توصيات جديدة للحكومات وشركات التكنولوجيا بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
برز استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية في السنوات الأخيرة، بسبب التطورات الكبيرة التي شهدتها تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي مكنتها من أداء مهام معقدة كانت في السابق حكراً على البشر.
وفي ظل تزايد البيانات المتاحة بشأن الرعاية الصحية والتقدم السريع في تقنيات التحليل، سواء تلك المتعلقة بالتعلم الآلي أو تلك القائمة على المنطق أو الإحصائية، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تحدث تحولا في قطاع الصحة بشكل عام، وخاصة التشخيص والعلاج والرعاية الوقائية وإدارة الرعاية الصحية.
إرشادات جديدة
ولتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، أصدرت منظمة الصحة العالمية، إرشادات جديدة بشأن أخلاقيات وحوكمة النماذج الكبيرة متعددة الوسائط (LMMs)، وهي نوع من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي سريع النمو، الذي تُستخدم تطبيقاته في جميع مجالات الرعاية الصحية.
.@WHO releases #AI #ethics & #governance guidance for large multi-modal models https://t.co/4z2PVeVQjB@Fabriziobustama @Shi4Tech @Nicochan33 @Ym78200 @Khulood_Almani @fogle_shane @FrRonconi @sonu_monika @gvalan @enilev#TechTrends #datasecurity #dataprivacy #data #datacompliance pic.twitter.com/Talh9w3FFW
— Dev Khanna (@CurieuxExplorer) January 19, 2024
وتشمل نماذج اللغات الكبيرة بعضًا من أسرع منصات الذكار الاصطناعي توسعًا مثل روبوت الدردشة الشهير ChatGPT ووروبوت الدردشة الذي طورته شركة غوغل Bard ، بالإضافة لى منصة ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر تم تطويرها بواسطة Google AI تسمى Bert، والعديد من المنصات الأخرى التي تحاكي فهم البشر وطريقة معالجة وإنتاج التواصل البشري.
وأوضحت المنظمة، الإرشادات تحدد أكثر من 40 توصية للنظر فيها من قبل الحكومات وشركات التكنولوجيا ومقدمي الرعاية الصحية لضمان الاستخدام المناسب لهذه النماذج الكبيرة بهدف تعزيز وحماية صحة الناس.
من جانبه، قال الدكتور جيريمي فارار، كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية: “لدى تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي القدرة على تحسين الرعاية الصحية، ولكن فقط في حال قيام المعنيين بتطوير هذه التقنيات وتنظيمها واستخدامها بتحديد المخاطر المرتبطة بها وأخذها في الاعتبار بشكل كامل”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى معلومات وسياسات شفافة لإدارة تصميم وتطوير واستخدام النماذج الكبيرة لتحقيق نتائج صحية أفضل والتغلب على عدم المساواة الصحية المستمرة”.
5 مجالات محددة
وحدد إرشادات منظمة الصحة العالمية الجديدة 5 تطبيقات واسعة النطاق للنماذج الكبيرة متعددة الوسائط من أجل الصحة هي:
1- التشخيص والرعاية السريرية، مثل الرد على استفسارات المرضى المكتوبة.
2- الاستخدام الموجه للمريض، مثل فحص الأعراض والعلاج.
3- المهام الكتابية والإدارية، مثل توثيق وتلخيص زيارات المرضى ضمن السجلات الصحية الإلكترونية.
4- التعليم الطبي والتمريضي، بما في ذلك تزويد المتدربين بمحاكاة لقاءات المرضى.
5- البحث العلمي وتطوير الأدوية بما في ذلك التعرف على المركبات الجديدة.
مخاطر محتملة
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى المخاطر الموثقة للنماذج الكبيرة متعددة الوسائط والتي تتمثل في إنتاج بيانات كاذبة أو غير دقيقة أو متحيزة أو غير كاملة، ما قد يضر الأشخاص الذين يستخدمون مثل هذه المعلومات في اتخاذ القرارات الصحية.
وللحد من المخاطر المحتملة، تتضمن إرشادات منظمة الصحة العالمية الجديدة توصيات للحكومات، التي تتحمل المسؤولية الأساسية عن وضع معايير لتطوير ونشر النماذج الكبيرة متعددة الوسائط وتكاملها واستخدامها لأغراض الصحة العامة والأغراض الطبية.
