ما حقيقة قيام الهاتف الذكي بالتجسس على نشاطنا؟

  • هناك اعتقاد سائد بأن الهاتف الذكي يتجسس علينا
  • الهاتف الذكي يمتلك معلومات وبيانات عنك أكثر بكثير مما تتخيل
  • بإمكان خوارزميات الذكاء الاصطناعي مساعدة المسوقين في الحصول على مجموعة ضخمة من البيانات

يسود أوساط الناس اعتقاد بارز مفاده أن الهواتف الذكية تتنصت وتتجسس علينا. وفعلياً، فإن هذا الكلام لم يأتِ من فراغ، لأن هناك الكثير من الأمور قد حصلت وساهمت في تعزيزه.

وعلى سبيل المثال، يقوم شخص بإخبار صديق له بأنه يريد شراء هاتف جديد. وبعدها، تكون المفاجأة في أن ذلك الشخص يتلقى عروضاً وإعلانات عن الهواتف بشكل مفاجئ عبر “انستغرام” و “فيسبوك”.

ووسط كل ذلك، يبرز السؤال الأهم: هل يقوم هاتفك الذكي بالتجسس عليك؟

يشير موقع “ذا نيكست ويب” إلى أن الهاتف الذكي يمتلك معلومات وبيانات عنك أكثر بكثير مما تتخيل. فعند زيارتك للكثير من المواقع الإلكترونية والتطبيقات غالباً ما تسمح لها بالاطلاع على معلوماتك، وتعطيها أذوناً بالكشف عن بياناتك، فعندما ترغب في تصفح شيء ما على الإنترنت تظهر لك نافذة تستأذنك للوصول إلى بيانات معينة، وأنت في الغالب تضغط على زر “موافق” من دون قراءة ما جاء في النافذة حتى.

وعملياً، فإن هذه الأذونات التي نعطيها بشكل يومي للتطبيقات والمواقع تسمح لـ”ملفات تعريف الارتباط” بتتبع أنشطتنا على الإنترنت. كذلك، فهي تسمح للمواقع الإلكترونية بـ”تذكر” تفاصيل معينة عن تفاعلك مع هذه المواقع.

وعلى سبيل المثال، فإنّ ملفات تعريف ارتباط تسجيل الدخول تسمح لك بحفظ بيانات تسجيل دخولك إلى الموقع، حتى لا تضطر إلى إعادة إدخالها في كل مرة.

ومع ذلك، تنشأ ملفات تعريف الارتباط الخارجية عن طريق نطاقات خارج الموقع الذي تزوره، وغالباً ما تكون تلك الجهة الخارجية شركة تسويق تعمل بالشراكة مع الموقع الإلكتروني أو التطبيق.

ويستضيف الموقع الإلكتروني أو التطبيق إعلانات شركة تسويقية ويمنحها إمكانية الوصول إلى البيانات التي يجمعها منك (بعدما منحتهم الإذن لفعل ذلك). وبذلك، تحصل جهة التسويق والإعلانات على لمحة عن حياتك؛ نظامك اليومي واحتياجاتك ورغباتك.

وهناك العديد من أساليب التعلم الآلي في الذكاء الاصطناعي، وهي تساعد الأنظمة على تنقيح وتحليل بياناتك، مثل تجميع وفرز وتصنيف البيانات والتعلّم المعزز.

وبإمكان تطبيق التعلم المعزز تدريب نفسه بناء على الملاحظات التي يكتسبها من تفاعلات المستخدم، بنفس الطريقة التي يتعلم بها طفل صغير تكرار فعل ما يؤدي للحصول على مكافأة.

ومن خلال عرض أو الضغط على زر “الإعجاب” على منشور بوسائل التواصل الاجتماعي، ترسل إشارة مكافأة إلى تطبيق التعلّم المعزز، تؤكد خلالها انجذابك لمحتوى المنشور، أو ربما اهتمامك بالشخص الذي نشر هذا المنشور. وبمعنى آخر ترسل من خلال تفاعلك رسالة إلى تطبيق التعلم المعزز توضح من خلالها اهتماماتك وتفضيلاتك الشخصية.

وعلى سبيل المثال، إذا بدأت تتفاعل بكثرة مع المنشورات التي تتحدث عن “اليوغا”، سوف يتعلم النظام إرسال إعلانات لك عن شركات تقدم منتجات ومحتوى مرتبطاً بذلك.

كيف أستطيع الحد من مشاركة بياناتي مع المعلنين؟

بدوره، أورد موقع The conversation بعض الإرشادات البسيطة التي يمكنك اتباعها للحد من مقدار البيانات التي تشاركها عبر الإنترنت.

وأولاً، ينبغي عليك مراجعة أذون تطبيقات الهاتف بانتظام. وفعلياً، يبج أن تفكّر مرتين قبل أن تمنح أي تطبيق أو موقع إلكتروني ما يطلبه من أذون أو السماح باستخدام ملفات تعريف الارتباط. وإذا أمكن، تجنب استخدام حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي لتسجيل الدخول إلى مواقع وخدمات أخرى.

وفي معظم الحالات، سيتوفر خيار لتسجيل الدخول باستخدام البريد الإلكتروني، ومن الأفضل أن تستخدم حساب بريد إلكتروني غير حسابك الرسمي.

وبمجرد أن تبدأ عملية تسجيل الدخول، تذكّر ألا تشارك إلا القدر المطلوب فقط من المعلومات. وإذا كنت حساساً تجاه خصوصيتك، ربما من الأفضل تثبيت شبكة افتراضية خاصة (VPN) على هاتفك. سوف تخفي عنوان بروتوكول الإنترنت (IP) الخاص بك وتعمل على تشفير أنشطتك على الإنترنت.