تهديد كبير لمواقع الويب بسبب برامج الذكاء الصناعي
بدأت تطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي التي ظهرت مؤخرا تثير حفيظة العديد من دور النشر وسط مخاوف من خسارتهم للقراء والمستخدمين.
خلال العقدين الماضيين كافحت دور النشر والمؤسسات الإعلامية لتكييف عملها مع التطورات التي شهدتها تقنيات الإنترنت، حيث خفضت أعداد الصحف والمجلات المطبوعة فيما توسعت بالمواقع الإلكترونية والتطبيقات المختلفة وتحاول تعويض عائداتها من الإعلانات.
وتعتمد هذه المواقع والتطبيقات بشكل كبير على محركات البحث في تعظيم القراءات لديها، وهو ما يعني بالنهاية إيرادات إعلانية أفضل، ولكن مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد تخسر هذه المواقع شريحة كبيرة من القراء لديها.
ووفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز فإن استقطاب تطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي المختلفة للمستخدمين ستكون على حساب زيارات المواقع الإلكترونية المختلفة، والتي ستعني بالضرورة تراجع الإيرادات.
ويشير التقرير إلى أن الكثير من المؤسسات الإعلامية بدأت في تجميع فرق العمل لتقييم الخيارات والسيناريوهات المتاحة أمامهم، وجعل تطبيقات “الذكاء الاصطناعي” في أعلى قائمة أولوياتهم، إذ قد يتجه البعض إلى فرض رسوم مقابل استخدام محتوى مواقعهم الإلكترونية عن طريق ربوتات محادثة الذكاء الاصطناعي.
وتعتمد المواقع الإلكترونية خاصة الإعلامية منها على محركات البحث للوصول إلى المحتوى الذي تنشره، وفي الوقت ذاته تستفيد مواقع البحث من وجود مصادر موثوقة للمعلومات تعتمد عليها في إظهار النتائج.
وأوضح التقرير أن أكثر ما يثير اهتمام دور النشر تطبيقات “الذكاء الاصطناعي التوليدي”، والذي يمكنه إنشاء نصوص وصور وفيديوهات، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيتم بحثه في المؤتمر العالمي لـ”نيوز ميديا” والذي سيعقد في نيويورك في مايو المقبل.
وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) أصبحت قادرة على التفاعل مع المستخدمين، وتوليد محتوى مكتوب ومسموع ومرئي أكان صورة أو حتى كمقاطع فيديو والتي تكون قادرة على محاكاة الواقع بطريقة كبيرة.
وفي مطلع مارس قال تقرير لصحيفة “الغارديان” إن الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف الصحفيين، فقد بات البقاء للمؤسسات التي تتمكن من إنتاج المحتوى الفريد والخاص، والذي لا تتمكن أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي” على تجميعها.
وأشار أنه يجب التركيز على الصحافة الاستقصائية والحديث الحصري، وتتبع الدوافع الحقيقية وراء الأحداث، فهذه الأمور ستظل مهمة الصحفيين.
ناشرو المحتوى لديهم علاقة متفاوتة ولكنها متبادلة إلى حد كبير مع محركات البحث، حيث تستفيد مواقع البحث من وجود مصادر موثوقة للمعلومات في النتائج، ويستفيد الناشرون من حركة المرور إلى مواقعهم التي تولدها محركات البحث.
ويؤكد العديد من الخبراء والكتّاب على المواقع الكبيرة أن حركة البحث من Google تمثل نصف الزيارات الإجمالية أو أكثر، إلى العديد من المواقع.
قالت دانييل كوفي، نائبة الرئيس التنفيذي لـ News Media Alliance، إنه يمكن العثور على حل في قانون المنافسة والمحافظة على الصحافة، وهو مشروع قانون من شأنه أن يسمح للناشرين بالتفاوض بشكل جماعي مع شركات التكنولوجيا بشأن تقاسم الإيرادات، ومن المتوقع أن يعاد تقديم مشروع القانون الذي فشل في تمريره العام الماضي، من قبل السناتور آمي كلوبوشار، الديموقراطية عن ولاية مينيسوتا
قال يوسف مهدي، رئيس شركة Microsoft Bing، في مقابلة إن توجيه المستخدمين للنقر إلى الناشرين كان “هدفًا أعلى”. وعلى الرغم من أن Bing الجديد كان موجودًا منذ أقل من شهرين، إلا أن البيانات “تظهر بالفعل أننا نوجه المزيد من الزيارات إلى الناشرين”، على حد قوله.
وأضاف يوسف مهدي مشيرًا إلى الحواشي السفلية في الإجابات على روبوت دردشة Bing التي تُظهر مصدر المعلومات: “جزء من سبب ازدياد حركة المرور هو أننا لا نقوم بعمل جيد للإجابة على السؤال فحسب، بل نقدم روابط”.