الذكاء الاصطناعي قد يستخدم في التنبؤ بمعدلات الوفيات نتيجة الأمراض
يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على التنبؤ بالأمراض من خلال تحليل البيانات الطبية بطرق لا يمكن للبشر القيام بها، ما يسمح باكتشاف الأنماط والعلاقات التي قد لا تكون مرئية للعين البشرية.
ويمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير إيجابي كبير على مجال التنبؤ بالأمراض وتشخيص المرض في وقت مبكر، ما يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل للمرضى.
وهناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها التنبؤ بالأمراض. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الصور الطبية، مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي، للبحث عن علامات المرض.
ويمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الحمض النووي (DNA) والبيانات السريرية لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض معينة.
My latest @Forbes column is now out: "Using Artificial Intelligence To Predict Individual Health Outcomes".
I was especially surprised at the ability of AIs to detect early Type 2 diabetes in patients through voice analysis!https://t.co/0qEcaPYMAU
— Paul Hsieh (@PaulHsieh) October 29, 2023
ووفق مجلة “فوربس“، هناك 3 مجالات جديدة تكشف قدرات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالنتائج الصحية الفردية للمرضى، هي:
اكتشاف السكري
اكتشف عدد من العلماء في الولايات المتحدة طريقة تسمح برصد الإصابة بداء السكري لدى المرضى وذلك من خلال الاستماع إلى بعض العبارات عبر الهاتف الذكي.
وأثبت الباحثون أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي يمكنها اكتشاف الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني من خلال تحليل أصواتهم، حتى قبل أن يدرك المرضى أو أطباؤهم ذلك في بعض الأحيان.
يأتي ذلك من خلال نموذج للذكاء الاصطناعي يستطيع تشخيص المصاب عبر تفحص من 6 إلى 10 ثوان من الصوت المسموع.
ووجد الباحثون أنه بالنسبة للرجال المصابين، كانت هناك تغييرات طفيفة في شدة الصوت واتساعه؛ وبالنسبة للنساء، كانت هناك اختلافات طفيفة في درجة الصوت.
وبلغت دقة تنبؤات الذكاء الاصطناعي حوالي 86% للرجال و89% للنساء.
والآلية الدقيقة لطريقة الكشف هذه لا تزال قيد الرداسة، ومع ذلك، يشتبه الباحثون في أن مرض السكري المبكر يمكن أن يؤثر على الأحبال الصوتية للمرضى وقدرتهم على التحكم فيها، وهي تغييرات يمكن اكتشافها في التسجيلات الصوتية.
وعلى الرغم من أن هذا البحث لا يزال أوليًا، لكن إذا أكدت دراسات أخرى هذه النتيجة، فسيكون لدى الأطباء طريقة جديدة وغير مكلفة لفحص المرض الذي يؤثر على ملايين الأمريكيين.
ترشيح الأطباء والمستشفيات
قد تكون روبوتات الدردشة الشهيرة التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وGoogle Bard قادرة قريبًا على جمع البيانات من مصادر مختلفة والسماح للمرضى بمعرفة الأطباء والمستشفيات التي قد توفر أعلى فرص النجاح لعلاج مرضهم.
وبذلك، يمكن لمريض في الشرق الأوسط على سبيل المثال التعرف على جراح في شيكاغو، يقوم بمعظم عمليات استبدال الركبة، أو العثور على أرقام ومعدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي في مركز طبي مشهور في لوس أنجلوس، أو الحصول على توصيات لأبرز جراحي القلب في مدينة نيويورك.
وبطبيعة الحال، لن تكون مثل هذه التوصيات جيدة إلا بقدر موثوقية البيانات الأساسية المتعلقة بمعدلات بقاء المرضى على قيد الحياة أو معدلات المضاعفات التي يرصدها الأطباء مع مرضاهم.
وكما هو الحال دائمًا، يجب أن تؤخذ جودة وسياق هذه البيانات في الاعتبار عند تقديم أي توصيات للمرضى.
لكن بشكل عام، يمكن أن تكون هذه الميزة تطورًا جيدًا وأملا يشجع الأطباء والمستشفيات للإفصاح عن معدلات النجاح ومعدلات المضاعفات بطريقة شفافة قدر الإمكان.
التنبؤ بمعدلات الوفيات نتيجة الأمراض
وركز المجال الثالث حسبما ذكرت “فوربس”، على إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالنتائج الصحية وتحديدا معدلات الوفيات نتيجة الأمراض .
واكتشف باحثون بجامعتي فاندربيلت وميزوري في الولايات المتحدة، أن البيانات المستمدة من الأشعة المقطعية للصدر، والمستخدمة للكشف عن سرطانات الرئة المبكرة لا يمكن استخدامها فقط للتنبؤ بالوفيات الناجمة عن سرطان الرئة، ولكن أيضًا استخدامها للكشف المبكر عن أمراض القلب والأوعية الدموية ومعدلات تسببهما بالوفاة.
وأوضح الباحث الرئيسي كايوين شو أن هذا البحث يمكن أن يساعد الأطباء على تحديد المرضى الذين سيستفيدون بشكل أفضل من التدخلات مثل التكيف البدني أو تعديلات نمط الحياة، حتى في مرحلة مبكرة جدًا قبل ظهور المرض.
ولا يزال الذكاء الاصطناعي في مراحله الأولى من التطور، ولكن هناك إمكانات كبيرة له في مجال التنبؤ بالأمراض.
ومع استمرار تطوير الذكاء الاصطناعي، من المحتمل أن يصبح أداة أكثر قوة لمساعدة الأطباء في تشخيص وعلاج الأمراض.