تهديدات بالحظر.. أي مستقبل ينتظر تطبيق تيك توك؟
وسط شكوك عالمية متزايدة بشأن موقع التواصل الاجتماعي تيك توك، وهي الشكوك التي قد تؤدي إلى حظر التطبيق الصيني من عدة دول إذ أنه متهم بتقديم محتوى ضار وإحداث “أزمة عاطفية” للمستخدمين الشباب.
تشعر حكومات دول عدة، من بينها أمريكا، بالقلق من إمكانية قيام شركة “بايت دانس” بإعطاء سجل التصفح أو بيانات أخرى متعلقة بالمستخدمين للحكومة الصينية، أو الترويج لدعاية ومعلومات مضللة.
وتم تسليط الضوء على الرئيس التنفيذي لتيك توك الذي اتهمه الكونغرس في جلسة استماع بنشر تيك توك فيديو يحمل تهديدًا لرئيسة جلسة الاستماع ومخاوف من اختراق الحزب الشيوعي الصيني هواتف الأميركيين عبر التطبيق،
وقال تشو في تصريحاته الأولى إن “شركة بايت دانس ليست تابعة أو خاضعة لسيطرة الحكومة الصينية وهي شركة خاصة”.
لكنه أشار إلى أن بعض البيانات الأمريكية ما زالت متاحة لموظفي الشركة في الصين قائلا “اليوم، لا تزال هناك بعض البيانات التي نحتاج إلى حذفها”.
وسألت السناتور ديانا ديجيت في جلسة الاستماع :”لديكم ضوابط حالية، لكنها لا تعمل على إبعاد هذه المعلومات بشكل رئيسي عن الشبان، وعن الأمريكيين بشكل عام”.
وقال تشو إن الشركة تستثمر في إدارة المحتوى والذكاء الصناعي للحد من هذا المحتوى.
وأضاف تشو “يأتي السواد الأعظم من مستخدمينا إلى منصتنا من أجل المحتوى المسلي، لكن ثمة أشخاصا ينشرون بعض المعلومات الخطيرة ونحتاج إلى التعامل مع ذلك بجدية شديدة”.
وقالت ديجيت إن تحركات تيك توك غير كافية. وأردفت “قدمت لي تعليقات عامة فحسب حول أنكم تستثمرون وأنكم قلقون وأنكم تعملون. لا يكفيني ذلك. لا يكفي ذلك الآباء الأمريكيين”.
فأثبتت بعض التحليلات أن محتوى تيك توك المثير للعنف قد ألحق العديد من الأضرار على نطاق المنازل والمدارس، مما أثر على حياة بعض المستخدمين وصحتهم العقلية، وخاصة الأطفال والمراهقين.
تيك توك تهديد نفساني
لم تعد مشاهدة الأطفال ليوتيوب طوال اليوم ظاهرة تذكر، خصوصاً بعد أن بدأوا في استخدام تيك توك الذي ينشر مقاطع قصيرة تشد انتباههم.
فقد أشارت الأبحاث الناشئة إلى أن مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة وسريعة الوتيرة تجعل من الصعب على الأطفال الاستمرار في الأنشطة التي لا تقدم إشباعاً فورياً ومستمراً.
وأظهر مسح الدماغ لطلاب الجامعات أن المناطق المتورطة في الإدمان تنشطت بشكل كبير لدى أولئك الذين شاهدوا مقاطع فيديو مخصصة، كذلك وجدت أن بعض الأشخاص يواجهون صعوبة في التحكم في وقت التوقف عن المشاهدة.
ونظراً لأن التطبيق يضم عدد لانهائي من الفيديوهات القصيرة، فمن المرجح أن يقضي الأطفال والمراهقين وقتاً أطول في التطبيق. وقد يصبحون مدمنين على مشاهدة مقاطع الفيديو لساعات.
ومن بين آثار التيك توك على الأطفال التنمر الإلكتروني، حيث أن الكثير من الطلاب يتعرضون للتنمر على تيك توك ويسخر بعض الطلاب من الفيديوهات الخاصة ببعضهم البعض، بينما يصنع آخرون مقاطع فيديو للسخرية والتنمر من زملائهم الآخرين.
هناك بعض المراهقين ينشأون مقاطع فيديو لتحديات خطيرة بهدف الحصول على المزيد من المشاهدات و الإعجابات والمتابعين. لكن بعض التحديات ليست مناسبة لهم بتاتاً.
ويلجأ الكثير من المحتالين إلى تطبيقات مثل تيك توك، لجذب القاصيرن و القاصرات، لأن التطبيق يسهل على الغرباء إرسال رسائل مباشرة إلى الأطفال.
ضمانات فنية
وتسعى تيك توك إلى معالجة مخاوف المشرعين الأميركيين من خلال تقديم ضمانات فنية وبيروقراطية طوعية، والتي تقول إنها ستساعد في ضمان إمكانية الوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين فقط من لدن الموظفين الأميركيين.
ويشير شو إلى إعادة هيكلة الشركة بتكلفة تبلغ 1.5 مليار دولار تعرف باسم “مشروع تكساس”، والتي تشمل شركة أوراكل الأميركية العملاقة للبرمجيات، التي ستخزن وتشرف على الكمية الهائلة من البيانات الشخصية التي تجمعها تيك توك من المستخدمين الأميركيين لتوضع في خوادم شركة أوراكل.
حظر التطبيق
رغم عدم حظر التطبيق على الأجهزة الشخصية في دول العالم، باستثناء الهند إثر نزاع حدودي مع الصين عام 2020، فقد حظر عدد من الدول الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، التطبيق على الأجهزة الحكومية.
ففي عام 2020، وقع الرئيس السابق دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يحظر فعليا تيك توك داخل الولايات المتحدة، إلا أن تيك توك قاتلت القرار ونجحت في إيقافه بعد رفع عدة دعاوى قضائية.
وفي أواخر 2022، وقع الرئيس الأمريكي تشريعا يحظر تيك توك على أجهزة الحكومة الفيدرالية، وسنت أكثر من نصف الولايات الأمريكية حظرا مماثلا.
وثمة أكثر من 1200 دعوى قضائية ضد تيك توك رفعتها عائلات أمريكية تزعم أن محتوى التطبيق أثر بشكل عميق على الصحة العقلية لأطفالها، وفي بعض الحالات ساعدهم على الانتحار.