اليونسكو توصي بحظر المحمول في المدارس.. فما هي الأسباب؟
تعتبر الهواتف الذكية أداة قيمة للتعلم، إذا تم استخدامها بشكل صحيح، لأنها يمكن أن تساعد الطلاب في الوصول إلى المعلومات، والتعلم التفاعلي، والتعاون، والتواصل مع المعلمين، والتعلم الذاتي.
لكن في المقابل، يجب أن يدرك الطلاب المخاطر التي ينطوي عليها استخدام الهواتف الذكية، ويجب أن يكونوا قادرين على استخدامها بطريقة إيجابية.
لذلك من المهم أن يضع المعلمون قواعد صارمة لاستخدام الهواتف الذكية في الفصل الدراسي، وأن يعلم الطلاب كيفية استخدام هواتفهم الذكية بمسؤولية.
وحذّرت الأمم المتحدة من أن الاستخدام المفرط للهاتف المحمول مرتبط بضعف الأداء التعليمي وعدم الاستقرار العاطفي للأطفال.
وأوصى تقرير، أصدرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، وهي الجناح التربوي والعلمي والثقافي للأمم المتحدة، بضرورة حظر الهواتف الذكية من المدارس للمساعدة في وقف اضطراب الفصل الدراسي.
وذكر التقرير أن الحظر سيحسن من العملية التعليمية، ويساعد في حماية الأطفال من التنمر عبر الإنترنت.
وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، نقلاً عن بحث أجرته اليونسكو، أن الاستخدام المفرط للهاتف المحمول ارتبط بضعف الأداء التعليمي، كما أن زيادة الوقت الذي يقضيه الطلاب أمام الشاشة أدى إلى تفاقم الاستقرار العاطفي للأطفال.
وأضاف التقرير أن التكنولوجيا الرقمية ككل، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، يجب ألا تكون لها الأسبقية على “رؤية محورها الإنسان” للتعليم أو أن تحل محل التدريس التفاعلي وجهاً لوجه.
كما دعا التقرير صانعي السياسات إلى مراعاة “البعد الاجتماعي للتعليم”.
وقالت أودري ألوزا، المديرة العامة لليونسكو للصحيفة: “الثورة الرقمية تحمل إمكانات لا تُحصى، ولكن مثلما تم الإعراب عن التحذيرات حول كيفية تنظيمها في المجتمع، يجب إيلاء اهتمام مماثل للطريقة التي يتم استخدامها في التعليم. يجب أن يكون استخدام التكنولوجيا لتحسين خبرات التعلم ولصالح الطلاب والمعلمين، وليس على حسابهم”.
وأضافت: “احتفظ باحتياجات المتعلم أولاً وادعم المعلمين. الاتصالات عبر الإنترنت ليست بديلاً عن التفاعل البشري”.
حظر أوروبي
في الشهر الماضي، أصبحت فنلندا أحدث دولة أوروبية تحظر الهواتف المحمولة في الفصول الدراسية في محاولة للحد من تراجع نتائج الامتحانات.
وتعهد الائتلاف اليميني المنتخب حديثًا في البلاد بإدخال القاعدة الجديدة للتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 15 عامًا.
هذا التغيير، الذي من المتوقع أن يعني أن الطلاب سيضطرون إلى الاحتفاظ بهواتفهم في حقائب الظهر الخاصة بهم، يحظى بدعم عام لكنه سيظل بحاجة إلى موافقة برلمانية.
وحصلت عريضة حديثة تطالب بقواعد تجبر الأطفال على إغلاق هواتفهم في المدرسة أو حظرها تمامًا على أكثر من 30 ألف توقيع.
وفرضت دول أوروبية أخرى بالفعل قيودًا على الهواتف الذكية في المدارس.
كما حظرت إيطاليا تمامًا استخدام الهواتف المحمولة في المدارس في ديسمبر الماضي. وتم إخبار المعلمين بضرورة جمع الهواتف من الطلاب في بداية اليوم الدراسي.
وتم حظر الهواتف في المدارس الفرنسية في عام 2018، لكن في ألمانيا، خففت الحظر على منطقة بافاريا مؤخرًا.
في إنجلترا، تتمتع المدارس بحرية وضع سياساتها السلوكية الخاصة بها.
وتطلب كاثرين بيربالسينغ، مديرة مدرسة ميكايلا المجتمعية في شمال لندن، من الأطفال وضع هواتفهم في خزانة عندما يصلون إلى المدرسة.
توصية أممية
توصي منظمة اليونسكو بحظر الهواتف الذكية في المدارس لأسباب عدة أبرزها:
التأثير السلبي على التعلم
يمكن أن تتسبب الهواتف الذكية في تشتيت انتباه الطلاب عن التعلم، وتقليل التركيز، وزيادة احتمالية الغش.
التأثير السلبي على الصحة
يمكن أن تتسبب الهواتف الذكية في إدمان الألعاب الإلكترونية، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة، ومشاكل النوم، ومشكلات صحية أخرى.
المخاطر الأمنية
يمكن استخدام الهواتف الذكية للتحرش الإلكتروني، ونشر المعلومات المضللة، وارتكاب جرائم أخرى.
نصائح للاستخدام المسؤول
توصي منظمة اليونسكو بضرورة استخدام الهواتف الذكية في المدارس بطريقة مسؤولة، ويجب أن يكون هناك قواعد وأنظمة صارمة بشأن استخدامها.
فيما يلي بعض النصائح لاستخدام الهواتف الذكية في المدارس بطريقة مسؤولة:
ضع حدودًا لاستخدام الهواتف بالفصل الدراسي
يجب أن يحدد المعلمون وقتًا محددًا يمكن للطلاب فيه استخدام الهواتف الذكية في الفصل الدراسي، ويجب أن يكون هذا الوقت مخصصًا للتعلم فقط.
استخدم الهواتف الذكية لأغراض تعليمية
يمكن استخدام الهواتف الذكية لأغراض تعليمية متنوعة، مثل البحث عن المعلومات، وحل الواجبات، وإنشاء المشاريع.
راقب استخدام الطلاب للهواتف الذكية
يجب على المعلمين مراقبة استخدام الطلاب للهواتف الذكية للتأكد من أنها تستخدم بطريقة إيجابية.
تحدث إلى الطلاب عن المخاطر
يجب على المعلمين التحدث إلى الطلاب عن المخاطر المرتبطة باستخدام الهواتف الذكية، مثل إدمان الألعاب الإلكترونية، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة، ومشاكل النوم، ومشكلات صحية أخرى.
من خلال اتباع هذه النصائح، يمكن المساعدة في ضمان استخدام الهواتف الذكية في المدارس بطريقة مسؤولة وإيجابية.