كيف يمكن استغلال الذكاء الاصطناعي لحياة صحية أفضل؟
يعتبر الذكاء الصناعي وتقنياته واحداً من أهم عوامل تغير وتحديث كافة القطاعات العلمية والعملية في العالم في يومنا هذا. ويعتقد أنه سيستمر بالتأثير في حياتنا مع تطور تطبيقاته واستخداماته في المستقبل. فما هو مستقبل استخدامات الذكاء الصناعي في القطاع الصحي والرعاية الصحية؟
استخدامات الذكاء الصناعي المستقبلية في القطاع الصحي
التشخيص المرضي باستخدام الذكاء الصناعي
يمكن أن يساهم الذكاء الصناعي في مساعدة الأطباء في التوصل إلى تشخيص دقيق للمرضى، وتظهر الدراسات أن الذكاء الصناعي فعال جداً عند التوصل إلى تشخيص طبي بناءً على الصور والتقارير الطبية على وجه الخصوص. في الحقيقة يعتقد أن الذكاء الصناعي قادر على تقفي الخوارزميات المعقدة لمعرفة إذا ما كان المريض يعاني من مرض ما حتى قبل البدء بالأعراض.
يلاحظ في الوقت الحالي أن شركات الرعاية الصحية تسعى لتطوير هذا المجال لأن استخدام الذكاء الصناعي في التشخيص الطبي يعتبر دقيقاً للغاية ومنخفض التكاليف أيضاً.
استكشاف العقاقير والمواد باستخدام الذكاء الصناعي
تعتبر دراسات واختبارات العقاقير عملية طويلة ومعقدة، ويمكن أن تستمر دراستها وتطويرها والتحقق من فعاليتها لأشهر أو سنوات عديدة قبل طرح دواء ما في الأسواق للاستخدام.
بدأت شركات الأدوية والرعاية الصحية مؤخراً تميل نحو الذكاء الصناعي لاختصار الوقت والتكاليف التي تلزم لهذه العمليات. وقد أدى استخدام الذكاء الصناعي في دراسات العقاقير إلى سهولة واختصار العديد من المراحل العملية في هذا المجال مثل التركيب الصناعي وتعديد الأدوية. ويتوقع أن استخدام الذكاء الصناعي في هذا المجال يمكن أن يزداد مع الوقت والمستقبل مع توسع هذه التطبيقات.
العمليات الجراحية بواسطة الآلات والروبوت
إن استخدام الآلات ذاتية التحكم والروبوت في مجال الرعاية الصحية في تزايد واضح حيث يلاحظ أن هناك ثورة عملية تحصل في قطاع العمليات الجراحية من حيث السرعة والسلامة عبر استخدام الروبوت في الجراحة.
تسمح إمكانية التعلم العميق والخوارزميات العميقة للذكاء الصناعي بتعلم الأنماط خلال العمليات الجراحية بهدف تحسين هذه الممارسات الطبية ومضاعفة التحكم لدى الروبوتات الجراحية للوصول إلى دقة لا تضاهى.
كما أن الآلات ذات الذكاء الصناعي قادرة على دراسة البيانات والمعلومات التي يتم جمعها من العمليات الجراحية السابقة لتطوير الأساليب الجراحية. بينما يأخذ الذكاء الصناعي بالتطور أكثر وأكثر، يتوقع أن تنخفض حدة واحتمال المضاعفات التي تتسبب بها العمليات الجراحية.
استخدام المساعدات الافتراضية في قطاع التمريض
يلاحظ أن كمية العمل الملقاة على عاتق الممرضين تعتبر ضخمة كما أن تكاليف التوظيف في ارتفاع متزايد ولهذا بدأت شركات الرعاية الصحية بالاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي. يمكن استخدام مساعدات افتراضية متخصصة في مجال التمريض مثل Care Angel للمساعدة في هذه الخدمات حيث يعتبر هذا المساعد على سبيل المثال نظاماً أوتوماتيكياً لجمع المعلومات وتحليلها ويهدف إلى تقليل عدد الزيارات اللازمة للمستشفى لدى المرضى وتقليل الأعباء الملقاة على كاهل موظفي القطاع الصحي.
يمكن للمساعدات الافتراضية في القطاع الصحي أن تعمل على مدار اليوم والأسبوع وتراقب أعراض المرضى الصحية وتقدم الحلول المرضية لهم. ووفق مختصي الرعاية الصحية يمكن للمساعدات الافتراضية في القطاع الصحي أن تكون أدواتٍ ناجحة جداً في التدخل الطبي والدوائي الطارئ.
إيجابيات وسلبيات استخدام تطبيقات الذكاء الصناعي في مجال الرعاية الصحية
إيجابيات استخدام الذكاء الصناعي في قطاع الخدمات الصحية
القدرة على تحليل البيانات وتحسين التشخيص
يمكن لتطبيقات الذكاء الصناعي أن تساهم في الوصول إلى تشخيص مرضي سريع للغاية وأكثر دقة من الاعتماد على العنصر البشري لوحده.
