ذراع آلية تقتل الخلايا السرطانية وتقلل من الأضرار التي تلحق بالخلايا السليمة
يتصاعد استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي بقوة في مجالات الطب وخاصة في مساعدة الأطباء على اكتشاف وعلاج الأمراض المختلفة وفي مقدمتها السرطان.
وطوّر باحثون في جامعة واترلو الكندية ذراعا آلية تهدف إلى مساعدة الأطباء على قتل الأورام السرطانية بكفاءة أكبر باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وتعمل هذه الذراع الآلية من خلال المساعدة في توجيه الأطباء لتركيز علاج السرطان بالموجات فوق الصوتية عالية الكثافة المركزة (HIFU) بشكل أكثر دقة على الأورام السرطانية، مما يحد من مقدار الضرر الذي يلحق بالخلايا السليمة وغير السرطانية، وفق موقع “سي بي سي نيوز” التابع لهيئة الإذاعة الكندية.
العلاج بالموجات فوق الصوتية
هو نوع من العلاج غير الجراحي للسرطان، يستخدم الموجات فوق الصوتية عالية الكثافة لتسخين الأنسجة السرطانية لدرجة تؤدي إلى تدميرها.
وتعمل الموجات عن طريق إرسال موجات صوتية عالية التردد عبر الأنسجة، وتستخدام هذه الخاصية لتركيز الموجات فوق الصوتية في منطقة صغيرة، مما يؤدي إلى توليد حرارة عالية.
وفي علاج السرطان بالموجات فوق الصوتية عالية الكثافة المركزة، يتم استخدام جهاز مخصص لتوجيه الموجات فوق الصوتية إلى الورم.
ويتم وضع المريض تحت التخدير العام، ويتم إدخال جهاز الموجات فوق الصوتية في الجسم من خلال شق صغير، ثم يتم توجيه الموجات فوق الصوتية إلى الورم، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته إلى حوالي 60 درجة مئوية، وتؤدي هذه الحرارة إلى تدمير الخلايا السرطانية.
أول ذراع آلية
قال مسلم صادقي جوغاري، قائد فريق البحث وراء المشروع، إن الذراع الآلية التي استخدمها الفريق هي الأولى التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة.
وأضاف جوغاري أن “الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي هو تقنية مقبولة للرعاية الصحية، وهو يستخدم حاليًا، لتشخيص السرطان، ولكن فيما يتعلق بمراقبة العلاج بالموجات فوق الصوتية، فنحن أول مجموعة من الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في هذا الإجراء”.
طريقة عمل الذراع الآلية
وستسمح الذراع الآلية التي طورها غوغاري وفريقه الأطباء بمراقبة التقدم المحرز في علاج السرطان بالموجات فوق الصوتية عالية الكثافة المركزة بشكل أكثر دقة أثناء حدوثه.
وقال غوغاري: “توجيه الموجات فوق الصوتية في هذا النوع من العلاج ليس سهلاً بالنسبة للأطباء، فهم بحاجة إلى مهارات أعلى، ويحتاجون إلى تدريب، وفي النهاية يعتمد الأمر على مهارة الطبيب.
وأوضح غوغاري أن الذراع الروبوتية تقلل من الأضرار التي قد تلحق بالخلايا السليمة غير السرطانية، وسيكون لدى المرضى وقت تعافي أقصر يصل إلى يومين، مقارنة بمتوسط 10 أيام لازمة للتعافي بعد كل جلسة علاج بتقنية العلاج بالموجات فوق الصوتية عالية الكثافة المركزة.
تأثيرات محتملة
وقال غوغاري إن هناك بعض الجوانب السلبية المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، لأن دقة الروبوت تعتمد على البيانات المستخدمة لتدريبه، وأضاف “لهذا السبب، في هذه المرحلة، في مختبرنا، نستخدم هذه التكنولوجيا على الوسط المختبري، وليس على الأنسجة الحية”.
ولتخطي ذلك، يعمل الفريق على الحصول على بيانات أكثر دقة من أطباء وباحثين مشاركين معهم في كوريا الجنوبية.
وأشار إلى أن خطوة الفريق الطبي التالية هي إجراء المزيد من الاختبارات والحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قبل أن يصبح الروبوت متاحًا لعلاج السرطان في المستشفيات المحلية.