ChatGPT يعد نقلة كبيرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي
قدّم روبوت الدردشة الشهير ChatGPT الذي أُطلق في نوفمبر الماضي، تجربة بحث أكثر تخصصًا، تختلف كُليّا عن محركات البحث التقليدية وعلى رأسها غوغل.
ونجح ChatGPT الذي طورته شركة OpenAI، في جذب غير المتخصصين الذين راحوا يبحثون بقوة عن هذا الاختراع العجيب الذي يجيب على جميع الأسئلة المطروحة عليه، بلغة تشبه البشر في ثوانٍ معدودة.
وبعد هذا النجاح غير المسبوق، انطلقت روبوتات دردشة أخرى في مقدمتها Bing AI الذي دمجته شركة مايكروسوفت في محرك بحثها الشهير Bing، بالإضافة إلى Bard التابع لعملاق محركات البحث غوغل.
وما يميز هذه الروبوتات أنها تقدم للمستخدم تجربة بحث أكثر تخصصًا، بدلا من إحالته إلى محركات البحث التقليدية وما تحويه من آلاف الصفحات.
لكن في المقابل، فإن هذه الخدمة المميزة، تكبد الشركات مئات الآلاف من الدولارات يوميًا، نظرًا لتكلفتها المرتفعة للغاية مقارنة بخدمات محركات البحث التقليدية. فما سر ذلك؟
خسائر 540 مليون دولار
كشف تقرير جديد، أن تكلفة تطوير روبوت الدردشة ChatGPT، كانت باهظة للغاية، حيث تضاعفت خسائر شركة OpenAI المطورة للبرنامج إلى حوالي 540 مليون دولار العام الماضي، وفق موقع “The Information” التقني.
وذكر التقرير، أن تكاليف التشغيل ارتفعت في الأشهر التي سبقت إطلاق ChatGPT.
واستشهد الموقع بـ3 أشخاص على دراية بالبيانات المالية لشركة OpenAI.
وعلى الرغم من أن شركة OpenAI تمكنت من تأمين استثمار متعدد السنوات بمليارات الدولارات من شركة مايكروسوفت، في وقت سابق من هذا العام، إلا أن الرقم يسلط الضوء على مقدار تكبد الشركة الناشئة التكاليف في مهمتها المتمثلة في طرح منتج تجاري للذكاء الاصطناعي.
وترجع كثرة تكاليف تطوير ChatGPT وتشغيله إلى ضرورة احتياجه لحواسيب عملاقة، تلعب دورًا رئيسيًا في توليد إجابات لمطالبات المستخدم.
يقول ديلان باتيل، كبير المحللين في شركة “سيمي أناليسيز” SemiAnalysis الاستشارية، أنه يعتقد أن ChatGPT يمكن أن يكلف OpenAI حوالي 700 ألف دولار يوميًا لاستخدامه، نظرًا للتكاليف المرتبطة بقوة الحوسبة.
فيما قال جون هينيسي، رئيس شركة ألفابيت Alphabet، الشركة الأم لشركة غوغل، في وقت سابق، إن البحث على Bard وهو روبوت الدردشة الخاص بشركة غوغل يكلف 10 أضعاف تكلفة البحث العادي.
وعلى الرغم من أن OpenAI عززت مركزها المالي بدعم من مايكروسوفت، إلا أن الطلب المتزايد على روبوت الدردشة الخاص بها، والذي أصبح التطبيق الأسرع نموًا للمستهلكين في التاريخ بعد تسجيل 100 مليون مستخدم نشط شهريًا في غضون شهرين من إطلاقه، سيزيد من ضغط التكلفة.
الذكاء العام الاصطناعي
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أشار سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، إلى ارتفاع تكاليف الشركة ، مشيرًا إلى أنها ستكون “الشركة الناشئة الأكثر كثافة في رأس المال في تاريخ وادي السيليكون”.
وذكر ألتمان أن شركته يمكن أن تحاول جمع حوالي 100 مليار دولار في السنوات المقبلة، لأنها تعمل على تطوير الذكاء العام الاصطناعي (AGI)، هو الذكاء الافتراضي للآلة، الذي يمكن أن يحاكي قوة الدماغ البشرية، ولديه القدرة على فهم أو تعلم أي مهمة فكرية يستطيع الإنسان القيام بها.
ونمت شعبية أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT بسرعة في الأشهر الأخيرة، حيث وجد المستخدمون أن التكنولوجيا يمكن أن تقدم العديد من الفوائد مثل تعزيز الإنتاجية.
وبالمثل، يتم إغراء المستثمرين باحتمالية أن تقلب التكنولوجيا العديد من الصناعات.
ومن المتوقع أن ترتفع إيرادات شركة OpenAI بشكل كبير هذا العام، مع توقعات بأن تصل الإيرادات إلى 200 مليون دولار هذا العام، قبل أن ترتفع إلى مليار دولار في عام 2024.