بعد نجاح ChatGPT.. سباق شرس بين شركات التكنولوجيا الكبرى لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي
بعد النجاح الكبير الذي حققه روبوت الدردشة ChatGPT، الذي أطلقته شركة OpenAI في نوفمبر الماضي، هناك سباق شرس بين شركات التكنولوجيا الكبرى، لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، التي أحدثت نقلة نوعية في مفهوم الذكاء الاصطناعي لدى الناس.
وأبهر ChatGPT المستخدمين بقدرته على الإجابة بوضوح ودقّة على أسئلة صعبة، لا سيّما كتابة أغان ومقالات أو شيفرات برمجية مُعقّدة.
وعادة تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT على تحليل وتخزين كم هائل من البيانات، كما يستند تطورها إلى المدخلات والبيانات التي يقدمها المستخدمون وطريقة تفاعلهم معها.
لذلك، فرضت بعض شركات التكنولوجيا الكبرى قيودًا على الاستخدام الداخلي لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT خشية الكشف عن أسرار تتعلق بالعمل إلى المنافسين.
وكانت شركة أبل آخر عمالقة التكنولوجيا التي قامت بهذه الخطوة، لمنع أي من بياناتها من الوصول إلى المنافسين.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن شركة أبل أرسلت مذكرة داخلية للموظفين، محذرة إياهم من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة أثناء العمل في الشركة.
السر في ذلك يعود إلى أن أبل قلقة بشأن بياناتها السرية التي يمكن أن ينتهي بها المطاف إلى وقوعها بيد المطورين الذين دربوا النماذج على بيانات المستخدم.
وتأتي هذه الخطوة، بعد أن أطلقت OpenAI تطبيق ChatGPT المخصص لنظام التشغيل iOS لأجهزة أبل.
وذكرت شركة OpenAI أن التطبيق الجديد يعمل على أجهزة آيفون وآيباد، وأنها ستطرح التطبيق في الولايات المتحدة أولاً، وسيشمل باقي الدول الأخرى تدريجيًا في الأسابيع المقبلة.
وتخشى أبل من أن إقدام أي موظف في أبل على إدخال بيانات متعلقة بالعمل لهذه الأدوات وتحديدًا ChatGPT، قد يؤدي إلى جعل تلك البيانات على الخوادم، ومتاحة عند طرح أي مستخدم آخر أسئلة بشأنها.
وحسب الصحيفة، فإن أبل تعمل حاليًا على نسخة خاصة بها من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية للجمهور على غرار التطبيقات التي ذاع صيتها على مدار الأشهر الأخيرة لكنها لم تكشف مزيدًا من التفاصيل عن هذه الخدمة.
وانخرطت أبل بالفعل في الذكاء الاصطناعي التوليدي نفسه عندما أصدرت روايات كتب مدعومة بالذكاء الاصطناعي في يناير الماضي.
وبالنظر إلى أن الذكاء الاصطناعي كان الموضوع الأساسي لمؤتمر غوغل السنوي للمطورين Google I/O الذي أقيم مؤخرا، فإن كل الأنظار ستتجه إلى أبل لإصدار بعض الإعلانات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر المطورين العالمي الذي تعقده الشركة الشهر المقبل.
شركات أخرى
وسارت أبل على خطى شركات تكنولوجيا أخرى أبرزها سامسونغ وأمازون اتخذت قرارات مماثلة في وقت سابق، بحظر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي أثناء العمل.
وجاء قرار سامسونغ على سبيل المثال، في أعقاب تسريب بيانات حساسة من داخل الشركة من أحد الموظفين عن طريق الخطأ.
وطلبت سامسونغ من الموظفين الذين يستخدمون ChatGPT والأدوات الأخرى على الأجهزة الشخصية، عدم إرسال أي معلومات متعلقة بالشركة أو بيانات شخصية يمكن أن تكشف عن ملكيتها الفكرية.
وحذرت الشركة موظفيها، مطلع الشهر الجاري، من أن مخالفة القواعد الجديدة ستؤدي إلى إجراءات عقابية تصل إلى إنهاء العمل في الشركة.
وخلال الأشهر الأخيرة، أصدرت شركات أخرى بينها غولدمان ساكس، قرارات بحظر أو تقييد استخدام منصات للذكاء الاصطناعي التوليدي أثناء العمل.
كما بدأت العديد من الشركات اليابانية، تقييد استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التفاعلية مثل ChatGPT في العمليات التجارية بسبب العديد من المخاوف، أهمها تسرب المعلومات.
وحذرت “سوفت بنك” الموظفين بشأن استخدام ChatGPT وتطبيقات الأعمال الأخرى، وتخطط المجموعة لوضع القواعد التي تحكم العمليات التي يمكنها استخدام التكنولوجيا والتطبيقات التي يمكن استخدامها.
نسخة مُحسّنة من ChatGPT أكثر أمانا وخصوصية.. لماذا تخطط مايكروسوفت لإصدارها؟
مخاوف
وعادة تشعر الشركات بالقلق من أن البيانات التي يتم إرسالها إلى منصات الذكاء الاصطناعي هذه بما في ذلك Google Bard وBing يتم تخزينها على خوادم خارجية، ما يجعل من الصعب استردادها وحذفها، وقد ينتهي الأمر بالكشف عنها لمستخدمين آخرين.
ويمكن لـChatGPT ونماذج الذكاء الاصطناعي المماثلة جمع البيانات وإنشاء برامج بناءً على تعليمات مكتوبة بسيطة، ما يمكن أن يجعل العمليات أكثر كفاءة وزيادة في الإنتاجية.
لذلك أصدر شركة OpenAI المطورة لـChatGPT، واجهة برمجة التطبيقات، والتي تسمح للشركات بدمج ChatGPT في خدماتها مقابل رسوم.
وأوضحت أنه يتم استخدام البيانات التي تم جمعها من هذه الخدمة لتحسين الأداء.
لكن موقع الويب الخاص بالشركة أوضح أنه عند استخدام الخدمة مجانًا، فإنه يجوز للشركة استخدام البيانات المقدمة لتحسين نماذجها، ما يعني أنه في هذه الحالة، يمكن استخدام المعلومات المُدخلة، مثل المنتجات قيد التطوير، للرد على أسئلة الشركات الأخرى.