إيلون ماسك يهاجم تطبيق واتساب.. ما صحة تصريحاته؟ وهل من قطبة مخفية؟
أثار تصريح مالك منصة إكس إيلون ماسك بخصوص تطبيق الواتساب جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وبين المستخدمين.
شن ماسك هجوماً على واتساب من خلال منشور على إكس، قال فيه إن” واتساب يقوم بنسخ البيانات الخاصة بك كل ليلة”. وأضاف: لا يزال بعض الناس يعتقدون أنه آمن.
WhatsApp exports your user data every night.
Some people still think it is secure. https://t.co/LxDs7t7HSv
— Elon Musk (@elonmusk) May 25, 2024
فما القلق الذي يجب أن يشعر به مستخدمو التطبيق البالغ عددهم 2 مليار شخص في الوقت الحالي، وما مدى صحة تصريح ماسك؟
رأى الخبير في أمن المعلومات بلال أسعد أنه من الممكن أن يكون تصريح إيلون ماسك صحيح، مشيراً إلى أن استخدام بعض المعلومات والبيانات الخاصة بالمستخدمين لغرض الإعلانات، والتجسس، والملاحقات، ومن أجل دعم بعض الحكومات، أو تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي عل سبيل المثال هو أمر ممكن.
وأوضح في حديث خاص لـ”أخبار الآن” أن استخدام الشركة للبيانات لأغراض التجسس أو غيرها لا تكون مذكورة في شروط الاستخدام لكن، النقاط المذكورة غالباً ما تكون متعلقة بالتسويق، وتطوير الإعلانات المخصصة للشخص.
من جهته، أشار الخبير في أمن وتكنولوجيا المعلومات أحمد طارق أن موافقة المستخدم على الأذونات التي ترسلها التطبيقات يعني أن ميكروفون الهاتف مفتوح وكذلك الكاميرا، والموقع.
وقال لـ”أخبار الآن”: “طالما برامج التواصل وغيرها موجودة على هواتفنا، فنحن مراقبون 24 ساعة وبنسبة 100%”.
في المقابل، اعتبر أسعد أن التأكد مما إذا كانت الدردشات على واتساب هي فعلاً end to end encrypted، أي مشفرة، هو سؤال يستحق البحث والتعمق من أجل معرفة ماذا تخفي الشركة وراء التقنيات التي تستخدمها.
وفي هذا السياق، كانت مجلة فوربس قد أوضحت أن البيانات الوصفية للمشترك – أي من اتصل بمن ومتى وأين أرسل الرسائ، هي بيانات غير مشفرة ويمكن التقاطها وتخزينها بواسطة النظام الأساسي. وأكّدت أنه يمكن مراقبتها على مستوى الشبكة من قبل الحكومات أو شركات الاتصالات التي لديها حق الوصول الصحيح.
وقال أسعد لـ”أخبار الآن”: الجزم أو التأكيد ما إذا كانت واتساب تطلع على مضمون بيانات المستخدمين، أمرٌ يحتاج إلى دراسة معمقة، وبالتالي البحث عن طريقة جميع الواتساب للبيانات، وما إلى هنالك.
وشدد على أن إمكانية أن يحصل تطبيق واتساب على بعض المعلومات من خلال برنامجه هو أمر ممكن جداً وسهل الوصول إليه، خاصة إذا تم تحديد المنطقة التي يتم التركيز عليها.
وأشار أسعد إلى أن هناك الملايين من البشر الذين يستخدمون التطبيق، لذا يستحيل أن تتم مراقبتهم جميعاً، مؤكداً أن الأشخاص العاديين لا يُستفاد من معلوماتهم الخاصة، خلافاً للرموز البارزة والمشاهير والسياسيين.
ورداً على سؤال عما إذا كانت تصريحات إيلون ماسك تفيد المناكفة لا سيما بوجود منافسة بين شركتي ميتا وإكس، قال أسعد: تصريحات ماسك عادة ما يكون لها وجهات أخرى بغض النظر عن مسألتي الخصوصية وحماية المستخدم.
وبحسب الخبير في أمن المعلومات، فإن تصريحات ماسك تنم عن أمرين مهمين، أولاً خدمة مصالحه الخاصة للاستفادة سواء لجهة العمل أو الثروة المالية، ثانياً اشباع رغبات الجهات التي يقوم بتمويلها، ومساعدتها سواء كانت حكومات أو شخصيات.
ولفت إلى أن ماسك تحدث قبل فترة عن تطبيق signal على أنه بديل للواتساب، مفسّراً هجوم الميلياردير الأمريكي على واتساب بأنه ترويج أو دعاية للتطبيق الذي يقوم بتمويله وهو signal مثلا.
عراك تكنولوجي
رأى الخبير طارق أننا نشهد عراكاً تكنولوجيًا بين إيلون ماسك وخصومه.
ووصف طارق مدير إكس بأنه شخصية تجارية جدًا، وقال: لديه عداء تكنولوجي من الجانب التقني للشركات الأخرى خصوصاً لشركة ميتا.
كيف تحمي نفسك؟
تحدّث أسعد لـ”أخبار الآن” عن خطوات تساعد المستخدم على حماية نفسه وبياناته من مخاطر الانترنت بشكل كامل، وليس الواتساب على وجه الخصوص.
وقال إن الخطوة الأولى تكمن في تقنين استخدام هذه البرامج والتقليل من الإفصاح عن معلومات شخصية. وذلك عبر الاستخدام “الوهمي للبرامج”، كأن ينشئ الفرد حساباً على انستغرام دون ذكر اسمه الكامل والفعلي ومن دون نشر الصور، وبهذه الطريقة يكون مطلعاً على الأخبار والأحداث في العالم من دون تعريض بياناته لخطر النسخ أو غيرها.
وأكّد أن الخطوة الثانية والأفضل هي التقليل من الانخراط داخل هذه البرامج، والابتعاد قدر المستطاع عن برامج التواصل الاجتماعي، متحدثاً عن وجود برامج دردشة محمية مثل تلغرام.