100 مليون مستخدم لـ ثريدز خلال أقل من أسبوع
انطفأ وهج الاهتمام غير المسبوق بتطبيق “ثريدز” – Threads الذي أطلقته شركة ميتا Meta التابعة لمارك زوكربيرغ مؤخرًا، لمنافسة منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، على خلفية سخط قطاع عريض من مستخدميها من سياسات الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك إكس الحالي.
يأتي ذلك بعدما شهد انطلاقة قوية وإقبال كبير من المستخدمين خلال الأيام الأولى لإطلاقه، مطلع يوليو الماضي، إذ تجاوز عدد مستخدميه 100 مليون مستخدم خلال أقل من أسبوع، قبل أن يتراجع هذا الإقبال وينخفض التفاعل بشكل حاد لاحقًا.
وشهدت منصة “إكس” هي الأخرى جدلاً واسعًا، في ظل تغييرات عديدة شهدتها، منذ انتقال ملكيتها إلى إيلون ماسك، بما في ذلك إزالة علامات التوثيق القديمة عن الحسابات والتغييرات في تطبيق لوحة المعلومات “تويتديك” Tweetdeck.
وكانت أحدث جولات هذا الجدل، عندما غيّر ماسك الشعار التقليدي للمنصّة الذي صاحب انطلاقتها منذ عام 2006، من “العصفور الأزرق” إلى حرف “X”، لتنطلق التساؤلات بين رواد المنصّة ذات الـ 540 مليون مشترك حول ما يريده ماسك من وراء تلك الخطوة.
قبلة الحياة
في ظل تراجع “ثريدز”، تخطط شركة ميتا لإطلاق نسخة ويب من المنصة، وفقًا تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وذكر التقرير أن إطلاق نسخة الويب سيكون خلال وقت قريب، وربما يكون ذلك الأسبوع المقبل.
وتعد نسخة الويب من “ثريدز” إحدى الميزات التي طلبها المستخدمون، حيث ستسمح للأشخاص باستخدام التطبيق من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، ما يجعله أكثر سهولة ويسر، ويمكن أن يساعد أيضًا هذا التطبيق على تحقيق منافسة أفضل مع منصة “إكس” المتوفرة بالطبع على كل من الجوال والويب.
ويعتبر البعض أن هذه الخطوة قد تمنح المنصة قبلة الحياة، باكتساب زوار جدد لم يقوموا بتنزيل تطبيق “ثريدز” المتاح فقط حاليًا على أجهزة الجوال، بعد التراجع الذي شهدته المنصة مؤخرًا.
وقال العديد من خبراء وسائل التواصل الاجتماعي إن نسخة الويب لـ”ثريدز”، ستكون مفيدة لـ”ميتا”، وستمنحها وصول أسرع بين المستخدمين عبر الإنترنت.
وفي ذلك السياق، قال الخبير التقني، سام صليبا، إن إصدار الويب الجديد لـ”ثريدز”، سيمثل “ميزة تنافسية” هامة لشركة “ميتا” وسيمنحها قدرات أفضل على جمع البيانات، في ظل تنافسها المستمر مع “أكس”.
منصة إكس تعاني هي الأخرى خلال الأشهر الأخيرة، حيث فقدت الكثير من المستخدمين والمعلنين.
وتأمل ميتا أن يستفيد “ثريدز” من تراجع منصة “إكس” وأن تصبح منصة أكثر شيوعًا للتواصل القائم على النص، ويمكن أن تكون نسخة الويب من العوامل المهمة في مساعدة ميتا على تحقيق هذا الهدف.
تراجع كبير
كشفت أحدث الإحصائيات التي نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية مؤخرًا، أن التفاعل مع تطبيق “ثريدز” تراجع بنسبة 79٪ في الولايات المتحدة.
ليس ذلك فحسب، بل قامت الشركات الأمريكية الكبيرة مثل سلسلة الوجبات السريعة Wendy’s ومتجر الملابس Anthropologie وRare Beauty، وهي مجموعة مستحضرات تجميل، بتقليل عدد المشاركات التي تنشرها على “ثريدز”.
وكشفت الأرقام، أن ذروة استخدام “ثريدز” في الولايات المتحدة بلغت 2.3 مليون مستخدم نشط يوميًا في 7 يوليو الماضي، مقارنة بحوالي 576000 في 7 أغسطس الجاري، وفق منصة “Similarweb”.
وأضافت المنصة أن تطبيق “ثريدز” بلغ ذروته عند 49.3 مليون مستخدم نشط يوميًا في جميع أنحاء العالم في 7 يوليو الماضي، لكن في 7 أغسطس الجاري، انخفض التطبيق إلى 10.3 مليون مستخدم نشط يوميًا.
وبدأ متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون النشطون يوميًا في استخدام التطبيق حوالي 14 دقيقة، في جميع أنحاء العالم، ولكنه كان أعلى بشكل ملحوظ في الولايات المتحدة: حوالي 21 دقيقة في 7 يوليو، وبحلول 7 أغسطس، انخفض ذلك إلى 3 دقائق.
وفي غضون الساعات القليلة الأولى من إطلاقها في 5 يوليو، حصد “ثريدز” 5 ملايين تسجيل خلال أقل من أسبوع، إذ قام ما لا يقل عن 100 مليون شخص بالتسجيل فيه، مما يجعله التطبيق الأسرع تنزيلًا.
لكن يبدو أن هذا شغف البدايات قد تضاءل بشكل مطرد.
وللمقارنة، يمتلك “أكس” ما يقرب من 240 مليون مستخدم نشط يوميا.
كما أن لدى منصة “إكس” أكثر من 100 مليون مستخدم نشط يوميًا على تطبيق أندرويد وحده، وهم يقضون باستمرار حوالي 25 دقيقة يوميًا عليه.
وفي أكثر أيامه ازدحامًا، كان عدد مستخدمي “ثريدز” أقل من نصف عدد مستخدمي منصة “إكس” على أندرويد فقط، وفقً الصحيفة.
لكن في المقابل، لا تعني هذه الإحصائيات أن منصة “ثريدز” لن تنجح في النهاية، لكنها تعني فقط أن “نجاحها بين عشية وضحاها” كان جيدًا بدرجة يصعب تصديقها.