لعبة الواقع الافتراضي “فايت باك” مستمدة من معاناة الأيزيديات على يد داعش
ترمي لعبة الواقع الافتراضي «فايت باك»، التي ابتكرتها مخرجة تبدي اهتماماً بمفهوم تمكين المرأة وصدرت اللعبة الأربعاء تزامناً مع يوم المرأة العالمي، إلى تعليم النساء كيفية التغلّب على مخاوفهنّ وكل المواضيع المحظورة المرتبطة بالعنف الجسدي.
وفي عام 2017، توجّهت سيلين تريكار إلى العراق لتنجز فيلماً وثائقياً عن النساء الإيزيديات اللواتي تعرّضن للاعتداء الجسدي من عناصر من تنظيم داعش الإرهابي، وتوصلت إلى أنّ خيار القتال ساعدهنّ في التغلّب على الصدمة التي تعرّضن لها، ومن هنا أتت فكرة لعبة الواقع الافتراضي التي تهدف إلى تعليم النساء التقنيات الأساسية للدفاع عن النفس.
وتقول المخرجة البالغة 36 عاماً، على هامش مهرجان البندقية السينمائي في أيلول/سبتمبر 2022، إنّ «بعض هؤلاء الإيزيديات قررن فور تحريرهنّ، الانخراط في صفوف الجيش العراقي ومحاربة عناصر التنظيم الإرهابي».
وتضيف تريكار التي بدأت في سن مبكرة ممارسة الفنون القتالية: «أمضيت أسبوعاً كاملاً معهنّ على الخطوط القتالية، وكان للقائهنّ الفضل في تبديل أفكاري ووجهات نظري، وبات من هواجسي إنجاز مشروع يتناول النساء المقاتلات».
وفي اللعبة، يُسمع صوت يطلق توجيهات للاعبات، لأنّ اللعبة المخصصة لهنّ تهدف إلى تشجيعهنّ وتعليمهنّ حركات معيّنة، تتمثل في لكمات موجهة يميناً ويساراً لمهاجمة المخلوقات، أو تثبيت اليدين على الصدر لحماية أنفسهنّ منها.
وليس في اللعبة خسارة أو موت افتراضي للشخصية، بل نصائح إيجابية تُعطى للاعبات.
وتقول ماري بلونديو، وهي مساعدة تريكار: إنّ «الواقع الافتراضي يمكن أن يعزز الذاكرة العضلية، مما يؤدي إلى تجاوز الأوامر بعدم المقاومة جسدياً»، مضيفةً «نرغب في أن نجعل النساء يعرفن المزيد عن الدفاع عن النفس، ويتعلّمن كيف يرفضن».
وتتابع إنّ اللعبة لا ترمي إلى «تخفيف التوتر، بل إلى جعل النساء يشعرن بأنهنّ أقوياء».
وتسعى تريكار إلى جعل اللعبة مُتاحة لدى جمعيات حماية المرأة، لإعادة توجيه النساء نحو مدارس فعلية لتعليم فنون الدفاع عن النفس.
وتستهدف هذه اللعبة التي تتزايد صعوبة الهجمات فيها، المبتدئات أكثر من اللاعبات المتمرسات، وتستند إلى تقنية جديدة لاستشعار الأيادي تشبه في اللعبة القفازات الذهبية، ووفرت الممثلات أديل إنيل وكاميليا جوردانا وأيسا مايغا أصواتهنّ للعبة.