أمرت السلطات الأمريكية 9 شركات تكنولوجيا، بينها “أمازون” و “فيسبوك” و “تيك توك”، بتسليم بيانات في إطار مراجعة جديدة بشأن خصوصية المستهلكين.
وتهدف الدراسة إلى مساعدة الجهات التنظيمية على فهم نوعية البيانات التي تجمعها هذه الشركات وكيف تستخدمها، خصوصاً في استهداف الأطفال، وفق ما ذكرت شبكة “BBC“.
ويعتبر هذا بمثابة الحلقة الأحدث في سلسلة جهود الإدارة الأمريكية للتعامل مع المخاوف بشأن نفوذ عمالقة التكنولوجيا.
ووفقاً لـ”BBC”، فقد أمهلت السلطات شركات التكنولوجيا العملاقة 45 يوماً كي تنصاع للتعليمات.
وصوت المسؤولون في المفوضية الفيدرالية للتجارة، وهي جهاز رسمي يهتم بشؤون المستهلكين، بواقع 4 إلى 1 لصالح إجراء هذا التحقيق. وقال الأعضاء الـ4 المؤيدون لإطلاق هذا التحقيق بالمفوضية في بيان: “من المثير للقلق أننا لا نعرف شيئاً عن تلك الشركات التي تعرف عنا الكثير”.
وأضاف البيان: “في ضوء أن هذه الشركات تعتمد على تنظيم وتحليل البيانات كأساس تقوم عليه نماذج الأعمال الخاصة بها، نتوقع أن يكون انصياعها لهذه التعليمات سريعاً وشاملاً”.
وتضم قائمة الشركات العاملة بمجال التواصل الاجتماعي وبث الفيديو: “فيسبوك” و “واتساب” المملوكة لها، “يوتيوب”، “بايت دانس” الصينية المالكة لتطبيق “تيك توك”، شركة “تويتش” المملوكة لـ”أمازون”، “سناب”، “تويتر”، “ريديت”، و “ديسكورد”.
وقال متحدث باسم “تويتر”: “كعادتنا دائماً، نعمل على ضمان حصول المفوضية الفيدرالية للتجارة على ما تريد من معلومات تساعدها على أن تفهم كيف تشغل شركة تويتر خدماتها”.
فيسبوك متّهمة بانتهاك قوانين المنافسة
وفي الأسبوع الماضي، فرضت هيئة رقابة فرنسية لحماية خصوصية المستهلكين غرامات مالية على شركتي غوغل وأمازون.
لكن الجهات الرسمية الأمريكية غالباً ما تتأخر عن الجهات الرسمية المناظرة لها في أوروبا عندما يتعلق الأمر بإجراءات تستهدف مواجهة عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين بخصوص قضايا الخصوصية.
وشهدت السنوات القليلة الماضية ضغوطاً متزايدة تعرضت لها المفوضية الفيدرالية للتجارة في الولايات المتحدة من قبل سياسيين وغيرهم في اتجاه تبني طريقة أكثر فاعلية في ما يتعلق بالقضايا من هذا النوع.
وتأتي التعليمات الصادرة الاثنين بعد أيام قليلة من إعلان المفوضية أنها سوف ترفع دعوى قضائية ضد فيسبوك بسبب إجراءات اتخذتها شركة التواصل الاجتماعي لتحتفظ بالصدارة بين منافسيها. واتهمت المؤسسة الأمريكية فيسبوك بأنها تنتهك قوانين المنافسة، قائلة إن المستخدمين تعرضوا لضرر يتمثل في تراجع مستويات خصوصية بياناتهم.
وقالت شركة فيسبوك العام الماضي إنها دفعت 5 مليارات دولار لتسوية تحقيقات للمفوضية الفيدرالية للتجارة حركتها مخاوف حيال البيانات التي جمعتها شركة كمبريدج أناليتيكا للاستشارات السياسية.
وذكر نواه فيليبس، عضو المفوضية الفيدرالية للتجارة الوحيد الذي صوت ضد هذا التحقيق، إن مراجعة الخصوصية التي أُعلن عنها الاثنين واسع النطاق جدا ومن المستبعد أن تسفر عن نتائج ملموسة.
وأضاف: “تمثل الإجراءات المتخذة اليوم فرصة حقيقية لاستخدام الموارد الحكومية الشحيحة لتعزيز الفهم العام لممارسات خصوصية بيانات المستهلك – وهو أمر بالغ الأهمية لتوفير معلومات لمناقشات السياسة الجارية في الولايات المتحدة وعلى الصعيد الدولي – من أجل إجراءات شكلية بشأن سلسلة من الخلافات مع شركات التكنولوجيا”.
لماذا رفضت دول عدة تقنية الاتصالات الصينية؟
الكرة الأرضية قرية كونية صغيرة تتحكم بفضائها شبكات وأنظمة، أرستها ثورة تكنولوجية عظيمة، ليتحوّل العالم إلى عالم أرقام وشيفرات، يصعب في غالب الأحيان فكّها، لكنّ الإختراق ممكن ووارد في أيّ لحظة حالما توفرت الأسباب لذلك، بغضّ النظر عن نوع التواصل أو وسيلة الاتصال، أو حتّى مكان تواجد المستخدمين.