شركة “ميتا” تقدم أدوات جديدة للدردشة والمنشورات والفيديو على فيسبوك وواتساب وإنستغرام
أدى النجاح غير المسبوق الذي حقّقه روبوت الدردشة الشهير ChatGPT الذي أطلقته شركة OpenAI نوفمبر الماضي، إلى جعل الذكاء الاصطناعي التوليدي هو الاتجاه التكنولوجي الذي تتسابق الشركات الكبرى مثل غوغل و”ميتا” لإنشاء تطبيقات مماثلة له تلبي طموحات المستخدمين.
وبينما أصدرت شركة “ميتا” Meta المعروفة سابقًا باسم شركة فيسبوك، نموذجًا للغة الذكاء الاصطناعي AI يسمى (LLaMA) للباحثين في وقت سابق من هذا العام، لم تظهر بعد أي شيء يشبه ChatGPT بطريقة يمكن الوصول إليها على نطاق واسع.
وتعتبر (LLaMA) لغة ذكاء اصطناعي مستقلة من “ميتا” تهدف إلى زيادة تكنولوجيا لغة الذكاء الاصطناعي وتعد بمميزات جديدة للتفاعل مع المستخدمين.
ويبدو أن هذا لن يكون هو الحال لفترة أطول في “ميتا”، حيث قال مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ، إن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيلمس حرفياً كل منتج من منتجاتنا، وألمح إلى الكيفية التي يمكن بها للتكنولوجيا أن تسرع على وجه التحديد أعمال دعم العملاء الناشئة في واتساب.
وأوضح أن الشركة ترى فرصة لتقديم وكلاء الذكاء الاصطناعي لمليارات الأشخاص بطرق ستكون مفيدة وذات مغزى.
ويندرج تحت علامة شركة “ميتا” تطبيقات فيسبوك وفيس ماسنجر وواتساب وإنستغرام.
وبينما كان زوكربيرغ غامضًا بشأن الكيفية التي ستضيف بها “ميتا” ذكاءً اصطناعيًا توليديا لتطبيقاتها، إلا أنه قدم المعاينة الأكثر تفصيلاً حتى الآن خلال مكالمة أرباح الشركة للربع الأول من هذا العام.
حيث أبلغ عن 28.6 مليار دولار في الإيرادات وسجل 2 مليار مستخدم يوميًا لتطبيق فيسبوك، متجاوزًا تقديرات “وول ستريت”.
وبلغت أرباح “ميتا” لهذا الربع 5.7 مليار دولار، بانخفاض 24% عن نفس الفترة من العام الماضي.
استكشاف أدوات جديدة
وقال زوكربيرج في مكالمة الأرباح: “نحن نستكشف تجارب الدردشة في واتساب وماسنجر، وأدوات الإنشاء المرئي للمشاركات في فيسبوك، وإنستغرام، والإعلانات، ومع مرور الوقت تجارب الفيديو والوسائط المتعددة أيضًا”.
وتوقع أن تكون هذه الأدوات مفيدة للجميع من الأشخاص العاديين إلى المبدعين إلى الشركات.
على سبيل المثال توقع أن الكثير من الاهتمام بوكلاء الذكاء الاصطناعي لرسائل الأعمال ودعم العملاء سيأتي بمجرد أن تكتسب الشركة هذه التجربة.
وبمرور الوقت سوف يمتد هذا إلى عمل الشركة على “ميتافيرس أيضًا، حيث سيتمكن الأشخاص بسهولة أكبر من إنشاء صور رمزية وكائنات وعوالم ورمز لربطهم جميعًا معًا.
هل تتخلى الشركة عن “ميتافيرس”؟
ومع تشتيت انتباه العلامة التجارية للشركة وتركيز زوكربيرع على عالم ميتافيرس، فإن الشركة تباطأت بداية في بناء البنية التحتية التي تحتاجها لدعم هذه الأنواع من ميزات الذكاء الاصطناعي، ما دفعها إلى إنفاق مليارات الدولارات على إعادة تنظيم مراكز البيانات الخاصة بها في الأرباع الأخيرة.
وأعلن زوكربيرغ عن إصدار عدة منتجات ذكاء اصطناعي توليدي في الأشهر المقبلة.
وقال: “بمجرد أن تبرز قدرة عشرات الملايين من وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين يتصرفون نيابةً عنهم، سيكون لديك المزيد من الشركات التي يمكنها تحمل تكاليف مشاركة الأشخاص في الدردشة”.
في حين أن “ميتا” قد تركز على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أنها لم تتخلّ عن “ميتافيرس”، وفق زوكربيرغ.
والميتافيرس هو عالم افتراضي يعد بيئة مولدة عبر الحاسوب يتفاعل فيها الناس مع بعضهم.
جدير بالذكر أن مارك زوكربيرغ أنفق مليارات الدولارات لجعل ذلك التحول إلى عالم الميتافيرس ممكنا، وخسرت reality plus، الوحدة التابعة لـ”ميتا” المسؤولة عن إدارة ميتافيرس، 10.2 مليار دولار في عام 2021 وما يقرب من 6 مليارات دولار حتى الآن هذا العام.
حتى أن مارك قام بتغيير اسم شركته من فيسبوك إلى “ميتا” للتأكيد على تحول عملاق وسائل التواصل الاجتماعي إلى شركة تدير عالما من الواقع الافتراضي المعزز يعرف باسم ميتافيرس.