نظارات الواقع المعزز من غوغل.. لماذا تحول حلم منافسة أبل إلى كابوس؟

غوغل تعمل  على تطوير نظام أساسي لبرنامج أندرويد للواقع الممتد

عندما أطلقت شركة أبل نظارة فيجن برو Vision Pro للواقع الافتراضي المعزز التي طال انتظارها في يونيو الماضي، شاهد الناس بحماس الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك يكشف النقاب عن ما أسماه منتجًا جديدًا ثوريًا، لأنه يقدم تجربتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز في آن واحد.

في المقابل، أصيب مجموعة من الموظفين داخل شركة غوغل بالإحباط.

لسنوات عديدة، حاولت غوغل العودة إلى قطاع “الواقع المعزز“ بمنتج جديد من شأنه أن يبهر المستخدمين، وكانت نظارات غوغل (Google Glass)، أول محاولة لها لاستخدام جهاز الواقع المعزز، باءت بالفشل العام؛ وسرعان ما فقدت منتجات الواقع الافتراضي اللاحقة زخمها، وفق موقع “بيزنس إنسايدر”.

لماذا فشلت نظارات غوغل؟

كانت نظارات غوغل الذكية (Google Glass) نموذجًا أوليًا لنظارات الواقع المعزز تم تطويره بواسطة شركة غوغل. تم الإعلان عنها لأول مرة في أبريل 2012، وطرحت للبيع في أبريل 2014. كانت النظارات تهدف إلى تقديم تجربة واقع معزز من خلال عرض المعلومات على شاشة صغيرة أمام عين المستخدم.

واجهت نظارات غوغل الذكية عددًا من التحديات التي أدت إلى تراجعها. أحد أكبر التحديات كان مخاوف الخصوصية، إذ كان يمكن لنظارات غوغل الذكية التقاط الصور ومقاطع الفيديو دون علم الشخص الذي يتم تصويره، مما أثار مخاوف بشأن الاستخدام غير الأخلاقي للنظارات.

تحدٍ آخر كان التكلفة، إذ كانت نظارات غوغل الذكية باهظة الثمن، حيث كانت تكلفتها 1500 دولار عند طرحها للبيع، هذا جعلها غير جذابة للكثير من المستهلكين.

أخيرًا، لم تكن النظارات مناسبة للجميع، إذ كان تصميمها ضخمًا وغير مريح، مما جعل من الصعب على بعض الأشخاص ارتدائه.

في عام 2015، أعلنت غوغل أنها ستتوقف عن بيع نظارات غوغل الذكية، وذكرت الشركة أنها ستركز على تطوير تقنيات الواقع المعزز الأخرى.

محاولة جديدة

لم يتمكن قادة غوغل من التخلص من فكرة أن الوجه سيكون حدود الحوسبة التالية، وفي عام 2020 بدأوا في تجميع فريق جديد لإجراء جولة أخرى في الواقع المعزز.

وفي النهاية، ركزت على جهاز يُعرف داخليًا باسم “Project Iris”، وهو زوج من نظارات الواقع المعزز مع القدرة على تجاوز سماعات الواقع المختلط الأكبر حجمًا التي كانت شركة أبل وآخرين يعملون عليها.

واستحوذت غوغل على شركتي نورث وراكسيوم الناشئتين لدعم تلك الجهود، لكنها واجهت عقبات فنية في تحويل رؤيتها إلى منتج قابل للتطبيق.

وكان من المقرر إطلاق نظارات الواقع المعزز الجديدة في عام 2024، ولكن تم إلغاء الفكرة في أوائل عام 2023.

وكانت نظارات Project Iris تهدف إلى تقديم تجربة واقع معزز واقعية من خلال عرض المعلومات على شاشة أمام عين المستخدم. كانت النظارات تهدف إلى أن تكون خفيفة الوزن ومريحة، وقابلة للارتداء طوال اليوم.

وكان من المقرر أن تحمل نظارات Project Iris مجموعة متنوعة من الميزات، بما في ذلك الترجمة الفورية والوصول إلى المعلومات وألعاب وتطبيقات الواقع المعزز.

وتم الإعلان عن Project Iris لأول مرة في عام 2020، وبدأت غوغل في اختبار النظارات في عام 2022. ومع ذلك، تم إلغاء المشروع في أوائل عام 2023 بسبب سلسلة من الانتكاسات، بما في ذلك خفض الوظائف ورحيل رئيس قسم الواقع المعزز في الشركة كلاي بافور.

بعد ذلك تخلت شركة الشركة عن مشروع Iris وحولت انتباهها إلى سماعة الرأس التي تصنعها بالشراكة مع شركة سامسونغ، والتي تحمل الاسم الرمزي Project Moohan.

وتعمل غوغل حاليا على تطوير نظام أساسي لبرنامج أندرويد للواقع الممتد (XR) لشركاء مثل سامسونغ، لمساعدتهم على بناء سماعات رأس تدعم الواقع المعزز التي يمكن إطلاقها في وقت مبكر من عام 2025.

ما أسباب التراجع؟

هناك عدة أسباب وراء تحول حلم نظارات الواقع المعزز من غوغل إلى كابوس، أحدها هو أن الشركة كانت تعمل باستمرار على تغيير استراتيجيتها.

تم تصميم Google Glass في الأصل كمنتج استهلاكي، ولكن تم تغيير موضعه لاحقًا كأداة أعمال. تم أيضًا تغيير موضع منتجات الواقع الافتراضي الخاصة بالشركة عدة مرات، هذا النقص في التركيز جعل من الصعب على غوغل تطوير منتج ناجح للواقع المعزز.

كذلك أثبتت أخطاء غوغل في الواقع المعزز أنها محبطة للموظفين في مواجهة المنافسة المتزايدة من شركتي أبل وميتا.

ورغم أن المنافسين واجهوا أيضًا انتكاسات، لكن مشروع Iris كان يعاني من استراتيجية متغيرة باستمرار ونقص التركيز من القيادة العليا، مما أدى إلى تراجع فرص غوغل لتصبح لاعبًا قويًا في أجهزة الواقع المعزز، وفقًا لحديث “بيزنس إنسايدر” مع 7 موظفين حاليين وسابقين قريبين من قسم الواقع المعزز في غوغل.

وقال هؤلاء الأشخاص إن تسريح العمال في الشركة في شهر يناير الماضي ورحيل القيادة أدى أيضًا إلى تدمير قسم الواقع المعزز، وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى الصحافة، فيما رفض متحدث باسم غوغل التعليق.

سبب آخر لمشاكل الواقع المعزز لدى غوغل هو أن التكنولوجيا لا تزال في مراحلها الأولى.

وتعتبر سماعات الواقع المعزز باهظة الثمن وضخمة، ولا تزال تجارب الواقع المعزز المتوفرة محدودة.

غوغل أيضا ليست الشركة الوحيدة التي تعمل في مجال الواقع المعزز، حيث وتعمل شركة أبل أيضًا على تطوير سماعات الواقع المعزز الخاصة بها، كما تقوم شركات أخرى مثل ميتا ومايكروسوفت باستثمارات كبيرة في هذه التكنولوجيا، وهذه المنافسة تزيد من صعوبة نجاح غوغل.

وعلى الرغم من هذه التحديات، لا تزال غوغل لاعبًا رئيسيًا في مجال الواقع المعزز، إذ تمتلك الشركة فريق بحث قوي وثروة من الخبرة في تطوير التقنيات المتطورة. وإذا تمكنت غوغل من التغلب على تحدياتها وتقديم تجربة واقع معزز مقنعة، فمن الممكن أن تظل لاعبًا رئيسيًا في السوق.