الكاتب الأمريكي ستيفن كينغ: الذكاء الاصطناعي ليس قادرًا بعد على خلق عمل إبداعي حقيقي
منذ ظهوره في نوفمبر الماضي، أبهر روبوت الدردشة ChatGPT، الجميع بقدرته على إنشاء محتوى إبداعي، مثل الموسيقى والصور والقصائد والمقالات.
على سبيل المثال، يمكن لهذا الروبوت بالإضافة إلى الروبوتات الشهيرة، مثل غوغل بارد Google Bard، إنشاء قصائد شعرية وقطع موسيقية ونص إبداعي آخر، كما تم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي أيضًا لإنشاء أعمال فنية واقعية للغاية، مثل اللوحات والرسوم المتحركة.
وتثير تلك القدرات، مخاوف البعض من أن تتمكن أدوات الذكاء الاصطناعي من محاكاة الإبداع البشري.
لكن أيقونة أدب الرعب الكاتب الأمريكي ستيفن كينغ، يعتقد أن الذكاء الاصطناعي ليس قادرًا بعد على خلق عمل إبداعي حقيقي، وأن الأمر سيستغرق سنوات عديدة قبل أن يصل إلى هذا المستوى، ويتمكن من محاكاة الإبداع البشري بنجاح.
وأوضح في مقال نشرته مجلة “ذا أتلانتيك” أنه لا يعارض استخدام المبرمجين لأعماله الأدبية لتعليم أو تدريب أدوات الذكاء الاصطناعي حول الإبداع، وأنه يعتقد أنه من غير المجدي محاولة إيقافهم، مشيرا إلى أنه لا يخاف من الذكاء الاصطناعي، على الأقل حتى الآن، وأنه “ليس” متوترًا بعد بشأن إمكانات التكنولوجيا.
وقال كينغ: “هل سأمنع تدريس قصصي (إذا كانت هذه هي الكلمة) لأجهزة الكمبيوتر؟ لا حتى لو استطعت ذلك”.
وتابع: “حتى الكتّاب البشريون يحتاجون إلى أن يكونوا قراء إذا كانوا يأملون في الكتابة بشكل جيد”.
واعتبر أن تحميل أعمال الآخرين على أجهزة الكمبيوتر، أو “الخلاطات الرقمية الحديثة” على حد تعبيره، يمكن أن يعلم الذكاء الاصطناعي كيفية إنتاج فن أفضل.
ويرى أن الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن استخدامها للخير أو للشر، لذلك فهو يخاف من الذكاء الاصطناعي، لكنه يدرك مخاطره المحتملة، ويعتقد أنه من المهم للبشر أن يظلوا مسيطرين على الذكاء الاصطناعي.
رسالة مفتوحة
كينغ ليس المؤلف الوحيد الذي أعرب عن مشاعر مختلطة حول الذكاء الاصطناعي، إذ يشعر بعض المؤلفين بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي سيحل محلهم في نهاية المطاف.
وكان أكثر من 8000 كاتب وقعوا على رسالة مفتوحة تطالب بالتعويض عن استخدام شركات الذكاء الاصطناعي لأعمالهم دون موافقة.
تم إرسال الرسالة في يوليو الماضي إلى الرؤساء التنفيذيين سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI المطورة لـ ChatGPT، ومارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا Meta، وسوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة Alphabet وغوغل.
وكتب المؤلفون في رسالة نشرتها نقابة المؤلفين: “إن الملايين من الكتب والمقالات والمقالات والأشعار المحمية بحقوق الطبع والنشر توفر “الغذاء” لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وهي وجبات لا نهاية لها لم يكن هناك فاتورة لها”.
وتسلط الرسالة المفتوحة الضوء على مشكلة حقيقية يواجهها الكتاب والفنانون والمبدعون الآخرون، إذ تسمح أنظمة الذكاء الاصطناعي بإنشاء محتوى إبداعي جديد، ولكن غالبًا ما يتم ذلك دون موافقة أو تعويض للمبدعين الأصليين.
وتطالب الرسالة المفتوحة بسن قوانين جديدة تحمي حقوق الطبع والنشر للمبدعين. كما تدعو الشركات إلى تطوير سياسات أكثر صرامة بشأن استخدام أعمال المؤلفين الآخرين.
وفي أماكن أخرى من المجتمع الأدبي، أثار رواة الكتب الصوتية أيضًا مخاوف من استنساخ أصواتهم بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ومن غير الواضح ما إذا كانت الرسالة المفتوحة ستؤدي إلى تغييرات حقيقية. ومع ذلك، فهي تثير وعيًا بأهمية حماية حقوق المؤلفين في عصر الذكاء الاصطناعي.
ما الفرق بين الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري؟
عادة، يعتمد الذكاء الاصطناعي على البيانات التي تم تدريبه عليها، وهذا يمكنه من إنشاء محتوى إبداعي، مثل الموسيقى والصور والقصائد والمقالات.
لكن هذا يعني أيضاً أنه من المرجح أن يتكرر إبداع الذكاء الاصطناعي، حيث أنه يعتمد على الاتجاهات الموجودة بالفعل في البيانات.
على سبيل المثال، إذا تم تدريب برنامج الذكاء الاصطناعي على مجموعة بيانات من القصائد الشعرية، فمن المرجح أن تشبه القصائد التي ينشئها القصائد الشعرية الموجودة بالفعل.
من ناحية أخرى، يتميز الإبداع البشري بقدرته على الابتكار والخروج عن المألوف، إذ يمكن للبشر إنشاء رؤى أفكار جديدة تمامًا، وحل المشكلات بطريقة لا يتوقعها الذكاء الاصطناعي ذاته.
على هذا النحو، من غير المرجح أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الإبداع البشري بالكامل في أي وقت قريب. ومع ذلك، من المرجح أن يستمر الذكاء الاصطناعي في التحسن في قدرته على إنشاء محتوى إبداعي.
ومع استمرار تطوير الذكاء الاصطناعي، قد يكون من الصعب التمييز بين الإبداع البشري والإبداع الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي.