نشاط مُدهش جداً.. ماذا يحصل على كوكب الزهرة؟
- العلماء يتوصلون إلى أدلة على أن بعض أجزاء سطح كوكب الزهرة تتحرك
- تتلاءم النتائج مع الصورة المتشكلة عن كوكب الزهرة، بوصفه كوكباً حياً للغاية
توصّل علماء إلى أدلة على أن بعض أجزاء سطح كوكب الزهرة تتحرك، مثل القارات على الأرض.
وعلى الرغم من أن هذا النشاط ربما لا يكون مدفوعاً بتكتونية الصفائح، كما هو الحال على الأرض، إلا أنه قد يكون “قريباً” من تلك العملية، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC“.
وتتلاءم النتائج مع الصورة المتشكلة عن كوكب الزهرة، بوصفه كوكباً حياً للغاية، على عكس النظرة التقليدية لثاني كواكب المجموعة الشمسية.
وتستعد أوروبا لإطلاق مركبة فضائية تسمى “إن فيجن” لرسم خرائط وجمع قياسات طيفية لسطح الكوكب وغلافه الجوي. كذلك تنوي “ناسا” إرسال مركبتين، هما “فيريتاس” و”دافينشي +”، نهاية هذا العقد.
وقال رئيس الفريق البحثي بول بيرن، الأستاذ المشارك في علوم الكواكب بجامعة ولاية نورث كارولينا: “لقد حددنا نمطاً غير مكتشف سابقاً من التشوه التكتوني على كوكب الزهرة، تدفعه حركة داخلية، تماماً كما هو الحال على الأرض”.
وأضاف: “على الرغم من اختلافها عن الحركة التكتونية التي نراها حالياً على الأرض، إلا أنها لا تزال دليلاً على أن حركة الكوكب الداخلية تظهر على سطحه”.
واكتشف الدكتور بيرن وزملاؤه علامات على أن قشرة صخرية في منطقة الأراضي المنخفضة لكوكب الزهرة قد استدارت، وتحركت أفقياً بالنسبة لبعضها البعض.
ويقارن العلماء هذا النشاط، الذي يبدو حديثاً نسبياً، بحركة أجزاء من حزم الجليد حول البحر في مناطق الأرض القطبية.
ويبلغ طول الكتل المكتشفة على الزهرة ما بين 100 إلى ألف كيلومتر، وتتشابه مع قشرة الأرض في مواضع جغرافية عدة هي:
– أحواض تاريم وسيشوان الصينية.
– حوض أماديوس الأسترالي.
– الكتلة الصخرية البوهيمية الكامنة تحت معظم جمهورية التشيك.
وقال ريتشارد غيل، الباحث الرئيسي في مهمة “إن فيجن” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، لـ”بي بي سي نيوز:” “يُظهر هذا البحث أن لدينا الكثير لنتعلمه من كوكب الزهرة، وأن طيف التنقل السطحي، أوسع بكثير من حركة الصفائح التكتونية”.
واستخدم الباحثون البيانات التي جمعتها مركبة الفضاء ماغلان التابعة لوكالة ناسا، والتي أطلقت في عام 1989 ونشطت حتى عام 1994، لرسم خرائط لهياكل الكوكب السطحية.
وتقليدياً، كان يُعتقد أن غلاف الزهرة الصخري، عبارة عن قطعة واحدة متصلة، على عكس الأرض التي تنقسم إلى فسيفساء من الصفائح التكتونية المتنقلة. وبحسب “BBC”، كان يُعتقد أيضاً أن القمر والمريخ وعطارد تمتلك غلافاً صخرياً ثابتاً.
إلا أنّ النتائج التي نُشرت في مجلة “PNAS”، تشير إلى أن غلاف الزهرة الصخري يتمتع في الواقع بدرجة معينة من الحركة.
وتظهر نتائج نماذج الكمبيوتر أن الصخور المنصهرة التي تتجول تحت القشرة يمكن أن تنتج التشقق الذي شوهد على السطح، في صور ماغلان.
ويعتقد العلماء أن النشاط التكتوني للزهرة ربما يشبه ذلك الذي حدث في بدايات الأرض، خلال الدهر السحيق قبل ما يتراوح بين 4 و2.5 مليار سنة، عندما كان تدفق الحرارة إلى داخل الكوكب أعلى وكان الغلاف الصخري أرق.
شاهد أيضاً: الفارس الأسود جسم غريب يراقب الأرض في صمت منذ 13 ألف عام