عاصفة مغناطيسية كبيرة ستضرب الأرض.. هل هي الأولى من نوعها؟
حذر مركز التنبؤ بالطقس الفضائي (SWPC) التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، بعد ظهر الأحد، من أن عاصفة مغناطيسية أرضية كبيرة ستضرب الأرض، رغم رؤية الشفق القطبي المرتبط عادة بمثل هذه الأحداث الطبيعية، بحسب أوشييتد برس.
لا يوجد سبب يدعو الناس للقلق، وفقًا للتحذير الصادر عن مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في بولدر، كولورادو.
وبحسب صحيفة “ذا هيل”، فقد حذر المركز، من أن العاصفة وصلت إلى ظروف G4 “الشديدة”.
ويعرف عادة الانبعاث الكتلي الإكليلي، أو CME، بأنه عبارة عن انفجار من البلازما والمواد المغناطيسية من الشمس يمكن أن يصل إلى الأرض في غضون 15 إلى 18 ساعة، وفقًا لـ NOAA.
ويمكن للانبعاث الإكليلي أن يخلق تيارات في المجال المغناطيسي للأرض ترسل الجسيمات إلى القطبين الشمالي والجنوبي، أما عندما تتفاعل هذه الجسيمات مع الأكسجين والنيتروجين، فيمكن لها أن تخلق الأضواء الشمالية.
قطع البث اللاسلكي
يمكن أن تؤدي العاصفة إلى قطع البث اللاسلكي عالي التردد، مثل الطائرات التي تحاول الاتصال بأبراج مراقبة المرور البعيدة.
وقال جوناثان لاش، خبير الأرصاد الجوية في المركز، إن معظم الطائرات التجارية يمكنها استخدام البث عبر الأقمار الصناعية كنسخة احتياطية.
وذكر أن مشغلي الأقمار الصناعية قد يواجهون مشكلة في تتبع مركباتهم الفضائية، ويمكن لشبكات الطاقة أيضًا أن ترى بعض “التيار المستحث” في خطوطها، على الرغم من عدم قدرتهم على التعامل مع أي شيء.
وقال لاش: “بالنسبة لعامة الناس، إذا كانت لديك سماء صافية في الليل وكنت على خطوط عرض أعلى، فستكون هذه فرصة عظيمة لرؤية السماء تضيء”.
كل 11 عامًا، ينقلب المجال المغناطيسي للشمس، مما يعني أن قطبيها الشمالي والجنوبي يتغيران في مواقعهما.
يتغير النشاط الشمسي خلال تلك الدورة، وهو الآن يقترب من أكثر نشاط له، والذي يسمى الحد الأقصى للطاقة الشمسية.
وقال لاش إنه خلال مثل هذه الأوقات، يمكن للعواصف المغناطيسية الأرضية من هذا النوع أن تضرب الأرض عدة مرات في السنة، وخلال الحد الأدنى للطاقة الشمسية، قد تمر بضع سنوات بين العواصف.
وفي ديسمبر/كانون الأول، أدى أكبر توهج شمسي منذ سنوات إلى تعطيل الاتصالات اللاسلكية.
ما هي العواصف المغناطيسية وكيف نحتمي منها؟
يوجد حول الكرة الأرضية غلاف غير مرئي -الغلاف المغناطيسي، الذي يحمي الأرض من الإشعاع الشمسي. كما تعصف بالأرض الرياح الشمسية- جسيمات متأينة تنطلق باستمرار من الشمس بسرعة 400 كلم في الثانية.
وعادة، تكون قوة ضغط الرياح الشمسية وضغط الغلاف المغناطيسي للأرض متساويين.
ولكن عندما تحصل في الشمس توهجات، تزداد سرعة الرياح الشمسية، ويختل توازن الضغط، حيث يبدو أن ضغط الغلاف المغناطيسي على الأرض قد ازداد، ما يؤدي إلى تغير قوة التيارات.
ويطلق على هذه التغيرات “عاصفة مغناطيسية”. وأن توهج بعض النجوم الفتية يمكن أن يدمر الغلاف الجوي لكواكبها. ولكن النشاط الشمسي دون ذلك، ومع ذلك يؤثر في الحالة الصحية لسكانها ويؤدي إلى مشكلات في الاتصالات اللاسلكية وعطل الأجهزة.
هل تشكل العواصف المغناطيسية خطورة على حياتنا؟
ليس هناك رأي موحد بين الخبراء بشأن هذه المسألة. وأظهرت نتائج الدراسات، أنه في فترة العواصف المغناطيسية تزداد الوفيات وحالات احتشاء عضلة القلب والجلطة الدماغية بحدود 20 بالمئة، وهذه مجرد بيانات إحصائية، لذلك من الصعب تقدير تأثير عاصفة مغناطيسية محددة في صحة الإنسان.
تقول الدكتورة يلينا تيخوميروفا، يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستوى ضغط الدم في أيام العواصف المغناطيسية الإكثار من شرب الماء والتقليل من استهلاك الملح. لأن الملح يحبس السوائل في الجسم ويسبب ارتفاع مستوى ضغط الدم. وأما من يعاني من انخفاض مستوى ضغط الدم، فعليه تناول منقوع بعض أنواع الأعشاب بما فيها عشبة الليمون- شوندرة صينية (Schisandra chinensis).
ووفقا للأطباء، يدرك الشخص بصورة غريزية التقلبات في المجال المغناطيسي للأرض، لأنها تهدد حياته، وتسبب زيادة هرمونات التوتر – الكورتيزول والأدرينالين، ما يؤدي إلى تشنج الأوعية الدموية وارتفاع مستوى ضغط الدم.
وينصح الأطباء الأشخاص الذين لا يتحملون تقلبات الضغط الجوي في أيام العواصف المغناطيسية بالحصول على قسط كاف من الراحة والنوم، وتجنب القيام بنشاط بدني مكثف وممارسة الرياضة ورحلات التسوق المتعبة، وبتناول المسكنات والمهدئات لتفادي هذه الحالة مستقبلا.
ويعتبر الصداع الشديد أكثر العلامات وضوحا لتأثير العواصف المغناطيسية على جسم الإنسان، ليتسبب في النهاية بصداع نصفي وأرق وحالة من الغثيان.