الحوثيون يعملون على طمس الهوية التعليمية في اليمن
تزامنا مع الأسبوع الذي يحيي فيه العالم اليوم العالمي للتعليم في الرابع والعشرين من يناير كل عام، خرجت إحصائيات جديدة تشير إلى إصابة 107 من الطلبة اليمنيين جراء انفجار الألغام المموهة التي زرعتها الميليشيات الحوثية في مدارس عدة في محافظة تعز، جنوبي غرب اليمن، على غرار مدرسة الشعب في منطقة عكاد التابعة لمديرية جبل حبشي.
لم تتوقف انتهاكات هذه المليشيات إلى هذا الحد إنما أغلقت الكثير من الأقسام والفروع التعليمية خاصة في جامعتي صنعاء وذمار، تقول آمال سعيد، طالبة يمنية، لبرنامج “تيلي ثيرابي” إنها لم تستطع استكمال دراستها في قسم اللغة الفرنسية بجامعة صنعاء بعد إغلاق القسم في الجامعة من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية وفرض رسوم باهظة للأقسام الأخرى، وتضيف آمال في تقرير، مراسلة البرنامج عبير عبد الله من تعز، “لقد شعرت بالاحباط بعد إغلاق قسم اللغة الفرنسية في جامعة صنعاء، فقد خسرت ثلاث سنوات ونصف من عمري، بالإضافة إلى خسارة الأموال، خاصة أنه لا يوجد قسم خاص باللغة الفرنسية في جامعة تعز.”
بعد سنتين ونصف استطاعت آمال من استكمال دراستها ولكن ليس بنفس الاختصاص إنما درست تخصص سكرتاريا من أجل تأمين وظيفة للمستقبل.
في كل مرة تمارس الميليشيات الحوثية سياسية التجهيل بحق طلاب الجامعات ليصبح التعليم في اليمن أشبه بالحلم بعد الانتهاكات المستمرة والتي تتزايد بشكل مستمر عاما بعد عام، أقدمت على رفع رسوم الدراسات العليا في كلية الطب البشري بجامعة ذمار إلى 27 ألف دولار أميركي خلال الدراسة الأعوام الستة كما أنها اشترطت أن يتم دفع الرسوم كاملة دفعة واحدة لدى تقدمه للتسجيل في الكلية وهو الأمر الذي حرم آلاف الطلاب والطالبات من الالتحاق بمقاعد الدراسة الجامعية، وكأن تلك الجامعات أصبحت بالنسبة للمليشيا الحوثي كـ”شركات استثمارية” تحقق من خلالها عائدا ماليا كبيرا تغطي من خلاله نفقات الحرب على الشعب اليمني.
يقول الدكتور منصور القدسي، رئيس قسم الإعلام في جامعة تعز، لبرنامج “تيلي ثيرابي” إن جامعة تعز استقبلت الكثير من الطلاب الفارين من جامعات مناطق سيطرة مليشيا الحوثيين بسبب تعرضهم للكثير من الانتهاكات، إذ يخوض الإنقلابيون حرباً موازية بعيداً عن جبهات القتال، تتمثل في تعديلات كبيرة في المناهج التعليمية وإجراء تغييرات جذرية في جوهر العملية التعليمية ونظامها ومحاولة طمس الهوية اليمنية وتدمير التعليم.