خدمة (Direct to Cell) لا تنافس الشبكات الأرضية
في خطوة طموحة نحو تحقيق اتصال عالمي شامل، أطلقت شركة سبيس إكس التابعة للملياردير إيلون ماسك، بنجاح، الدفعة الأولى من أقمار “ستارلينك” القادرة على الاتصال المباشر بالهواتف المحمولة دون الحاجة لمعدات إضافية.
وأوضحت الشركة، أن الدفعة الأولى تبلغ 6 أقمار اصطناعية من 21 قمرا تتطلع الشركة إلى إطلاقها، مضيفة أن تلك الأقمار هي الأولى من نوعها التي لها اتصال مباشر مع الهواتف الخلوية على الإطلاق، وهي مصممة لتكون بمثابة “برج هاتف محمول في الفضاء” وفقًا لموقع “ستارلينك” الإلكتروني.
وتأتي هذه الخطوة بعد حصول الشركة على موافقة من الجهات التنظيمية الأمريكية لبدء اختبار خدمة (Direct to Cell) في الولايات المتحدة، بالتعاون مع شركة “تي موبايل” (T-Mobile).
وبمجرد تفعيلها، ستتصل الخدمة بالهواتف الذكية، دون الحاجة إلى معدات إضافية، طالما أنها متوافقة مع تقنية 4G LTE، التي تغطي “الغالبية العظمى من الهواتف الذكية” الموجودة بالفعل على شبكة T-Mobile، وفق مجلة “فوربس”.
Elon Musk’s Starlink Launches First-Ever Cell Service Satellites—Here’s What To Know And What Mobile Phone Carrier Gets It Firsthttps://t.co/kfSoJchoz0 pic.twitter.com/IrOHRUZTwV
— Forbes (@Forbes) January 3, 2024
وتقنية 4G LTE هي اختصار لـ(Long-Term Evolution)، وهي تقنية اتصالات لاسلكية من الجيل الرابع (4G) توفر سرعات نقل بيانات عالية تصل إلى 1 جيجابت في الثانية.
وأشارت ستارلينك إلى أنها تخطط لطرح خدمة الرسائل النصية باستخدام التكنولوجيا الجديدة، في وقت لاحق من هذا العام، بالإضافة إلى خدمات الصوت والبيانات، وإنترنت الأشياء (أي شبكة الأجهزة المتصلة التي تسمى إنترنت الأشياء) في عام 2025.
ما هي خدمة Direct to Cell؟
خدمة Direct to Cell من”ستارلينك” هي خدمة اتصال خلوي عبر الأقمار الصناعية التي تخطط شركة سبيس إكس لإطلاقها في عام 2024، وستسمح الخدمة للمستخدمين باستخدام هواتفهم المحمولة الحالية للتصفح والاتصال وإجراء المكالمات عبر الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
وستعتمد الخدمة على شبكة الأقمار الصناعية “ستارلينك” الحالية، التي تحتوي على مودم متقدم يعمل مثل برج خلوي في الفضاء، وسيسمح هذا للمودم باستقبال ونقل البيانات من هواتف LTE الحالية.
وتتميز الخدمة بتغطية عالمية، حيث من المقرر أن تتوفر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المناطق التي لا تتوفر فيها تغطية خلوية تقليدية.
هل تنافس الشبكات الخلوية الأرضية؟
من جانبه، قال إيلون ماسك إن أقمار “ستارلينك” الجديدة “ستسمح بالاتصال بالهواتف المحمولة في أي مكان على الأرض”.
ومع ذلك، أشار إلى أن هناك قيودا على هذه التكنولوجيا، مشيرا إلى أنه على الرغم من أنها توفر حلاً رائعًا للمواقع التي لا يوجد بها اتصال خلوي، إلا أنها لا تنافس الشبكات الخلوية الأرضية الحالية”.
وتشير “ستارلينك” أيضًا إلى أن الأقمار الجديدة ستسمح للمستخدمين بالاتصال “أينما يمكنك رؤية السماء”.
هل ستغطي جميع أنحاء العالم؟
ستتوفر الخدمة في البداية في الولايات المتحدة وأوروبا، ومن المقرر أن تتوسع إلى مناطق أخرى في المستقبل.
ووتخطط “ستارلينك” في النهاية لطرح خدمة (Direct to Cell) للعملاء على الشبكات في جميع أنحاء العالم، مشيرة إن العملاء سيبقون “على اتصال بسلاسة “.
بالإضافة إلى (T-Mobile) في الولايات المتحدة، أعلنت الشركة بالفعل عن شراكات مع شركات اتصالات في جميع أنحاء العالم بما في ذلك شركات في أستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، واليابان، وسويسرا، وتشيلي وبيرو.
لكن ليس من الواضح متى سيتم طرح هذه الخدمات أو ما هي التفاصيل التي قد تكون موجودة بشأن الاتصال في الداخل والخارج، وفق مجلة “فوربس”.
هل يمكن أن تحدث فارقا؟
على الرغم من أن تقنيات الاتصالات الحالية أحدثت ثورة في كيفية تواصلنا، إلا أن هذا التكنولوجيا اللاسلكية لها حدودها، وحتى الدول المتقدمة للغاية لديها مناطق تكون فيها جودة الإشارة رديئة أو معدومة، وهي منطقة تُعرف باسم منطقة الإشارة الميتة.
ويمكن أن تكون المشكلة حادة بشكل خاص في المناطق النائية أو ذات التضاريس الصعبة، حيث يمكن أن تجعل الجغرافيا إرسال الإشارة أمرًا صعبًا.
وتأمل شركة “ستارلينك” في تقديم خدمة إنترنت عالية السرعة إلى أي مكان في العالم، وقد استخدمت بالفعل أقمارها الصناعية لربط المواطنين في أوكرانيا التي مزقتها الحرب، في القضاء على المناطق الميتة عن طريق إرسال إشارة من الفضاء.
وتطمح شركة “ستارلينك” في إطلاق 42 ألف قمر اصطناعي في الفضاء، وتعمل الشركة حاليًا على إنشاء كوكبة مكونة من 12000 قمر اصطناعي، وتشير التقارير التي تجمع بيانات الإطلاق إلى أن أكثر من 5000 قمر اصطناعي كانت موجودة بالفعل في المدار بحلول نهاية عام 2023.