أخبار الآن | الولايات المتحدة – Newsweek – Science Magazine
باتت الروبوتات تحلّ مكان البشر في أمورٍ عديدة، وهذا ما برز مؤخراً حول العالم لا سيما في ظلّ أزمة “كورونا”، إذ صار الاعتماد على هذه الأجهزة الآلية كبيراً، سواء للتعقيم أو لمساعدة العاملين الطبيين أو لنقل الطعام إلى المنازل، وغيرها من المهام.
ويختبر علماء الحاسوب الذين يعملون في قسم التكنولوجيا الفائقة في شركة “غوغل” كيفية إنشاء خوارزميات التعلم الآلي من الصفر، والتطور بشكل طبيعي بناء على معادلات رياضية بسيطة.
وعرض الخبراء الذين طوروا نظام “AutoML” (التعليم الآلي) بالاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي في غوغل، بحثاً جديداً يشير إلى “إمكانية تحديث البرنامج الحالي (الاكتشاف التلقائي) لخوارزميات غير معروفة تماماً، مع تقليل التحيز البشري أثناء عملية إدخال البيانات”. ويحاكي النظام الذي يعرف باسمه الكامل “AutoML-Zero” عملية التطور، مع تحسين الشيفرة لكل جيل، والقليل من التفاعل البشري، ويجري تدريب أدوات التعلم الآلي للعثور على أنماط بكميات هائلة من البيانات أثناء أتمتة هذه العمليات، ويتم تحسينها باستمرار استناداً إلى الخبرات السابقة.
وأوضح العلماء أن “هذا النظام يهدف إلى إصلاح عدة عيوب، أهمها التحيز”. وفي هذا الصدد، قال راي والش، خبير الكمبيوتر والباحث الرقمي في شركة “برو برايفسي”، لمجلة “نيوزويك” إن “الشيء الجيد والعملي في هذا النوع من الذكاء الاصطناعي هو إمكانية ترك الأجهزة تعمل دون أي تدخل، على مدار الساعة، طيلة أيام الأسبوع، لتطوير خوارزميات جديدة”.
وجرى تصميم النظام لإنشاء مجموعة من 100 “خوارزمية مقترحة”، من خلال الجمع بين الرياضيات العشوائية الأساسية، ثم اختبار النتائج عن طريق مهام بسيطة، مثل تمايز الصورة، ثم تطوير الخوارزميات الأفضل أداء من خلال تغيير شفراتها بشكل عشوائي. وسيكون الناتج مجموعة متغيرات من الخوارزميات الأكثر نجاحاً، تتم إضافتها إلى باقي المجموعة، وتهمل الخوارزميات القديمة والأقل نجاحاً، لتستمر العملية في التكرار. الأمرُ هذا سيساعد على نمو الشبكة بشكل ملحوظ، ما يعطي النظام خوارزميات طبيعية للعمل بها.
قراءة الأفكار
وواقعياً، فإن أدوار الذكاء الإصطناعي لم تقف عند هذا الحد، بل تعدّى ذلك لتقوم بقراءة أفكار ومشاعر البشر أيضاً. وفي هذا الصدد، ابتكر مهندسو أعصاب من جامعة كولومبيا الأمريكية، نظاماً يراقب نشاط الدماغ البشري ليعيد صياغة الكلمات التي يسمعها الشخص بوضوح غير متوقع. وفي وقت سابق، كان مساعدون افتراضيون طوّرتهم شركة “غوغل”، تمكنوا من فك شفرة خطابنا المنطوق بدقة غريبة، مقارنة بما كانت التكنولوجيا قادرة عليه قبل بضع سنوات فقط، الأمر الذي يجعل التعرف إلى الكلام يبدو وكأنه لعب أطفال تقريباً.
وقد يساعد هذا التطور على ابتكار طرائق جديدة تساعد على الاتصال مباشرةً مع الدماغ. وفي السياق، قال الدكتور نيما ميسغاراني، الرئيس والباحث الأساسي لدى معهد “مورتيمر زوكرمان” لسلوكيات الدماغ، إن “أصواتنا تساعدنا على الاتصال بعائلتنا وأصدقائنا والعالم المحيط بنا، وهذا يفسر الإحباط الشديد الذي يُصاب به فاقدو القدرة على الكلام بسبب مرض ما أو إصابة”. وقال: “قد تساعد دراستنا على استعادة هذه القدرة، إذ أثبتنا أن استخدام التقنية الصحيحة يساعد على ترجمة الأفكار إلى كلام مفهوم”.
ويُظهر الدماغ أنماطاً نشطةً عند تحدث البشر أو تفكيرهم في الكلام، وتندمج أنماط إشارات مميزة وقابلة للتعرف حينما نستمع إلى الحديث أو نفكر فيه. ولذلك، فإن الآمال كبيرة لتسجيل هذه الانماط وترجمتها مستقبلاً، كي لا تبقى محبوسة في الدماغ.
ماذا عن المشاعر؟
ووفقاً لميسغاراني، فإنه “يخطّط مع فريقه لإجراء الاختبارات ذاتها على إشارات الدماغ الصادرة عن شخص يتكلم أو مجرد كونه يفكر في الكلام”، آملاً أن “يصبح النظام جزءاً من زرعة شبيهة بتلك التي تستخدم لدى مرضى الصرع أحياناً، ليترجم أفكار المتحدث مباشرةً إلى كلمات مسموعة”.
وقال الباحث: “إذا فكر صاحب الزرعة في حاجته إلى كوب ماء، سيستقبل نظامنا الإشارات المتولدة من هذه الفكرة، ويحولها إلى كلام مركب مسموع، وقد يقلب هذا النظام الموازين، ويمنح فاقدي القدرة على الكلام فرصةً جديدةً لإعادة الاتصال بالعالم المحيط”.
ومع هذا، فقد كشفت دراسة مؤخراً شملت دراسة 8 أنظمة ذكاء اصطناعي متخصصة في قراءة الوجوه تلقائياً، أنّ “دقة التعرف البشري على المشاعر بلغت 72%، في حين تراوحت دقة أنظمة الذكاء الاصطناعي بين 48 و62%”.
وفي السياق، أوضح الدكتور داميان دوبريه، المساهم الرئيسي في الدراسة، أن “أنظمة الذكاء الاصطناعي تلخّص المشاعر البشرية في 6 مشاعر رئيسية، ولكن يصعب عليها فهم المشاعر المتداخلة”.
ولفت إلى أنه “من السهل تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تمتلك القدرة على تمييز المشاعر البشرية خلال تعبير الوجه، ولكن معظمها بُني على أدلة علمية غير حاسمة، وعلى الشركات العاملة في أنظمة الذكاء الاصطناعي الحذر من أن النتائج لا تدل على مقدار المشاعر المحسوسة، بل هي مقياس لمدى تطابق وجه الشخص مع وجهٍ يستجيب لأحد المشاعر الستة الأساسية”.
وكشفت الدراسة أنّ “نتائج الذكاء الاصطناعي في التعرف على المشاعر العفوية انخفضت، ولكنها تحسنت مع المشاعر المصطنعة”.
روبوتات مختلفة تتحرك في الشارع لتوصيل طعام المطاعم إلى المنازل
بدأت شركة رابي( Rappi) الكولومبية التجريبية عمليات التسليم بواسطة الروبوتات كوسيلة آمنة لإيصال الطعام إلى الأشخاص الذين يضطرون إلى البقاء في المنزل بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
مصدر الصورة: getty
للمزيد: