محمد السيد علي
5 قفزات في التكنولوجيا خلال عام 2023
شهد عام 2023 العديد من القفزات في مجال التكنولوجيا، في مقدمتها تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي اجتاحت العالم؛ ما أدى إلى تحولات كبيرة في الشركات، والأعمال والأجهزة والخدمات.
وعلى مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، أدى هذا السعي الدؤوب للابتكار التكنولوجي إلى تحقيق العديد من الإنجازات في كيفية تصورنا وتواصلنا والتفاعل مع الأجهزة والبرمجيات المحيطة بنا.
فيما يلي نرصد أبرز القفزات التكنولوجية التي شهدها العالم خلال 2023:
الذكاء الاصطناعي
يمكن أن نعتبر 2023 هو عام الذكاء الاصطناعي بامتياز، حيث شهد العالم خلاله تطورًا استثنائيًا في مجالات الذكاء الاصطناعي المختلفة بدء من روبوتات الدردشة الشهيرة وفي مقدمتها ChatGPT، الذي طورته شركة OpenAI، ومرورا بروبوت شركة غوغل Google Bard، وانتهاء بروبوت شركة مايكروسوفت Bing Chat، وغيرهم lk أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها إنشاء نصوص وترجمة اللغات وكتابة أنواع مختلفة من المحتوى الإبداعي.
وبحلول نوفمبر 2023، أعلنت مايكروسوفت تغيير اسم Bing Chat إلى “كوبايلوت” Copilot، كما طرحت منصة Copilot Studio التي تسمح لمستخدميها بإنشاء مساعديهم الشخصيين الأذكياء، وذلك في مواجهة خدمات شركة OpenAI.
وعلى الرغم من أن مايكروسوفت كانت تركز في البداية على استخدام الذكاء الاصطناعي لتمكين Bing من منافسة محرك البحث غواغل، إلا أن قرار تغيير اسم “بينج شات” إلى “كوبايلوت” يشير إلى أن “مايكروسوفت” حولت تركيزها صوب ChatGPT.
ويعتمد نظام Copilot على أحدث النماذج المُطورة من شركة OpenAI، إذ يعتمد على GPT-4 الذي تقدمه OpenAI في ChatGPT بشكل مدفوع فقط. ويقدم أيضًا “كوبايلوت” إمكانية استخدام نموذج توليد الصور الخاص بشركة OpenAI، وهو النموذج DALL-E 3.
وفي ديسمبر الجاري، أطلقت غوغل نموذج Gemini، وهو نموذج لغة كبير يعتبر أكبر وأقوى نموذج لغة طورته الشركة حتى الآن. يمكنه إنشاء نصوص وترجمة اللغات وكتابة أنواع مختلفة من المحتوى الإبداعي، بالإضافة إلى فهم وتفسير الصور والأكواد وتوجيه البيانات والتحليلات، ويمكن استخدامه من قبل المطورين لإنشاء تطبيقات ذكاء اصطناعي جديدة.
كما شهد هذا العام أيضا إطلاق العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها إنشاء صور واقعية من الأوصاف النصية وعلى رأسها أداة DALL-E 2 التي طورتها شركة OpenAI.
ومن الهواتف الذكية مرورا بأجهزة الكمبيوتر الشخصية وانتهاء بالسيارات الكهربائية، استطاعت شركات مثل غوغل وسامسونغ وميتا ومايكروسوفت وكوالكوم المتخصصة في نظام الاتصالات أن تدمج الذكاء الاصطناعي في أجهزتها وخدماتها المتنوعة، بهدف تحسين خدماتها وعلى رأسها نتائج محركات البحث، وتخصيصها لتلائم كل مستخدم على حدة.
تطبيقات للعمل الاحترافي
بالتوازي مع تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي، توسعت خلال العام الجاري، مجموعة الأدوات التي تمكن المستخدمين من إنشاء المحتوى الاحترافي، بدءًا من البرمجة وحتى تحرير الصور والفيديو.
وقامت مجموعة من الشركات، بما في ذلك كانفا Canva وأبل Apple وأدوبي Adobe، بإطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي عبر مجموعاتها الإبداعية التي تهدف إلى تحسين نتائج الفنانين ومصوري الفيديو والمصممين.
ومن هذه الأدوات أداة (Wix’s AI Site Generator) التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء مواقع ويب احترافية وقابلة للتخصيص بسهولة عبر المطالبات النصية، وأداة (Adobe Sensei) التي تساعد على إطلاق تصميمات إبداعية دون جهد كبير، وغيرها.
الروبوتات
وشهدت صناعة الروبوتات قفزات متوالية خلال 2023، أبرزها إعلان شركة أمازون عن بدء اختبار الروبوت ديجيت (Digit)، هو أحدث المنضمين الجدد إلى العمال في مستودعات عملاق التجارة الإلكترونية، أمازون.
وأصبح إلى جوار العمال روبوتًا له أذرع وأرجل، ويقترب في شكله من هيئة البشر، وبإمكانه تحريك الأشياء وإمساكها والتعامل معها بطريقة مماثلة للإنسان بالضبط.
وتقول أمازون إن الروبوت سيتم استخدامه أولاً لنقل الصناديق الفارغة، وهي عملية “متكررة للغاية”. وبدأت أمازون استخدام الروبوتات في منشآتها عام 2012، ومنذ ذلك الحين تقول الشركة إنها أضافت مئات الآلاف من الوظائف في جميع أنحاء العالم.
ما بعد الجيل الخامس للاتصالات
تسارع إطلاق شبكات الجيل الخامس (5G) في 2023، مما يوفر سرعات واتصالات غير مسبوقة، مع استغلال شركات مثل نوكيا وT-Mobile إمكاناتها الهائلة لتطوير تلك الشبكات.
علاوة على ذلك، بدأت الأبحاث في مجال الجيل السادس (6G)، وهو الجيل القادم من الشبكات؛ ما يَعِد بمزيد من التغييرات التحويلية في التكنولوجيا اللاسلكية.
ووفقًا لتقرير حديث، فإن شبكات الجيل السادس (6G) ستوفر “اتصالًا لاسلكيًا كاملاً شبه فوري وغير مقيد”، مع تعيين التكنولوجيا لإعادة تشكيل الطريقة التي تعمل بها المؤسسات بشكل جذري.
ومن شأن هذه التقنية دعم تكامل الذكاء الاصطناعي مع تقنية إنترنت الأشياء “Internet of Things” “IoT” وإعادة تشكيل آلية عمل المؤسسات الضخمة بشكل جذري من حيث التفاعل مع البيانات وتقديم الخدمات المختلفة.
الواقع المعزز والواقع الافتراضي
تعد تقنيات الواقع المعزز والافتراضي بطمس الخطوط الفاصلة بين العالمين الواقعي والافتراضي، مما يخلق فرصًا جديدة للتفاعل والتعلم.
وتم وصف إطلاق شركة أبل لنظارة فيجن برو للواقع الافتراضي المعزز (Vision Pro) الخاصة بها، هذا العام، بأنه “بداية عصر جديد للحوسبة” من قبل الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك.
وأطلقت شركة أبل هذه النظارة لتضع مستخدميها بين العالمين الافتراضي والواقعي، وهي بذلك تدخل المجال الافتراضي بقوة والذي تسيطر عليه شركة ميتا حاليًا.
ويمكن أن تكون هذه النظارة حافزًا لنمو أسرع في مجال الميتافيرس والذي وجد تقرير لـ”بلومبرج” بأنه قد تصل استثماراته إلى 615 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.