معرفة البشر لا تزال محدودة بالخرائط التشريحية والوظيفية التفصيلية للدماغ
يتسارع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بصورة مذهلة، ولا تتوقف محاولات العلماء لتطوير الذكاء الاصطناعي ومحاولة جسر الهوة بينه وبين الذكاء البشري.
أحد أبرز تلك المحاولات هي إنشاء خوارزميات قادرة على تتبع التصوير العصبي والبيانات الجينية والفسيولوجية للعديد من الأفراد، والتي يمكن استخلاص العلامات البيولوجية منها للتنبؤ بدقة ببداية الأمراض العصبية والعقلية مثل مرض ألزهايمر، ما يمكن أن يساعد في تصميم أو تحسين العلاجات لمكافحة التنكس العصبي أو تطوره.
أحد الأنواع المختلفة من هذا التطوير هو روبوتات الدردشة الشهيرة التي تحظى بشعبية كبيرة الآن، وهي أداة شاملة يمكننا الآن الوصول إليها مجانًا لطلب أشياء لم يكن من الممكن تصورها في السابق، مثل تقرير عن قضية قانونية، أو مقال صحفي حول موضوع معين، أو حل لمشكلة معقدة.
🗞️Will an artificial device be able to equal the intelligence of the human brain?
The possibilities offered by artificial intelligence today are as extraordinary as they are unpredictable, posing a constant challenge to their biological counterparts
… https://t.co/7Xzp3r9L65— El País English Edition (@elpaisinenglish) December 25, 2023
لكن في المقابل، وكما هو الحال غالبًا مع التقدم الكبير في العلوم، فقد قوبل الذكاء الاصطناعي بالانتقادات. وفي حالة ChatGPT على وجه الخصوص، والذي يضم الآن أكثر من 100 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم، كانت شركة OpenAI الذي طورت الروبوت، في مرمى الانتقادات التي تتعلق بنسخ المعلومات على الإنترنت ومعالجتها الإحصائية وليس المعرفية، واختراع البيانات أو الحقائق وكذلك الاستخدامات الضارة للتكنولوجيا، والتي بدورها تجر ChatGPT إلى الصراع الأخلاقي الذي غالبًا ما تثيره التطورات العلمية والتكنولوجية الكبرى، وفق صحفية “إل باييس” الإسبانية.
حجر عثرة
ويجري الآن تطوير إصدارات جديدة أكثر قوة من ChatGPT، ويبدو أن الذكاء الاصطناعي يستعد ليحل محل أو حتى يتفوق على العديد من الأنشطة البشرية، وخاصة تلك التي تنطوي على البراعة والإبداع.
وفي الوقت الحاضر، أصبحت إمكانيات الذكاء الاصطناعي غير عادية بقدر لا يمكن التنبؤ به، لكنها حتى الآن لا يمكنها أن تتحدى ذكاء الدماغ البشري.
وتشير صحيفة “إل باييس” إلى أن ما يقف حجر عثرة أمام تطوير الذكاء الاصطناعي بصورة تماثل الذكاء البشري، هو أننا حتى الآن لا زلنا لا نعرف جميع الأسرار الوظيفية للدماغ البشري، وهو العضو الذي يضم 85 مليار خلية عصبية مترابطة بطريقة معقدة للغاية. لذلك، سيحاول الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته والتعلم الآلي دائمًا إعادة إنتاج أو محاكاة شيء لا نفهمه إلا إلى حد محدود.
في الواقع، نحن الآن نمتلك ونستطيع أن نتعلم الكثير من البيانات التشريحية والفسيولوجية والوراثية، من الشبكة العصبية الهيكلية للدماغ البشري، ومع ذلك، حتى لو تمكنا من محاكاة كل هذه البيانات في برنامج ذكاء اصطناعي معقد، لا نزال بعيدين عن ضمان إعادة إنتاج ما يفعله الدماغ البشري.
معرفة محدودة
ومع أخذ ذلك في الاعتبار، طرح فيرين جاين، المتخصص في علوم الكمبيوتر والعلوم المعرفية من كاليفورنيا والرائد في دراسة اتصال الدماغ، عددًا من الأسئلة في مقال نشر مؤخرًا في دورية “نيتشر”.
وتساءل عما إذا كان من الممكن حقًا استخدام التعلم الآلي لبناء نماذج تحاكي نشاط العقول؛ وما إذا كان بإمكاننا تدريب برامج الذكاء الاصطناعي على الشبكات العصبية وغيرها من البيانات لإعادة إنتاج نفس نشاط الخلايا العصبية الذي نتوقع عادةً العثور عليه في الأنظمة البيولوجية؛ وما إذا كان من الممكن فهم نظام مثل الدماغ البشري عندما يتم إعادة إنتاج سلوكه بواسطة الرياضيات أو الكمبيوتر.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد فيرين جاين أن معرفة البشر لا تزال محدودة بالخرائط التشريحية والوظيفية التفصيلية للدماغ، لذلك لا يزال من الصعب للغاية قياس مدى التأثير المصطنع للدماغ البشري.
ويمكن لأنظمة المحاكاة المتقدمة أن تلتقط بدقة ما يحدث في الأنظمة البيولوجية، لكن هناك مشكلة إضافية تتمثل في الطريقة التي يجب أن يعبر بها جهاز الذكاء الاصطناعي عن نفسه حتى نصدق أنه يمكن مقارنته حقًا بالدماغ البشري.
هل حقا نقترب؟
وعندما سألنا ChatGPT: هل يقترب الذكاء الاصطناعي من ذكاء الدماغ البشري؟
كانت إجابته كالتالي: