تويتر يقدم لأغنى رجل في العالم “حبة السم”
بعد انتقاده لسياسة تويتر، ورفع حصته من الأسهم إلى أكثر من تسعة بالمئة، مما يجعله أكبر مساهم بعد شركة الصناديق المشتركة العملاقة فانجارد، ما حكاية إيلون ماسك مع موقع التغريدات الشهير، وما هو “تكتيك حبة السم” الذي اعتمده تويتر لمحاربة عمليات الاستحواذ؟
لمشاهدة تفاصيل القصة بالفيديو:
بداية الحكاية
في البداية- قدم رجل الأعمال إيلون ماسك، مؤسس شركتي “تسلا” و”سبيس إكس”، عرضًا لشراء تويتر، قائلاً إنه يعتقد أن الموقع بحاجة إلى “تغيير”. ماسك عرض الحصول على جميع الأسهم التي لا يمتلكها في تويتر، مقابل 54.20 دولارًا للسهم الواحد، مما يُقّيم الشركة بـ 43.4 مليار دولار.
الملياردير المثير للجدل، كشف أنه كان يشتري أسهمًا في تويتر منذ أواخر يناير، وتراكمت لديه حصة 9.1٪ منذ ذلك الوقت، وأنفق 2.6 مليار دولار على الأسهم التي اشتراها.
وبعد هذا الإفصاح، قبل مبدئيا عرضًا للحصول على مقعد في مجلس إدارة الشركة، وهي اتفاقية تضمنت حدًا أقصى لاستثماره في الشركة لحصة تبلغ 14.9- قبل أن يتراجع عن هذه الخطوة، مقدما عرض الشراء.
الأمر لم يتوقف على عرض الشراء، بل إنه هدد إذا لم يتم قبول عرضه قائلا إنه سيتعين عليه إعادة النظر في وضعه كمساهم.
ماسك هدد إذا لم يتم قبول عرضه بإعادة النظر في وضعه كمساهم
الرسالة التي أرسلها ماسك إلى تويتر قال فيها: “لقد استثمرت في تويتر لأنني أؤمن بإمكانية أن يكون منصة لحرية التعبير في جميع أنحاء العالم، وأعتقد أن حرية التعبير هي ضرورة مجتمعية لديمقراطية فاعلة.. ومع ذلك، أدرك الآن أن الشركة لن تزدهر ولن تخدم هذه الضرورة المجتمعية في شكلها الحالي. تحتاج تويتر إلى التحول لشركة خاصة”.
بعد يومين من الخطاب، ويوم واحد من تراجع قيمة الأسهم، تبنت شركة تويتر خطة “حبة السم”، وهي تكتيك دفاعي معتاد في مواجهة عمليات الاستحواذ، يحد من قدرة إيلون ماسك على زيادة حصته في منصة التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي ظهرت فيه شركة استحواذ لمنافسة عرضه.
“توما برافو” شركة الاستثمار المباشر والتي تركز على التكنولوجيا، وبلغت الأصول التي تديرها أكثر من 103 مليارات دولار حتى نهاية ديسمبر، أبلغت تويتر- هي الأخرى- بأنها تستكشف إمكانية تقديم عرض.
لكن.. ما هي تفاصيل خطة ” حبة السم”؟
الخطة من شأنها أن تقلص نسبة حصة أي شخص يجمع ما يزيد على 15 بالمئة من خلال بيع المزيد من الأسهم لمساهمين آخرين. وتُعرف رسميًا باسم خطة حقوق المساهمين.
وفي الأصل، نشأ مصطلح “حبة السم” في مجال التجسس الحربي عندما كان الجواسيس يحملون معهم “حبة سمّ” قاتلة يستخدمونها لتجنب الأسر عندما يوقنون أنهم مقبوض عليهم لا محال؛ أما في مجال الأعمال، فقد استُخدم المصطلح لأول مرة عام 1982 من طرف محامي الشركات “مارتي ليبتون” المختص في عمليات الاندماج والاستحواذ.
وتوجد عدة طرق لاستخدام تكتيك “حبة السم” تصب كلها في جعل الشركة تبدو هدفاً أقل جاذبية، لكن أشهرها هي إصدار عدد كبير جداً من الأسهم الجديدة للشركة المستهدفة، ما يؤدي لإضعاف حقوق الملكية، وجعل تكلفة عملية الاستحواذ أعلى بكثير لأن الشركة المستحوِذة يتعين عليها إعادة شراء هذه الأسهم، أو جزء معتبر منها، بسعر أعلى حتى تضمن الأغلبية.
فهل تنجح خطة تويتر أم أن إيلون ماسك يجهز خطة بديلة، والأهم من هذا؛ هل تفضلون أن يكون تويتر ملكًا لشخص واحد؟