أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)
يتعاون خبراء التقنية والطبخ لإنتاج بدائل واقعية للّحم، ولاقت المنتجات الأولية اهتمام المستهلكين، فمحاكاة طعم اللحم وملمسه ومظهره ورائحته ليست أمرًا يسيرًا، ونجاح هذه المحاكاة في المنتجات الأولية سيشجع المزيد من الشركات على الاستثمار في هذه المنتجات. إذ تستثمر العديد من الشركات في مجال اللحوم الصناعية، على أمل تحقيق عوائد مالية كبيرة على المدى البعيد.
كانت شركة "بياند مييت" في العام 2016 أول شركة ناشئة تنتج اللحم من مصادر نباتية كبديل يمكن أن ينافس اللحم الحقيقي، وبدأت شركة "امبوسيبل فوود" -الشركة المنافسة لشركة "بياند مييت" في الترويج لمنتجاتها في أسواق المواد الغذائية بدلًا عن منافستها في المطاعم.
تطور شركات أُخرى اللحوم الاصطناعية التي تُدعى "اللحوم الخلوية المزروعة" عن طريق تنمية ألياف اللحم مخبريًا، وهذه الطريقة مكلفة جدًا لإنتاج اللحوم، لكن أسعارها تنخفض سريعًا، فسعر أول هامبرجر منتج من اللحم البقري المخبري –الذي أنتجته شركة "موزا للحوم" كان يعادل 1.2 مليون دولار للرطل الواحد، أما السعر الحالي فيعادل 11.36 دولار للرطل الواحد، وهذا يساوي تقريبًا منتجات شركة "بياند مييت" التي تُباع بقيمة 12 دولار للرطل الواحد. وعلى الرغم من ذلك ما زالت أسعارهما مرتفعة بالنسبة للمستهلكين، إذ يكلف رطل اللحم البقري الحقيقي 3.54 دولار وسطيًا، في الوقت ذاته تطور شركة "ميمفيس للحوم" لحم دجاج مخبريًا، وعلى الرغم من أن سعر تجزئته يعادل 6000 دولار للرطل الواحد وهذا أقل من 1.2 مليون دولار، إلا أن هذا السعر ما زال مرتفعًا بالنسبة للمستهلكين.
الأفضل للبيئة
يستهلك انتاج العلف الحيواني –وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة "الفاو"- 26% من الأراضي غير الجليدية على سطح الأرض، و13 مليون هكتار من الغابات سنويًا لتحويلها إلى أراضي صالحة للزراعة، بالإضافة إلى ذلك تساهم تربية المواشي بنسبة 14.5% من انبعاثات غازات الدفيئة، يمكن تخفيف كل هذه الأضرار عن طريق الانتقال إلى استهلاك اللحوم المنتجة مخبريًا.
المشكلة الرئيسة التي تواجهها اللحوم المنتجة مخبريًا هي القدرة على تلبية الطلب على اللحوم باستمرار وبطريقة اقتصادية، وعلى الرغم من أن العديد من الشركات تعمل على تطوير اللحوم غير الحيوانية، إلا أن هذه المنتجات لن تكون في متناول يد المستهلكين قبل العام 2020.
يهدف باتريك براون المدير التنفيذي لشركة "امبوسيبيل فوود" إلى تغيير صناعة اللحوم عبر انتاج بدائل أكثر واقعية للحوم مثل الديك الرومي، وتستثمر العديد من الشركات مثل شركة تيسون في هذه الفكرة، وحتى الآن ما زالت تلك مجرد أفكار، لكن إن برهنت اللحوم المخبرية واللحوم النباتية أنها أكثر صداقة للبيئة وأكثر صحة واقتصادية، فإنها ستحقق نقاطٍ إيجابية أكثر في منافستها للّحوم الحقيقية.
إقرأ أيضاً: