كيف يتعامل المعلمون مع كتابة الذكاء الاصطناعي؟
بعد إطلاق برنامج ChatGPT في ديسمبر الماضي أصبح الغش والسرقة الأدبية أمراً يدعو للقلق في الأوساط الأكاديمية حيث تنقسم آراء المعلمين والهيئات التعليمية حول العالم بين توخي الحذر ورفض الاستخدام وبين تبني إمكانيات أدوات الكتابة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
هذا البرنامج الجديد يمكن أن يكتب عن أي موضوع بأي تنسيق وبعد تقريباً وهذه الميزات تختصر 70% من وقت العمل على بحث علمي ومقال أو أطروحة في الجامعات، نعم يمكنه أن يقوم بواجبك المنزلي خلال دقائق معدودة لكن ما الذي يحصل عندما يتم اكتشاف أمرك؟ وهل من الممكن الإعتماد عليه والثقة بنسبة 100% أن تكون المعلومات المذكورة صحيحة؟
إحدى عيوب ChatGPT هو أن البرنامج يكذب أو “يهلوس الحقائق” حيث تتمثل إحدى مشكلات المراجعة البشرية في أن محتوى البرنامج مصمم ليبدو صحيحًا بشكل مقنع، مما قد يخدع المراجع الذي ليس خبيراً في الموضوع وهذا بالطبع قد يسبب أزمة كبرى.
بعد أسابيع قليلة من إطلاق برنامج الدردشة الآلي ChatGPT، قال أستاذ الفلسفة في جامعة فورمان (الولايات المتحدة) دارين هيك، إنه ضبط طالبًا قدم مقالًا تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
قال هيك إنه شك عندما قدم الطالب مقالًا عن الموضوع تضمن بعض المعلومات الخاطئة المكتوبة جيدًا.
بعد تشغيله من خلال كاشف لبرنامج ChatGPT أشارت النتائج إلى أنه من المحتمل بنسبة 99% أن المقال قد تم إنشاؤه بواسطة البرنامج.
كما قال أنتوني أومان، أستاذ الدراسات الدينية والفلسفة في جامعة ميشيغان الشمالية لوسائل إعلام أمريكية إنه أمسك بطالبين يقدمان مقالات كتبها ChatGPT.
بعد أن أطلق أسلوب الكتابة أجراس الإنذار، تحقق عبر روبوت شات متسائلاً عن مدى احتمالية كتابتها بواسطة البرنامج، عندما قال الروبوت إنه متأكد بنسبة 99% من أن المقالات كتبت بواسطة البرنامج الذكي، قام بإرسال النتائج إلى الطلاب.
قال كل من هيك وأومان إنهما واجهوا طلابهم، الذين اعترفوا جميعًا في النهاية بالمخالفة. فشل طالب هيك في الفصل وطلب أومان من طلابه إعادة كتابة المقالات من الصفر.
ChatGPT خطوة مثيرة للأمام أم وسيلة خطيرة؟
بعد إطلاق برنامج ChatGPT أشاد العديد به عبر الإنترنت باعتباره خطوة مثيرة للأمام للذكاء الاصطناعي والمستقبل المحتمل للبحث ولكن مع هذا الثناء جاء القلق بشأن استخدامه في الأوساط الأكاديمية.
تمكن الطلاب من الغش في مهام باستخدام الإنترنت لعقود من الزمان، مما أدى إلى ظهور أدوات تهدف إلى التحقق مما إذا كان عملهم أصلياً أم لا.
وهذا البرنامج يتيح فرصة الغش بسهولة لكن المشكلة الأساسية تكمن في أنك لا تستطيع أن تثق بهذا البرنامج.
كلمة بكلمة ردود البرنامج تكون مكتوبة بشكل جيد جداً لكن عند التدقيق تجد أنه مجرد كلام منمق لا معنى له وخاطئ تماماً في أغلب الأحيان.
توجد العديد من المشاكل المتعلقة ببرنامج الذكاء الاصطناعي التي تجعله غير مناسب لإنشاء محتوى غير خاضع للإشراف، علاوة على فشل البرنامج في إنشاء محتوى صحيح 100%.
من الواضح أن هناك العديد من المشكلات المتعلقة بـ ChatGPT والتي تجعله غير مناسب لإنشاء المحتوى غير الخاضع للإشراف – يحتوي على تحيزات ويفشل في إنشاء محتوى يبدو طبيعيًا أو يحتوي على رؤى حقيقية.
علاوة على ذلك، فإن عدم قدرته على الشعور بالأفكار الأصلية أو تأليفها يجعله خيارًا سيئًا لتوليد التعبيرات الفنية.
يجب على المستخدمين تطبيق مطالبات مفصلة من أجل إنشاء محتوى أفضل من المحتوى الافتراضي الذي يميل إلى إنتاجه.
أخيرًا، لا تكفي دائمًا المراجعة البشرية للمحتوى الذي تم إنشاؤه آليًا، لأن محتوى ChatGPT مصمم ليظهر بشكل صحيح، حتى عندما لا يكون كذلك.
وهذا يعني أنه من المهم أن يكون المراجعون خبراء في الموضوع يمكنهم التمييز بين المحتوى الصحيح والمحتوى غير الصحيح حول موضوع معين.