تطبيقات الذكاء الصناعي تقدم رعاية أفضل للمرضى
إذا تم تطبيق استخدامات الذكاء الصناعي بشكل سليم في المجال الطبي، فإن مستوى الرعاية التي يحظى بها المرضى سيتحسن إذ أن هذه التطبيقات قادرة على توفير الوقت اللازم للأبحاث وتحسين استخدام الموارد وتقليل ورود الأخطاء.
يمكن أن يساهم انخراط الذكاء الصناعي الطبي في تسهيل سير العمل السريري في المستشفيات والعيادات ويمكن أن يقدم لمتخصصي الرعاية الصحية معلومات قيمة عند اتخاذ القرارات المصيرية في حياة وصحة المرضى.
الذكاء الصناعي يكفل القدرة على تقليل تكاليف الرعاية الصحية
يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تخفض التكاليف بطرق عديدة خصوصاً عبر اختزال الوقت اللازم لأداء المهمات. يمكن لإمكانيات تعلم الآلة في القطاع الصحي أن تخفف الحمل عن العاملين في القطاع الصحي في المجال الإداري والروتيني وأن تقلل من الأخطاء الطبية وتكمل المهام بشكل أسرع بكثير من الإنسان.
الذكاء الصناعي يؤمن بيانات فورية ودقيقة في المجال الطبي
قد يكون التشخيص السريع من أهم عوامل نجاح القطاع الصحي وذلك يحتاج إلى بيانات دقيقة وفورية تسمح للأطباء والمختصين باتخاذ القرارات المصيرية بشكل فعال. من شأن البيانات الفورية أيضاً أن تخفّض التكاليف وتقلل وقت الانتظار وتقدم فرصة حقيقية للتمكن من منع تراجع الحالات الصحية.
مراقبة المؤشرات الصحية والاستشارات الرقمية بواسطة الذكاء الصناعي
سواء فكرنا بالأجهزة الرقمية التي يمكن ارتداؤها والاعتماد عليها لمراقبة المؤشرات الصحية أو الحيوية للمستخدم أو بالاستشارات الرقمية التي يمكن إجراؤها بواسطة الأجهزة الذكية، فلا بد أن الذكاء الصناعي وسيلة ممتازة ليتمكن المختصون في قطاع الصحة من تسجيل وتحليل البيانات المتنوعة خصوصاً أنها تقدم للمستخدمين شخصياً فرصة مراقبة حالتهم الصحية وتلقي المساعدة الطبية عبر الإنترنت في بعض الأحيان.
سلبيات استخدام الذكاء الصناعي في القطاع الصحي
تعقيدات التدريب على استخدام الذكاء الصناعي في القطاع الصحي
لا يحتاج مختصو القطاع الصحي إلى تدريب خاص على استخدام تطبيقات وتكنولوجيا الرعاية الصحية باستخدام الذكاء الصناعي فقط، وإنما تحتاج هذه الوسائل أيضاً إلى أن يتم تلقينها بالبيانات الضرورية لكي تتمكن من أداء مهماتها على أكمل وجه. وفي كلا الحالتين قد تؤدي هذه التدريبات إلى مشاكل وتعقيدات لا تنشأ دون استخدام الذكاء الصناعي في قطاع الرعاية الصحية.
الذكاء الصناعي يهدد العاملين في القطاع الصحي بالبطالة
لطالما استحوذت فكرة أن تستولي الآلات والروبوتات على وظائف البشر حيزاً من مخيلة الإنسان. وقد وصلنا إلى اليوم الذي تشكل هذه الفكرة خوفاً حقيقياً لدى العديدين بما في ذلك العاملين في القطاع الصحي وخصوصاً الأشخاص الذين يعملون في الوظائف الإدارية والتنظيمية في هذا المجال.
مع ذلك يظن الكثيرون أن دخول الآلات والروبوتات إلى أسواق العمل سيجعل الحصول على فرص العمل أصعب ولكن لن يكون كافيا لاستبدال العامل البشري بشكل تام.
الذكاء الصناعي لا يزال بحاجة الأوامر البشرية
بالرغم من دخول تطبيقات الذكاء الصناعي إلى القطاع الصحي، إلا أن النظرة البشرية لم يتم الاستغناء عنها بعد. يتميز البشر بقدرتهم على ملاحظة الإشارات السلوكية واستشعار الأفكار والمشاعر وأيضاً التعاطف مع المرضى بشكل تعجز عنه الآلة بدون شك.
تهديد المعلومات المرافق لتطبيقات الذكاء الصناعي في القطاع الصحي
من الصحيح أن الذكاء الاصطناعي يسهل العديد من الأمور على العاملين في القطاع الصحي، إلا أنه بنفس الوقت يشكل خطورة كبيرة على أمن معلومات المرضى وبياناتهم التي يحميها القانون في معظم دول العالم.
الذكاء الاصطناعي معرض للخطأ أيضاً
بالرغم من أن أولى وأهم فوائد الذكاء الصناعي في مجال الصحة تتلخص بالدقة والتوفير وأنه قادر على إلغاء المشاكل التي تنجم عن الأخطاء البشرية، ولكنه في الحقيقة معرض أيضاً للأخطاء خصوصاً عند وجود كميات كبيرة من البيانات التي يتم معالجتها.