على سبيل المثال، ينبغي للحكومات:
الاستثمار في البنية التحتية العامة أو غير الهادفة للربح أو توفيرها، بما فيها قوة الحوسبة ومجموعات البيانات العامة، التي يمكن للمطورين الوصول إليها في القطاعات العامة والخاصة وغير الهادفة للربح، والتي تتطلب من المستخدمين الالتزام بالمبادئ والقيم الأخلاقية مقابل الوصول إليها.
استخدام القوانين والسياسات واللوائح للتأكد من أن النماذج الكبيرة والتطبيقات المستخدمة في الرعاية الصحية والطب تفي بالالتزامات الأخلاقية ومعايير حقوق الإنسان التي تؤثر، على سبيل المثال، على كرامة الشخص واستقلاله أو الخصوصية.
تعيين وكالة تنظيمية موجودة أصلا أو جديدة لتقييم واعتماد النماذج الكبيرة والتطبيقات المخصصة للاستخدام في الرعاية الصحية أو الطب، حسبما تسمح الموارد.
تقديم تدقيق إلزامي بعد الإصدار وتقييمات الأثر، تشمل حماية البيانات وحقوق الإنسان.
وهناك توصيات لمطوري النماذج الكبيرة هي:
النماذج الكبيرة لا يتم تطويرها فقط من قبل العلماء والمهندسين. ولذلك ينبغي إشراك المستخدمين المحتملين وجميع أصحاب المصلحة المباشرين وغير المباشرين، بمن فيهم مقدمو الخدمات الطبية والباحثون العلميون ومتخصصو الرعاية الصحية والمرضى، وذلك منذ المراحل الأولى لتطوير الذكاء الاصطناعي في تصميم منظم وشامل وشفاف وإتاحة الفرص لإثارة القضايا الأخلاقية والتعبير عن المخاوف والمشاكل.
كما توصي المظنمة بأن يتم تصميم النطاق للنماذج الكبيرة متعددة الوسائط لأداء مهام محددة جيدًا بالدقة والموثوقية اللازمة لتحسين قدرة الأنظمة الصحية وتعزيز مصالح المرضى.
يجب أن يكون المطورون أيضا قادرين على التنبؤ بالنتائج الثانوية المحتملة وفهمها.
فوائد واستخدامات متعددة
ويمكن للتقنيات المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي أن تلعب دورًا كبيرًا في تحسين خدمات الرعاية الصحية عبر الطرق التالية:
تشخيص الأمراض
يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل صور الأشعة السينية، الصور التفاصيلية، والصور الشاملة للجسم بشكل أفضل من البشر، مما يساعد على تشخيص الأمراض بشكل أسرع ودقيق.
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل السجلات الطبية الإلكترونية وتوفير توصيات تشخيص دقيقة وفعالة.
تحسين إدارة العناية بالمرضى
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات كبيرة من البيانات الطبية لتحديد الاتجاهات والتوقعات في تطور الأمراض وكفاءة العلاج.
كما يمكن تحسين إدارة العلاجات باستخدام نظم الذكاء الاصطناعي لتوفير توصيات دقيقة حول الجرعات والجداول الزمنية المثلى.
تحسين التفاعل بين الطبيب والمريض
يمكن تحسين تجربة المريض وتواصله مع الفريق الطبي من خلال تقنيات الدردشة والسجلات الطبية الذكية.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم معلومات شخصية لكل مريض بناءً على تحليل السجلات الصحية، ما يساعد في تحديد العلاجات الأمثل وفهم الاحتياجات الفردية.
تحسين إدارة المستشفيات والموارد
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأنماط الزمنية وتوقعات الطلب على الخدمات الصحية، مما يساعد في تحسين تخطيط الموارد وإدارة الأسرة الطبية.
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الإدارة الإدارية والتكامل بين مختلف الأقسام في المستشفى.
تطوير الأدوية والبحث الطبي
يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الجينية لتحديد العلاقات بين الجينات والأمراض، مما يساعد في تطوير علاجات مستهدفة.
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأبحاث الطبية واكتشاف الأنماط والاتجاهات بشكل أسرع، مما يساعد في تقديم حلاول طبية جديدة.