أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
في العام 1859، ضربت عاصفة مغناطيسية عُرفت باسم “حدث كارينغتون” كوكب الأرض، وعطّلت أنظمة محطات التلغراف التي تغطي أوروبا وشمال أمريكا، وأدت إلى تطاير الشرر من أجهزة التلغراف، مما تسبب في إصابة بعض الأشخاص ونشوب الحرائق. ما حصل حينها هو أنّ كتلة ملتهبة انطلقت من الشمس باتجاه غلاف الأرض المغناطيسي، الأمر الذي أدى إلى نشوء عاصفة مغناطيسية بدرجة هائلة. عندها، اصطدم بالعلاف المغناطيسي الأرضي وابلٌ من الجسيمات المشحونة التي أضاءت سماء العالم في ظاهرة تعرف بـ”الشفق المضيء”.
وقبل 46 عاماً من الآن، أي عام 1972 خلال حرب فيتنام، انفجرت ألغام كانت زرعتها القوات البحرية الأمريكية بشكلٍ سري، والمفاجأة كانت أن النشاط الشمسي هو الذي فجّرها، بعدما اعتقد الأمريكيون حينها أنّ الفيتناميين وراء الحدث.
إلاّ أنّ الجديد في الأمر هو تجدد التحذيرات بشأن حدوث عاصفة شمسية شديدة. فيوم الأربعاء الماضي، كشفت صحيفة “صن” البريطانية أن “مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا أطلق تحذيراته من اقتراب موجة عواصف شمسية، تدمر أجهزة الكمبيوتر وتُعطّل شبكات الكهرباء والإنترنت والاتصالات، إذا ضربت كوكب الأرض”.
وأبلغ المكتب الحكومة البريطانية بهذا الأمر، موضحاً أنّ “مثل هذه العاصفة ستكبّد الإقتصاد البريطاني حوالى 16 مليار جنيه استرليني”.
إلى ذلك، فقد كشف خبراء الأرصاد أن “مثل هذه العواصف الشمسية قد تولد حقولاً مغناطيسية كثيفة فوق سطح الأرض، والتي قد تحرق بدورها الأجهزة الإلكترونية، كما أنه في حال تمكنت بريطانيا من ابتكار أقمار اصطناعية جديدة يمكنها التنبؤ أو توقع مثل هذه العواصف الشمسية المدمرة، فإنها ستنجو منها”.
ماذا سيحدث لو حصلت هذه العاصفة؟
مع التقدم التكنولوجي الذي يشهده عالمنا، فإنّ كل شبكات الإنترنت والإتصالات العالمية ستكون مهدّدة في حال وقعت هذه العاصفة.
كذلك، يمكن أن تؤدي هذه العاصفة إلى تضرر الأنظمة الإلكترونية على المركبات الفضائية والطائرات، في حين أن الشبكات الكهربائية على الأرض يمكن أن تطغى عليها التيارات الكهربائية الزائدة. فإذا فقدت الاتصالات مع بعض الأقمار الصناعية، يمكن للقنوات التلفزيونية أن تتوقف عن العمل.
التخطيط للمستقبل
يعمل العلماء حول العالم على مراقبة النشاط الشمسي الأمر الذي يساعدهم على التنبؤ بالعاصفة الشمسية. ويعمل المتنبئون على هذا الصعيد في مكتب الأرصاد الجوية البريطاني ومكتب الأرصاد الاسترالي، ومركز “نوا” في أمريكا.
الأهم هو أنه يمكن اكتشاف حصول العاصفة قبل أوانها، والتي يتوقع وصولها إلى الأرض في غضون 6 ساعات. فعلياً، فإن هذا الوقت ليس كافياً للتحضير، لكن التنبؤ سيخفض التكلفة على الإقتصاد البريطاني والتي تبلغ 16 مليار جنيه استرليني إلى 3 مليارات.
وتشير الوكالات المتابعة لهذا الأمر إلى ضرورة تحضير شركات الطاقة ومشغلي الخطوط الجوية نفسها لأي عاصفة محتملة، للحد من تأثير ظواهرها الجوية الشديدة. ومع ذلك، فإنّ هناك أمراً مهماً لا بدّ من التنبه له، وهو ضرورة توفير طاقة كافية لتبريد الإمدادات من الغذاء والدواء والتأكد من ضخ الماء والوقود بحسب الحاجة.
مصدر الصورة: DIFERNEWS
للمزيد: