غرامات انتهاك قانون الذكاء الاصطناعي بين 7.5 و35 مليون يورو
اقتربت أوروبا بقوة نحو تبني قواعد وصفت بـ”التاريخية” لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي ونماذج الذكاء الاصطناعي مثل روبوت الدردشة الشهير ChatGPT.
وتهدف القواعد، التي اقترحتها المفوضية الأوروبية قبل 3 سنوات، إلى وضع معيار عالمي للتكنولوجيا المستخدمة في مجموعة واسعة من الصناعات من البنوك والتجزئة إلى قطاعي السيارات وشركات الطيران.
وتوصلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الجمعة، بالإجماع إلى اتفاق بشأن قانون الذكاء الاصطناعي، وقد أعطى سفراء الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر للنص النهائي، الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات مطولة بين ممثلي المجلس وأعضاء البرلمان الأوروبي ومسؤولي المفوضية الأوروبية.
ويأتي هذا التطور في أعقاب الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه في ديسمبر الماضي، بعد محادثات ماراثونية ثلاثية “نهائية” بين المشرعين المشاركين في الاتحاد الأوروبي والتي امتدت على مدى عدة أيام.
بعد ذلك، بدأ العمل على تحويل المواقف المتفق عليها بشأن أوراق المفاوضات إلى نص تسوية نهائي لموافقة المشرعين لتأكيد مسودة القواعد.
European Union member countries have unanimously reached a deal on the landmark Artificial Intelligence Act.https://t.co/pjTrODJP7g
— POLITICOEurope (@POLITICOEurope) February 2, 2024
وتشمل هذه القواعد تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الحكومات في المراقبة البيومترية من قبل وكالات إنفاذ القانون، والتي كانت أكبر نقطة شائكة في المحادثات، وتنظيم استخدام أنظمة ذكاء اصطناعي مثل ChatGPT.
وينظم مشروع القانون أيضاً تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل التعرف الآلي على الوجه. وكلما زاد الخطر المحتمل من أي تطبيق، كلما زادت المتطلبات.
وينص الاتفاق أيضاً على حظر التلاعب بنقاط ضعف المستخدم أو استغلالها من قبل الذكاء الاصطناعي.
الأول من نوعه في التاريخ
وأعلن سفراء الدول السبع والعشرين “بالإجماع” عن الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه في ديسمبر بين الدول وأعضاء البرلمان الأوروبي، وفق ما أعلنت الرئاسة البلجيكية لمجلس الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت بلجيكا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي: “يسعدنا للغاية أن نعلن أن السفراء أكدوا بالإجماع على النص الوسطي النهائي الذي تم التوصل إليه بشأن الاقتراح بشأن القواعد المنسقة بشأن الذكاء الاصطناعي”.
ووصف مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تييري بريتون، قانون الذكاء الاصطناعي المقترح بأنه الأول من نوعه تاريخيًا.
وأضاف: “لقد أطلق قانون الذكاء الاصطناعي العنان للكثير من العواطف، وهذا صحيح. واليوم، أيدت الدول الأعضاء الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه في ديسمبر/كانون الأول، معترفة بالتوازن المثالي الذي توصل إليه المفاوضون بين الابتكار والسلامة.”
ويكمن جوهر المشكلة في التوصل إلى إجماع في التوازن بين منح الشركات مساحة كافية للمناورة لجعل تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي مربحًا داخل الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه وضع قواعد لاستخدام التكنولوجيا التي تؤثر بالفعل على كل جانب من جوانب المجتمع.
ومن شأن القانون أن يحظر بعض تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويفرض قيودًا صارمة على حالات الاستخدام التي تعتبر عالية المخاطر، ويضع حدًا لنماذج البرمجيات الأكثر تقدمًا مع التزامات الشفافية واختبار الإجهاد.
#Europe on Friday moved a step closer to adopting rules governing the use of artificial intelligence and #AI models such as Microsoft-backed ChatGPT after EU countries endorsed a political deal reached in December.https://t.co/VUkT8bqADx
— The Hindu (@the_hindu) February 3, 2024
عصر ChatGPT
بدأت رحلة هذا الاتفاق في أبريل 2021، عندما قدمت المفوضية الأوروبية مشروعها الذي يحمل عنوان “قانون الذكاء الاصطناعي”.
وبموجب القانون، سيتم تصنيف أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجموعات خطر مختلفة. ومن المتوقع أن تتراوح غرامات الانتهاكات لهذا القانون بين 7.5 مليون يورو و35 مليون يورو.
وقد أعكى ظهور روبوت الدردشة ChatGPT في نهاية عام 2022، بُعدًا جديدًا للقانون، ما ساهم في تسريع المناقشات.
وكشف ChatGPT على غرار أنظمة أخرى قادرة على إنشاء الأصوات أو الصور، أمام عموم المستخدمين عن الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي.
لكن هذه التكنولوجيا تترافق أيضاً مع مخاطر مختلفة، تشمل نشر صور زائفة تبدو واقعية للغاية، ما يثير مخاوف من الإمكانات الكبيرة للتلاعب بالرأي العام.
حواجز تنظيمية
وقالت ماريان توردو بيتكر، من جمعية “فرانس ديجيتال” الناشطة في القطاع الرقمي إن التشريع “يُحدث التزامات كبيرة، على الرغم من بعض التعديلات على الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة”، مبدية خشيتها من “حواجز تنظيمية إضافية ستفيد المنافسة الأمريكية والصينية”، وفق وكالة “فرانس برس”.
وفي ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي، سيتم فرض قواعد على الجميع لضمان جودة البيانات المستخدمة في تطوير الخوارزميات والتحقق من أنها لا تنتهك تشريعات حقوق النشر. وتفرض القواعد الأوروبية على المطورين التأكد من أن الأصوات والصور والنصوص المنتجة محددة بوضوح على أنها من نتاج الذكاء الاصطناعي.
وستُطبق قيود معززة على الأنظمة “عالية المخاطر”، مرتبطة خصوصاً بالبنى التحتية الحيوية، والتعليم، والموارد البشرية، والحفاظ على النظام، إذ ستخضع لسلسلة من الالتزامات مثل توفير التحكم البشري في الآلة، أو التوثيق الفني للمؤسسة، أو تنفيذ المخاطر النظام الإداري.
وينص التشريع على إشراف محدد على أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتفاعل مع البشر، مع واجب إعلام المستخدمين بذلك.
وكما الحال في القواعد الأوروبية الحالية بشأن سلامة المنتجات، يفرض النص ضوابط تعتمد في المقام الأول على الشركات.
ويتضمن التشريع محظورات قليلة، تتعلق بالتطبيقات المخالفة للقيم الأوروبية مثل تصنيف المواطنين أو أنظمة المراقبة الجماعية المستخدمة في الصين، أو تحديد الهوية البيومترية عن بعد للأشخاص في الأماكن العامة.
خطوات إضافية
وما زال يتعين على البرلمان الأوروبي أن يصادق بشكل نهائي على التسوية النهائية في الربيع، والتي لم يعد من الممكن تعديلها.
والخطوة التالية لكي يصبح قانون الذكاء الاصطناعي تشريعًا هي التصويت من قبل لجنة رئيسية من المشرعين في الاتحاد الأوروبي في 13 فبراير المقبل، ثم تصويت البرلمان الأوروبي إما في مارس أو أبريل 2024، وفق وكالة رويترز.
ومن المرجح أن يدخل حيز التنفيذ قبل الصيف ويجب أن يتم تطبيقه في عام 2026 على الرغم من أن أجزاء من التشريع ستبدأ في وقت مبكر.