يوتيوب يضع بعض المعايير للتطبيق في الولايات المتحدة أولا ثم تعميمها
بعد عامين من الإدلاء بشهادتها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن مخاوف تتعلق بسلامة الأطفال، ومنها تعرض المراهقين لمحتوى حول اضطرابات الأكل، أعلنت منصة يوتيوب تطبيق إجراءات وقائية جديدة يمكن أن تساعد في منع النظام الأساسي للموقع من التوصية بالفيديوهات المقترَحة التي تستهدف المراهقين، ويمكن أن تؤدي بهم إلى مشاهدة محتوى قد يكون ضارًا.
وذكرت منصة يوتيوب، في بيان عبر مدونتها الرسمية، أنها ستحد من التوصيات المتكررة لمقاطع الفيديو التي قد تضر بصحة المراهقين الذهنية حول صورة أجسادهم، في حين تخضع أساليب المنصات الرقمية لاستقطاب الشباب موضع متابعة حثيثة من قبل السلطات.
وأشار بيان للمنصة إلى أن مقاطع الفيديو “التي تقارن الخصائص البدنية وتشير إلى أن بعضها هو الأفضل وأن مستويات معينة من اللياقة البدنية أو أوزان الجسم مثالية” لن يتم اقتراحها بصورة متكررة على المراهقين في الولايات المتحدة بداية، ثم في بلدان أخرى خلال العام المقبل.
وقال المسؤول في المنصة جيمس بيسر “إن المراهقين أكثر عرضة من البالغين لتكوين صور ذاتية سلبية عندما يرون رسائل متكررة تتمحور حول المعايير المثالية في المحتوى الذي يشاهدونه عبر الإنترنت”.
وبشكل منفصل، أشارت المنصة إلى أنه ستحد أيضًا من تكرار مشاهدة مقاطع الفيديو التي تعرض “العدوان الاجتماعي” في شكل قتال أو ترهيب وتخويف دون اتصال جسدي.
وقال منصة يوتيوب إن بعض مقاطع الفيديو هذه قد تكون غير ضارة عند مشاهدتها بمفردها، ولكنها قد تصبح مشكلة عندما يشاهد المراهقون نفس النوع من المحتوى بشكل متكرر.
وبالطبع، تعتمد توصيات يوتيوب على المحتوى الذي يتفاعل معه المستخدمون، ولهذا السبب هناك حاجة إلى مثل هذه الضوابط.
👇 Pleased to see @YouTube taking important steps to keep teens safe online here in the UK. Safety, privacy, and wellbeing are crucial for all of us online – so this is an important step in the right direction. #OnlineSafety
👉 More info: https://t.co/NQ4eVhDgnd
— Alex Davies-Jones MP (@AlexDaviesJones) November 2, 2023
لجان استشارية
لسنوات عديدة، عقدت منصة يوتيوب شراكة مع لجنة استشارية للشباب والعائلات، وهي فريق من الخبراء المستقلين في تنمية الطفل، والتعلم الرقمي، ووسائل الإعلام الخاصة بالأطفال، وكانت إحدى المساهمات المهمة للجنة هي تقديم المشورة لموقع يوتيوب بشأن مراحل نمو المراهقين، وعلى وجه التحديد كيف يمكن للمحتوى الذي يتم استهلاكه عبر الإنترنت أن يؤثر على عليهم.
وتشرح أليسون بريسكو سميث، وهي طبيبة وباحثة وعضو في اللجنة الاستشارية للشباب والعائلات، أن “ارتفاع وتيرة المحتوى الذي يجسد المعايير أو السلوكيات غير الصحية يمكن أن يؤكد على الرسائل التي قد تكون إشكالية، ويمكن لهذه الرسائل أن تؤثر على كيفية رؤية بعض المراهقين لأنفسهم”.
وأضافت: “يمكن أن تساعد حواجز الحماية المراهقين في الحفاظ على أنماط صحية حيث يقارنون أنفسهم بشكل طبيعي بالآخرين ويحددون الطريقة التي يريدون الظهور بها في العالم.
تجديد التذكيرات
ويأتي التغيير في نظام توصيات يوتيوب للمستخدمين المراهقين كجزء من تحديث أوسع لجهود سلامة الشباب التي تبذلها المنصة، والتي تتضمن أيضًا جعل تذكيرات “أخذ استراحة” أكثر وضوحًا.
وذكرت يوتيوب أنه ستعمل على تجديد تذكيرات “خذ استراحة” و”وقت النوم” التي تم تقديمها لأول مرة في عام 2018، فالآن ستصبح هذه الميزات “أكثر وضوحًا بصريًا” وستظهر في كثير من الأحيان للمشاهدين الذين تقل أعمارهم عن عام 18.
شراكة مع منظمة الصحة العالية
ولتطوير المعايير الجديدة، ذكرت منصة يوتيوب أنها دخلت في شراكة مع منظمة الصحة العالمية ومؤسسات أخرى لمساعدة المنصة على إنتاج مواد تعليمية جديدة للآباء والمراهقين، بما في ذلك “إرشادات حول تطوير عادات مقصودة وآمنة عبر الإنترنت، وإنشاء محتوى يتسم بالتعاطف والوعي، وأفضل الممارسات للتعامل مع التعليقات والمشاركات والتفاعلات الأخرى عبر الإنترنت.
وفي الوقت نفسه، ستستضيف منظمة الصحة العالمية والمجلة الطبية البريطانية مائدة مستديرة من الخبراء لدراسة الاستراتيجيات المتعلقة بالصحة العقلية للمراهقين، من حيث توفير الموارد والمعلومات عبر الإنترنت، ومن المتوقع نشر التقرير في أوائل عام 2024.
دعاوى قضائية
وفي الأسبوع الماضي، رفعت أكثر من 40 ولاية أمريكية دعاوى قضائية ضد شركة “ميتا” متهمة تطبيقيها فيسبوك وانستغرام بإلحاق أضرار بـ”الصحة الذهنية والجسدية للشباب”.
وأكد المدعون العامون أنّ الشركة العملاقة في وسائل التواصل الاجتماعي تستقطب الشباب من خلال منشورات تتسبب بإدمان على المتابعة، مع العلم أن محتوى هذه التطبيقات واستخدامها لفترة طويلة يلحق “ضرراً كبيراً” بصحتهم.
ووُجّهت اتهامات مماثلة إلى تطبيق تيك توك الذي حظره عدد كبير من المنظمات وولاية مونتانا لأسباب جيوسياسية وأخرى متعلقة بحماية الأطفال.
ويشير مركز “بيو” للأبحاث إلى أنّ 95% من الشباب الأميركيين الذين تراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً يستخدمون شبكة تواصل اجتماعي، فيما ثلثهم يستخدمها “بشكل شبه دائم”.