أخبار الآن | تشاغوس – (وكالات)
كشف علماء يدرسون الجزر في المحيط الهندي ان الفئران تسببت في تراجع كبير بنوعية وسلامة الشعاب المرجانية، ما يهدد استمرارها وبقاءها، وتبيّن لفريق من العلماء، في جزر “تشا غوس” أن الفئران التي وصلت الى هناك عبر السفن تـَقتل الطيور البحرية لتَحرم الشعاب المرجانية من مخلفات غنية بالمواد الغذائية تـُعَد اسمدة طبيعية لها. وعليه، دعا هؤلاء الباحثون الى بدء عملية ابادة للفئران على تلك الجزر حول العالم، لحماية بعض النظم البيئية الأكثر تنوعا في المحيط.
أكد فريق من العلماء الدوليين ضرورة التصدي لظاهرة استيطان الفئران لبعض الجزر الاستوائية، وإعطائها أولويةً قصوى؛ لحماية الشعاب المرجانية المعرضة للخطر، مشددين على أن “الفئران لا تدمر طيور البحر الموجودة في محيط تلك الجزر فحسب، بل تهدد أيضًا الشعاب المحيطة بهذه الجزر”.
وتناول الباحثون، في دراسة استمرت ست سنوات ونشرتها دورية “نيتشر” “الأربعاء 11 يوليو”، الأنظمة البيئية في الجزر المرجانية الاستوائية في أرخبيل “تشاغوس”، الذي يضم أكثر من 60 جزيرة استوائية في المحيط الهندي ويبعد حوالي 500 كيلومتر من جنوب جزر المالديف، وتُعد تلك الدراسة الأولى من نوعها التي تكشف خطر الفئران على الشعاب المرجانية؛ إذ تتغذى الفئران على الطيور البحرية الموجودة في تلك الجزر، والتي تعمل فضلاتها على تخصيب الجزر والشعاب المرجانية المجاورة لها، كما تتغذى أيضًا على بيض تلك الطيور وفراخها.
وأوضح الباحثون أن كثافة الطيور في الجزر التي لا تقطنها الفئران تزيد بـ670 مرة عن كثافتها في الجزر التي استوطنتها الفئران، وأن نسبة النيتروجين بالجزر الخالية من الفئران تقدر بـ250 ضعف الكمية الموجودة بالجزر الموبوءة بالفئران، فضلًا عن زيادة الكتلة الحيوية لمجتمعات الأسماك بنحو 48% بالقرب من الجزر الخالية من الفئران، والتي تتسم بتربة عالية الخصوبة.
يقول “نيك جراهام” -الباحث الرئيسي في الدراسة والباحث بمركز البيئة بجامعة “لانكستر” البريطانية- في تصريحات لـ”للعلم”: “إن طيور البحر تمثل أهميةً كبرى لهذه الجزر؛ لأنها تحلِّق لتتغذى فى أماكن منتجة بالمحيط، ثم تعود لتُلقي بالروث الغني بالمغذيات والنيتروجين والفوسفورعلى تربة هذه الجزر، مما يُحسِّن إنتاجية الثروة الحيوانية والنباتية فيها”.
واعتبر الباحثون -الذين ينتمون إلى عدة دول، هي بريطانيا وأستراليا وكندا والدنمارك- أن هذه الجزر الاستوائية البعيدة بمنزلة “معمل” مثالي لإجراء الدراسة؛ إذ كانت ستٌّ منها خالية من الفئران، وجرت مقارنة النظام البيئي فيها بست جزر أخرى تغزوها الفئران السوداء، والتي يَرجُحُ أنها تقطنها منذ أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر.
ومن خلال فحص عينات التربة والطحالب وعدد الأسماك في مجموعتي الجزر، توصل الباحثون إلى أن الجزر التي تقطنها الفئران تتعرض لأضرار بيئية خطيرة، مثل مهاجمة الطيور البحرية النادرة والتهام أعداد كبيرة منها، بالإضافة إلى تدمير الحياة النباتية على تلك الجزر.
ويشدد “جراهام” على أهمية الدور الذي تؤديه طيور البحر في عملية “التآكل الحيوي”، موضحًا أن “هذا التآكل يحدث للمعادن وسبائكها بتأثير الأحياء المجهرية أو إفرازاتها، ويكون ذلك عادةً داخل الأغشية الحيوية التي تكوِّنها الأحياء القائمة؛ إذ تعمل الأحياء المجهرية على تفكيكها”.
وضرب “جراهام” مثالًا على ذلك بـ”سمك الببغاء”، مضيفًا أن “سمك الببغاء من أكبر السلالات في المحيط الهندي؛ إذ يضم 95 سلالة، ويعمل على إزالة هياكل المرجان الميت ليترك مساحةً ثابتةً لنمو المرجان الجديد، كما يوفر الرمال التي تُبنى بها الجزر، وهكذا، تتحكم تغذية هذه الكائنات في نمو الطحالب، وتعمل على ظهور الشعاب الجديدة”.
ويشدد “جراهام”، في الوقت ذاته، على ضرورة أن تتم عملية القضاء على الفئران دون إلحاق أي أضرار بسلامة النظام البيئي، مضيفًا أنه “يجب وضع قضية القضاء على الفئران كأولوية لحماية الجزر، مع مراعاة أن يتم ذلك من خلال استخدام وسائل لا تضر بالكائنات التي يشيع وجودها في تلك الجزر”.
اقرأ أيضا:
في أستراليا.. وزارة السياحة تتصيد تمساحا للحد من خطره