أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (روميو موسى)
تحد كبير وجديد بانتظار علماء الفضاء في المستقبل يتمثل بكيفية التخلص من المخلفات التي تركها البشر في الفضاء، وبمعنى أدق، كيفية ضمان أن الموجة المستقبلية للمركبات الفضائية ستستمر مع وجود هذا الحزام من القمامة المتزايدة باستمرار
أكثر من نصف مليون قطعة من المخلفات التي لا تزيد عن حجم الكرة الزجاجية الصغيرة التي يلعب بها الأطفال، تلوث مدار الأرض، وهناك أكثر من 20 ألف قطعة بحجم كرة الكريكيت أو أكبر قليلاً تسبح في ذلك المدار. أما القطع الأكبر حجما فتتراوح ما بين قفازات لرواد فضاء، إلى مركبات فضائية محطمة، ومنصات صواريخ لم تعد صالحة للاستعمال.
غوغل تطلق مبادرة لمكافحة الأخبار الوهمية
لكن الحجم ليس دائماً المؤشر على مدى خطورة تلك المواد، ففي دخولنا عصر التقدم الفضائي ومع وجود دول مثل الصين والهند ضمن الدول الباحثة عن اكتشاف عوالم فضائية جديدة، سنكون قد زدنا أكثر وأكثر من تلك البقايا داخل مدار كوكب الأرض.
لذا بدأ البحث عن طرق للتفكير مسبقاً في دور وكالات الفضاء في مواجهة خطر هذه الحطام الذي قد يصبح قاتلاً.
كبير العلماء المختصين في دراسة الحطام المداري في وكالة ناسا "جير تشيو ليو" يقول: "إن بقايا بحجم ميليمترات قليلة تسبب أكبر خطر، بسبب التأثير الهائل لسرعتها على أغلب المركبات التي تعمل في مدار الأرض الأدنى".
هذه الجزيئات الصغيرة تفوق في تأثيرها مجموعة رصاصات في الهواء ذات سرعة تبلغ 30 ألف ميل في الساعة (٤٨ ألف كم/ساعة)، وذلك بحسب ما ورد في موقع بي بي سي.
في بداية شهر شباط/فبراير 2018 في فيينا، وأثناء جلسة الأمم المتحدة الخامسة والخمسين للجنة الجمعية الفرعية العلمية والتقنية للاستعمالات السلمية للفضاء الخارجي، قدَم ليو ملخصاً عن آخر أخبار بيئة حُطام الفضاء، وأبحاث وعمليات وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
"محيطات المريخ".. فارق عمره 300 مليون سنة
في العام 2017، تسبب إطلاق 86 مهمة حول العالم ببقاء أكثر من 400 مركبة فضائية في مدار الأرض. وحسبما يقول ليو: "الكمية الإجمالية للأجسام المتبقية في مدار الأرض تبلغ أكثر من 7,600 طن، ويتم رصد حوالي 23 ألف قطعة كبيرة من قبل شبكة مراقبة الفضاء التابعة للقوات الأمريكية.
إضافةً إلى ذلك، هناك عشرات الملايين من قطع المخلفات الصغيرة جداً التي تحتاج إلى تتبع من قبل الشبكة لكنها كبيرة لدرجة تهدد الرحلات الفضائية البشرية وكذلك البعثات الآلية".
وهنالك أيضاً خطر ما يسمى بـ "متلازمة كيسلير" أو "تأثير كيسلير" وهو أن تنكسر قطعة واحدة من ذلك الحطام وتضرب أخرى، فتشكل سيلاً قد يؤثر على محطات البثّ الفضائية.
أصبح الفضاء جزءاً من الحياة اليومية بداية من الاتصالات وحتى مراقبة الكوارث، وبالتالي فإن فقدان أي محطة إرسال سيكون مشكلة كبرى.
ولقد تصاعدت كمية المخلفات الفضائية بشكل حاد في عام 2007 عندما دمرت الصين عمداً محطتها الفضائية الخاصة بالطقس "فينغيون-1 سي" في إطار اختبار جهاز يعطل المحطات.
وبعدها بعامين، ارتطمت محطة الاتصالات الأمريكية "إيريديوم 33" مع مركبة فضائية روسية كانت مهمة وقتها وتحمل اسم "كوزموس 2251". وسيكون لهاتين الحادثتين عواقب وخيمة حتى وقت طويل.
وقد خاضت ناسا العام الماضي 21 مناورة لمنع حدوث ارتطام فضائي مع مركبات فضاء دون طاقم، أربع منها كانت لإبعاد بقايا محطة "فينغيون-1 سي"، واثنتان لمنع الارتطام ببقايا محطة "إيريديوم 33".
ومن بين الطرق المتبعة لتغيير مسار اصطدام محتمل إبعاد تلك الأجسام عن مواقعها، لكن العدد الكبير لقطع الحُطام يحتاج مراقبة مستمرة، والتكهن بالاحتمالات المختلفة بشتى الوسائل الممكنة.
من هي الدول العربية التي تفضل إستخدام "تويتر" على "فيسبوك"؟
لكن ليس كل قطعة حطام يمكن التعامل معها بمنع ارتطامها المحتمل، ففي أبريل/نيسان، ستنطلق أول "مهمة إزالة مخلفات فضائية أوروبية فاعلة" من صاروخ فالكون 9 من محطة سبيس إكس في طريقها لإعادة تزويد محطة الفضاء الدولية، وتحمل تلك المهمة اسم "ريموف ديبريز"، وستحتوي المحطة على مكعبات ستطلق أجساماً تشابه حطام الفضاء لتتمكن من إيجاد طرق مختلفة لاستعادتها.
4 تقنيات رئيسة:
وسيتم اختبار أربع تقنيات رئيسة حسبما يقول غوغليلمو أغلييتي، مدير مركز سَري للفضاء في المملكة المتحدة، والذي ينسق لتنفيذ المهمة.
وتتضمن هذه التقنيات نظام ملاحة مرئي، وشبكة ورمح لاصطياد قطع الحطام، وشراع من أجل إبطاء حركة تلك المخلفات الفضائية لتسقط في الغلاف الجوي للأرض.
ولا يبدو استخدام رمح في الفضاء أمرا مقنعا، لكنه الأمثل لاصطياد القطع الأكبر حجماً، ولهذه الغاية صُنع هذا الرمح في شركة "إيرباس ديفينس آند سبيس" في المملكة المتحدة بحجم قلم الكتابة.
أما شراع السحب التجريبي فهو عبارة عن غشاء بلاستيك يمكن اختباره فقط بعد استخدام التقنيات الأخرى. ويقول أغلييتي: "خلال بعثة حقيقية، يشكل استخدام الشراع المرحلة الأخيرة، عندما تخرج المنصة والحطام الذي تم اصطياده عن المدار معاً".
إذا نجحت مهمة "ريموف ديبريز"، ستكون بداية لسلسلة بعثات أخرى، وستطرح وكالة الفضاء الأوروبية إرسال بعثة تدعى "إي ديأوربيت" أمام الدول الأعضاء في نهاية عام 2019.
للمزيد: