وسط حكم طالبان.. تطبيقٌ جديد يحمي الأفغان من المخاطر الأمنية
- شابة أفغانية طورت تطبيقاً جديداً يساعد الأشخاص في أفغانستان على التعامل مع التهديدات الأمنية
- التطبيق يمكن استخدامه في البلاد التي تسيطر عليها جماعة “طالبان”
طوّرت شابة أفغانية متخصصة في التكنولوجيا تدعى سارة وحيدي، تطبيقاً جديداً يساعد الأشخاص في أفغانستان على التعامل مع التهديدات الأمنية خصوصاً في ظل حُكم جماعة “طالبان” المتشددة.
ونظراً للتهديد الذي يواجهه المدنيون الأفغان بسبب سطوة طالبان، فإنّ القيام بأبسط الأمور قد يعرّض الحياة للخطر، حتى أن إمكانية العودة إلى المنزل باتت تمثل تحدياً كبيراً.
ولهذا، جاء تطبيق “احتساب” الجديد لينبه المواطنين من المخاطر الأمنية خلال تنقلهم في كابول. وفعلياً، فإنّ هذا التطبيق ضمن الهاتف الذكي، يقدّم للمستخدم عشرات الدبابيس المزخرفة باللهب، والتي من شأنها أن تكشف مواقع التهديدات الأمنية في كابول.
ومن خلال الضغط على أيقونة النيران الحمراء، تظهر رسالة تحذر المستخدمين من “إطلاق نار متقطع” وتحثهم على تجنب المنطقة إن أمكن.
وفي ما خصّ مُطورة التطبيق سارة وحيدي، فإنه تحمل الجنسية الكندية إلى جانب الأفغانية وتبلغ من العمر 26 عاماً.
وانتقلت وحيدي مع عائلتها من كابول إلى فانكوفر، كندا ، عندما كانت في الـ6 من عمرها، لكنها عادت إلى أفغانستان في العام 2016.
وفي مايو/أيار 2018، كانت السيدة وحيدي في طريقها إلى منزلها من العمل في العاصمة عندما ركض رجل وهو يصيح: “سترته لا تعمل”.
وتبعت السيدة وحيدي الحشد الهارب، وبعد لحظات هز انفجار المدينة، وتتذكر قائلة: “شعرت بدفعة من ورائي ونظرت للخلف. كانت هناك سحابة كبيرة”.
ومع هذا، فقد تمكنت وحيدي من الوصول إلى شقتها مباشرة قبل أن يقع انفجار آخر في الحي الذي تعيش فيه، على بعد 100 متر فقط من منزلها.
وخلال الساعات الـ12 التي أعقبت ذلك، اندلعت حالة من الفوضى حيث نفذ تنظيم “داعش” سلسلة هجمات في العاصمة الأفغانية.
وقالت وحيدي لصحيفة “ذا ناشيونال“: “كان هناك انفجارات فضلاً عن هجمات بالقنابل اليدوية”.
وبالنظر إلى كل ما حدث، فقد رأت وحيدي حاجة لم يلبيها أحد بعد، وتقول: “بالنسبة لدولة تعيش حالة من الفوضى دائماً، وبالنسبة لدولة تشهد دائماً انفجارات وعبوات ناسفة وهجمات انتحارية، فلماذا لا يكون لدينا موقع ويب تقوم حكومة المدينة بتحديثه بشأن أرقام واتصالات وخدمات الطوارئ؟”.
وعلى مدى السنوات الـ3 التالية، أي بعد العام 2018، شكلت وحيدي فريقاً، وعثرت على مستثمرين وطوّرت تطبيق “احتساب” لتزويد السكان المحليين بمعلومات محدثة وموثوقة حول التهديدات الأمنية.
ويقوم الفريق بجمع المعلومات من المواقع الحكومية والتقارير الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي لإنشاء تنبيهات حول أحداث مثل الانفجارات وحوادث المرور وتسرب الغاز.
كذلك، يحتوي التطبيق أيضاً على وظيفة تتيح للمستخدمين الإبلاغ عن الحوادث، وهو أمر قالت إن الناس قد انجذبوا إليه في الأيام الأخيرة.
ومع استيلاء “طالبان” على كابول، بات “احتساب” ضرورياً أكثر من أي وقتٍ مضى. وفي سبيل حماية التطبيق وفريقه، وكثير منهم لا يزالون في أفغانستان، لا يوجد أي ذكر لطالبان في أي مكان، وبدلاً من ذلك، يسرد التطبيق مواقع نقاط التفتيش أو “الحوادث” ويحث المستخدمين على توخي الحذر.
شاهد أيضاً: هرباً من طالبان.. عضوات فريق برمجة الروبوتات الأفغاني يصلن إلى المكسيك