لماذا ارتبط ترحيل اللاجئين السوريين بالانتخابات التي تجري في تركيا؟
تحوّل ملف اللاجئين السوريين إلى مادة دسمة في الانتخابات التركية، في ظل الخشية من قرار محتمل لترحيلهم في حال فوز المعارضة!.
في هذا السياق قالت الإعلاميّة السوريّة ميرنا محمد المقيمة في دبي، لبرنامج تلي Thérapie، إن الإنتخابات التركية وُصفت بالانتخابات التاريخيّة بسبب تقارب النسب بين الرئيس أوردغان وكليجدار.
وأضافت “تقلب مصير اللاجئين السوريين الذي يفوق عددههم الملايين الذين نزحوا منذ عشر سنوات وأكثر، بسبب ما حصل في سوريا بشكل عام، وأكيد سوف يؤثر هذا الموضوع على السوريين بشكل مباشر، الكثير من اللقاءات معهم تحدثوا فيها عن مخاوفهم”
وأشارت ميرنا، إلى أنه “إذا أردنا أن نبتعد قليلا عن السياسة وأن نتحدث عن الجانب الاجتماعي، اليوم هؤلاء العائلات أصبحت لديهم الكثير من الأولاد الذين حتى انهم لا يتحدثون اللغة العربيّة بطلاقة بسبب أنهم نشأوا منذ سنوات عديدة من الثانية التي رأوا فيها الضوء في تركيا، ويتكلمون التركيّة، ويعرفون المناطق التركيّة، اليوم إذاعادوا بغض النظر بأنه ليس هناك بيئة مناسبة أو أرضيّة مناسبة لاستقبال السوريين، إن كانوا لاجئين سوريين من تركيا أو من لبنان، واليوم ليس هناك بيئة مناسبة لهم، لا يستطيعون دخول المدارس، ويجب أن يبحثوا عن عمل جديد”.
من جهة أخرى، قالت الصحفيّة السورية كريمة السعيد المقيمة في تركيا، بالنسبة لملف السوريين كان خلال الفترة التي سبقت عملية الاقتراع محط استقطاب للدعايات الانتخابية لأحزاب المعارضة، وحتى اليوم يقول المرشح الثالث الذي خرج من انتخابات الجولة الأولى، انه حتى يوافق أن يمنح دعمه لأحد المرشحين: الرئيس أوردوغان أو كليجدار يجب أن يتعهد هذا المرشح بترحيل ثلاث عشرة مليون سوري أو بالأحرى ثلاثة عشرة مليون، وحقيقة هذا رقم لا يُعرف بالضبط إن كانت تركيا بالفعل تؤوي ثلاثة عشرة مليون لاجئ من مختلف الجنسيّات.
وأضافت أن “هذا الملف بالأساس ورقة انتخابيّة ومحل استقطاب لأحزاب المعارضة، وهناك تخوّف من قبل اللاجئين السوريين على وجه الخصوص، لأن تنامي خِطاب الكَراهيّة في المرحلة السابقة يستهدف اللاجئين السوريين تحديدا وليس بالقدر نفسه على باقي اللاجئين، مثل العراقيين أو المصريين أو الأفغان! تحديدا السوريين ربما بسبب العدد الأكبر أو بحكم الجوار، فالسوريون هم أكثر المُترقبين لنتائج الإنتخابات، وهناك رسالة تطمين يمكن أن يسمعها كل سوري قلق في تركيا الآن.
وأكدت كريمة السعيد أن ملف اللاجئين مرتبط بمعاهدات دوليّة وقعتها تركيا مع الإتحاد الأوروبي وبلدان اللجوء، وليست بطبيعة الحال قرار خاص بتركيا فهو قرار يحوي أطراف أخرى كالاتحاد الأوروبي وجميع الداعمين لبقاء السوريين في تركيا، أو في حال إعادة توطينهم أو اعادتهم إلى سوريا في حال تغيّرت الأوضاع السياسيّة، الإعادة الطوعيّة، فلذلك هو موضوع قلق، لكن ليس هناك داعي، لأن الجهة القوميّة الدوليّة تحمي وجود اللاجئ هنا، ومن ناحية أخرى لا يزال احتمال فوز المعارضة بعيدا جدا ويحتاج إلى معجزة حتى ينجح حزب المعارضة.
الصحفي السوري حسن محفوظ المقيم في تركيا، قال إنه في ظل الاستقطاب السياسي بين معظم التيارات والأحزاب التركية، كان موضوع اللاجئين السوريين نقطة ارتكزت عليها المعارضة التركيّة في مواجهة تحالف الحزب الحاكم الذي سمح وساعد في دخول اللاجئين السوريين، واللاجئين بشكل عام إلى أراضي الدولة التركيّة، وهذا الأمر اتخذ كموقف معاكس من قبل المعارضة والعمل على هذه النقطة خلال السنوات الطويلة.
الصحفي السوري حسن محفوظ أشار إلى أن هذا الأمر أدى إلى أن نقطة اللاجئين السوريين تتحوّل إلى قضيّة مركزيّة بعيدا عن النقاط الأكثر أهميّة بالنسبة للشعب التركي سواء من الناحية الاقتصاديّة أو الإجتماعيّة، أو النقاط الأخرى الخاصة في المواطن التركي.
وأضاف أن قضية اللاجئين السوريين قضية شبه مركزيّة في بيانات الأحزاب والتكتلات الحزبيّة التركيّة ما قبل الانتخابات باعتبار أن كل طرف له رؤية خاصة في التعامل مع قضية اللاجئين السوريين وهذا الأمر مؤسف أن تتحوّل هذه النقطة إلى نقطة سياسيّة بينما هي في الأساس يجب أن تكون نقطة إنسانيّة قانونيّة ويتعامل معها ضمن القانون، وليس ضمن السياسة، هذا ما يفترض أن يتم التعامل معه.