أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
كشف علماء في جامعة نيويورك أبوظبي من خلال أبحاث الحياة البحرية في الجامعة عن نتائج مثيرة للاهتمام، تشير إلى قدرة الشعاب المرجانية على التكيف مع ارتفاع مستويات الحرارة ومواجهة التغييرات المناخية على مستوى العالم، بحسب ما أعلنته الجامعة اليوم الخميس.
اقرأ: ردود افعال دولية على إنسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ
ويعدّ ارتفاع درجات حرارة مياه البحار السبب الرئيسي للظاهرة التي تعرف بابيضاض الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم، فمع ازدياد درجة حرارة الماء، تطرد الشعاب الطحالب التي تعيش في أنسجتها، الأمر الذي يؤدي إلى تحول المرجان للون الأبيض، وقد شهدت العديد من المناطق في العالم حالات مماثلة وعلى امتداد واسع، بما فيها الحيّد المرجاني العظيم في أستراليا، وهو ما يمثّل كارثة بيئية حقيقية، ويخشى الخبراء أن تتعرض الشعب المرجانية للمزيد من الأضرار في السنوات المقبلة.
ومن المرجّح أن يتوصل باحثو جامعة نيويورك أبوظبي إلى رؤية جديدة تساعد على مواجهة هذا التحدي العالمي، وذلك استناداً إلى الدراسات والأبحاث التي يجرونها على الشعاب المرجانية الموجودة في مياه الخليج العربي، حيث قام فريق من الباحثين بفحص دقيق لجينات الشعاب المرجانية على نطاق واسع للوصول إلى فهمٍ شامل لتكيّف هذه الشعاب مع درجات حرارة البحر التي تصل إلى 36 درجة مئوية أو أعلى في الخليج العربي، مما يجعلها أكثر مقاومةً للحرارة من أي شعابٍ مرجانية أخرى على الكوكب.
وتسعى الدراسة، التي نشرت في المجلة العلمية "بلوس ون"، للإجابة على تساؤلات عدة تتعلق فيما إذا كانت هذه الشعاب المرجانية قد تكيفت وراثياً مع هذه الظروف القاسية أو تأقلمت فيزيولوجياً مع الحرارة. ولتحقيق هذا الهدف، ركّز البحث على التركيب الجيني للمرجان من النوع المخي الأخدودي Platygyra daedalea والطحالب المتعايشة معه في الخليج العربي وخليج عمان المجاور.
وفي هذا الصدد، قال باحث مساعد حاصل على شهادة ما بعد الدكتوراه في جامعة نيويورك أبوظبي، إدوارد سميث: "تمكننا دراسة الشعاب المرجانية والطحالب من الحصول على فكرة أفضل عمّا إذا كان لأحدهما أو كليهما دور في مقاومة الشعاب المرجانية لارتفاع درجات حرارة الماء في الخليج العربي."
وجمع فريق الدراسة عيّنات من الحمض النووي للشعاب المرجانية في الخليج العربي، في مواقع قريبة من أبوظبي، وأخرى بدرجات حرارة أقل انخفاضاً في خليج عمان وبالقرب من الفجيرة ومسقط، حيث جرى تحليل ودراسة هذه العينات في الجامعة، لتتوصل الدراسة إلى نتيجة مفادها وجود بعض الاختلافات الرئيسية، وتكشف أن الشعاب المرجانية في الخليج العربي وطحالبها متميزة وراثياً عن نظيراتها في خليج عمان.
ووفقاً لسميث، فإن التبادل المحدود لتدفق الجينات بين المناطق يشير إلى تكيّف الشعاب المرجانية في الخليج العربي مع ظروفها القاسية. حيث قال: "إنه لأمر مثيرٌ للاهتمام، حيث تشير النتائج إلى مساهمة المرجان والطحالب معاً في المقاومة العالية للارتفاع الحراري التي تتفرّد بها الشعاب المرجانية في الخليج العربي. تشكل المجموعات المتكيّفة وراثياً من الشعاب المرجانية والكائنات المتعايشة معها في الخليج العربي مصدراً علمياً مهماً، وستساعدنا هذه الدراسة على فهم آليات التكيّف الحراري للشعاب المرجانية وتقديم رؤية جديدة حول ما إذا كانت الشعاب المرجانية في أماكن أخرى من العالم قادرة على مواجهة التغيرات المناخية."
وساهم التكيف الإقليمي أيضاً في وصول الباحثين إلى استنتاج يشير إلى أنه من غير المرجح أن تكتسب الشعاب المرجانية التي تهددها التغيرات المناخية في خليج عمان أو المحيط الهندي، ما يسمى بـ "الجينات الفائقة" للشعاب المرجانية في الخليج العربي.
وأضاف "شهدنا خلال العقود الثلاثة الماضية تدهوراً واسع النطاق للشعاب المرجانية في جميع أنحاء المنطقة نتيجة الترسبات الناجمة عن التنمية الساحلية والاستصلاح القريب من الشاطئ كسبب رئيسي. وإذا أردنا الحفاظ على هذه الأصول الطبيعية الهامة علمياً واقتصادياً، فإن جهود الإدارة للحد من التأثيرات البشرية أمر بالغ الأهمية".
وتجدر الإشارة إلى أن الشعاب المرجانية في الخليج العربي تعدّ النظم البيئية الأكثر تنوعاً في المنطقة، وتدعم الصناعات الاقتصادية الرئيسية مثل مصائد الأسماك. وفي تعليقه على ذلك، قال جون بيرت، أستاذ مساعد في علم الأحياء في جامعة نيويورك أبوظبي: "للأسف، تساهم الظروف التي جعلت من الشعاب المرجانية في الخليج العربي صعبة الدراسة، في تعريضها للخطر، إذ إنها تعيش في ظروف قاسية للغاية، وأي ضغط إضافي قد يؤدي إلى تعرضها لمخاطر ومشكلات كبيرة".
اقرأ ايضا:
خبراء المناخ: العالم مقبل على كارثة مرعبة عام 2020