3 عوامل رئيسية يمكن من خلالها للشركات أن تستفيد بقوة من قدرات الذكاء الاصطناعي
يزدهر الاستثمار في الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، وفي ظل الاهتمام غير المسبوق بهذا المجال مؤخرًا وخاصة روبوت الدردشة ChatGPT، يُتوقع أن تزيد استثمارات الذكاء الاصطناعي الإجمالية إلى 500 مليار دولار بحلول نهاية 2030، وفق تقديرات حديثة.
ويمثل الذكاء الاصطناعي التوليدي حاليًا حوالي 1٪ فقط من البيانات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي التي يتم إنتاجها، ومن المتوقع أن يصل إلى 10٪ بحلول عام 2025، وفقًا لشركة الأبحاث والاستشارات التكنولوجية (Gartner).
قد يكون هذا التقدير متحفظًا، فوفقا لنينا شيك، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن 90٪ من المحتوى عبر الإنترنت يمكن إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025.
ومثلت التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التوليدي وعلى رأسها ChatGPT، نقلة نوعية في تعامل الناس مع مهمات صعبة كانت حكرًا على البشر في الماضي، خاصة في مجالات مثل التعليم والتسويق وتحليلات البيانات وغيرها.
ورغم هذه النقلة النوعية في هذه التقنية، إلا أنها لا تستخدم على نطاق واسع على مستوى الشركات، لذلك يجب أن تدرس الشركات هذه التكنولوجيا الآن كى لا تتخلف عن الركب، وفي نفس الوقت يمكنها أن تجني جزأ من الأرباح التي تتضاعف يوما بعد يوم في هذا القطاع المتصاعد بقوة.
ما أهمية الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
يتعلم الذكاء الاصطناعي التوليدي كيفية بناء معلومات جديدة من البيانات السابقة، وينشئ محتوى جديدًا تمامًا، سواء كان نصًا أو صورة أو حتى شفرة برمجية، بناء على هذا التدريب بدلا من مجرد تصنيف أو تحديد البيانات مثل الذكاء الاصطناعي العادي.
لذلك يعتبر استثمار الشركات في بناء مجموعة بيانات واضحة، أحد أبرز عوامل نجاح الذكاء الاصطناعي التوليدي، لأن ذلك يمكن أن يسرع بشكل كبير قدرات “التعلم” للحلول التوليدية القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وعندما تكون البيانات صحيحة ودقيقة وكاملة وموحدة قدر الإمكان عبر المؤسسة بأكملها، يمكن لأداة الذكاء الاصطناعي التوليدية الذكية أن تكون بمثابة المساعد الرقمي الفعلي الذي طالما حلمنا به، حيث يخدم الفرق في جميع الإدارات والوظائف، ليس ذلك فحسب، بل قد يمكن أي سؤال قابل للإجابة في المستقبل.
3 خطوات للاستعداد
نصح ياد أورين العضو المنتدب لشركة SAP Labs US المتخصصة في برمجيات المؤسسات، الشركات بالاستعداد لجني ثمار الذكاء الاصطناعي التوليدي، من خلال تنفيذ 3 خطوات هي:
1. الاستثمار في بيانات التعلم الآلي عالية الجودة
مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، لن تحتاج الشركات إلى وفرة من علماء البيانات لبناء المعلومات والأفكار ذات الصلة. بدلاً من ذلك، ستحتاج إلى عدد قليل من الخبراء الذين يفهمون التقنيات الأساسية للذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل نماذج اللغات الكبيرة، وفريق كامل يركز على التأكد من أن البيانات التي يتم إدخالها هي البيانات الصحيحة وبالشكل الصحيح.
وبذلك يمكن للذكاء الاصطناعي إجراء جميع التحليلات، تاركًا القادة للتركيز على اتخاذ القرارات الصحيحة للأعمال.
بعبارة أخرى، لا يتعلق الأمر بالإنفاق على الذكاء الاصطناعي بقدر ما يتعلق بالإنفاق على جودة البيانات وإدارتها بصورة صحيحة.
2. إعداد الموظفين
يمتلك الذكاء الاصطناعي التوليدي أيضًا القدرة على تغيير طريقة العمل في الشركات بشكل جذري، لذلك يجب على الموظفين أن يتأقلموا مع الواقع الجديد، ويتقبلوا فكرة العمل جنبًا إلى جنب مع “مساعد ذكي” يمكنه الإجابة على أي سؤال ولديه ذاكرة طويلة المدى لكل موضوع تمت مناقشته على الإطلاق.
تشجيع الموظفين على تبني الذكاء الاصطناعي كجزء من حياتهم العملية اليومية، سيساعدهم على تحسين التكنولوجيا لتناسب أدوارهم المحددة.
3. خطة للحد من المخاطر
التكنولوجيا ليست مثالية دائمًا، وتتطلب الابتكارات الجديدة تقييمًا كاملاً للنتائج والتداعيات المحتملة. وهذه ليست مجرد مسألة أخلاقية فقط، بل يمكن أن تكون هناك عواقب تجارية سلبية حقيقية.
ماذا لو بدأت أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بك، على سبيل المثال، في بث محتوى مسيء أثناء حملتك التسويقية الجديدة؟ هل أنت مستعد لهذا الاحتمال؟
لهذا السبب يجب عليك إنشاء حواجز حماية واضحة للإشراف على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بك وإدارتها.
يتضمن ذلك تقييمًا عميقًا لنوع البيانات التي ترغب في “كشفها” وإتاحة الوصول إلى الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي. لذلك، نحتاج إلى التأكد من أننا نفكر في كل شيء، ونتخذ نهجًا استراتيجيًا محسوبًا لحماية مستقبلك.