضا: الأمم المتحدة تحذر: الروبوتات ستسبب فى أزمة بطالة خطيرة بالدول النامية
في دراسة جديدة أجراها الأب والابن ريتشارد ودانييل ساسكايند، وهما خبيران في تقنية المعلومات، حاول الباحثان نقض الاعتقاد الثابت أن بعض الخبراء البشريين – مثل الأطباء والمحامين والمحاسبين – لا يمكن استبدالهم بروبوتات مزودة بالذكاء الاصطناعي. ويقوم هذا الاعتقاد على الفكرة القائلة بوجود بعض الأمور التي تعتبر معقدة جداً بالنسبة للروبوتات، مثل التقييم الشخصي، والإبداع، والتعاطف.
ولكن، يؤكد الباحثان أن للذكاء الاصطناعي دوراً في هذه الوظائف، نظراً لوجود اعتماد كبير على الخدمات التقنية حالياً. يلحظ الباحثان أن عدد الزيارات الشهرية لشبكة ويب إم دي WEBMD فاق عدد الزيارات الشهرية لكل الأطباء في الولايات المتحدة مجتمعين. حتى إن المواقع التجارية أصبحت مزودة بخوارزميات لحل النزاعات القانونية. وقد استخدم موقع إي باي خدمة "حل النزاعات على الانترنت" لحل 60 مليون نزاع بدلاً من استشارة المحامين، أي ثلاثة أضعاف عدد القضايا المرفوعة في محاكم الولايات المتحدة سنوياً. وفي هذه السنة، تم توظيف محامي الذكاء الاصطناعي "روس" من قبل شركة في قسمها المخصص لقضايا الإفلاس. كل هذه الأمثلة قد تشير إلى نقلة في الخدمات الاحترافية.
أفضل منا جميعاً؟
يعتقد الباحثان أن وجهة النظر القائلة بأن الذكاء الاصطناعي غير قادر على الحلول محل الإنسان، نظراً لعدم قدرته على الإبداع أو التعاطف مثل الإنسان العاقل، هي مغالطة كبيرة. حيث يقولان:
الخطأ المرتكب هنا هو تجاهل أن الخبراء البشريين قد تم تجاوزهم مسبقاً، وذلك بمجموعة من العوامل المتضافرة مثل: قوة حوسبة بحتة هائلة، والقدرة على معالجة كميات كبيرة من البيانات، والخوارزميات المتطورة. هذه الأنظمة لا تقوم بتقليد التفكير والمنطق البشري. عندما تتغلب هذه الأنظمة على أبرع البشر في الألعاب الصعبة، وعندما تتوقع قرارات المحاكم بشكل أدق من المحامين، وعندما يتم توقع نتائج انتشار الأوبئة بشكل أفضل اعتماداً على المعلومات الطبية السابقة بدلاً من العلوم الطبية، فإننا فعلياً نشاهد عمل آلات لا تفكر، ولكنها عالية الأداء.
يلجأ معظمنا في الواقع إلى الانترنت للبحث عن التشخيص والعلاج في حالة المرض، حيث يمكن أن نستعين بالطبيب لاحقاً. هل يمكن أن يكون المستقبل عبارة عن قوة عاملة مؤلفة بالكامل من الآلات ذات الذكاء الاصطناعي؟ يعتقد الباحثان أننا مقبلون على هذا.
إقرأ أيضاً: