الأمم المتحدة تدق ناقوس خطر الجوع في السودان والمناطق المجاورة
- مأساة إنسانيّة بدار أيتام في السودان ووفاة عشرات الرضع والأطفال بسبب الجوع
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من أن استمرار العنف في السودان سيؤدي إلى زيادة عدد الجوعى
- هل وصل الوضع الإنساني في السودان الى نقطة الانهيار؟
- كيف يمكن حل هذه الأزمة التي تأثر بها الملايين؟
الجوع، هو وجه آخر لأزمة تتمدد في السودان، وقد يطول أمدها، في بلد كانت تتميّز فيه الإحتياجات الإنسانيّة قبل اندلاع الحرب، بأعلى مستوياتها!
عن هذه الأزمة التي يمر بها السودان، ومن أرض الواقع، أعرب صانع المحتوى بن حويل لبرنامج تلي Thérapie، عن أسفه لما تمر به بلاده في هذه الأيام، وترحم على جميع شهداء بلاده، مشيرا إلى أنه رأى بأم عينيه الجثث المتراكمة على الشوارع.
وأضاف، أن “أغلب المحلات التجاريّة مغلقة في العاصمة الخرطوم، ويصعب الوصول إليها أيضا، ويصعب وصول الإغاثات إلى العاصمة، وإلى الآن تصل الإغاثات إلى الولايات المجاورة للخرطوم، ولكن الجوع في الخرطوم تحديدا أو في السودان بشكل عام يتفاقم وأصبح في خطر كبير جدا”.
بن حويل لفت إلى أن هناك أسر كبيرة استطاعت الخروج، ولكن هناك أسر أكبر لم تستطع الخروج بسبب ظروف اجتماعيّة، ومنهم من يتمسك بمنزله ولا يريد الخروج من منزله، لكي يتمتعوا بأبسط مقوّمات الحياة.
وعن مدى تعزيز العمل الإنساني في ظل هذه الظروف الضاغطة، وكي لا تتحوّل إلى كوارث إجتماعيّة، قال بن حويل إن هناك حقيقة كارثة، وكي لا تتفاقم هذه الكارثة بشكل أكبر، يتضاعف العمل الإنساني من خلال الشباب المتطوّعة اليوم، الذين يسعون إلى تخفيف هذه الآلام، ولكنه يتوقع بأنه اذا تكاتف الجميع لتخفيف الأزمة، ولكنه لا يستطيع أن يتنبأ بأي شيء ما لم يتم وقف إطلاق النار فورا، خصوصا أن العمل الإنساني يحتاج إلى ممرّات آمنة.
يضيف بن حويل “العمل الإنساني يحتاج إلى تأمين إما للأرواح أوللإغاثات من القوافل لتأمينها من النهب، كما نعلم بأن أغلب المحلات التجاريّة والبيوت ولا يقل عن ثلاثمائة منزل في الخرطوم، تعرّضوا إلى النهب والسرقة بالكامل، لكن نحتاج إلى تأمين ممرّات آمنة وإغاثات سريعة، هناك كميات كبيرة من الطائرات التي وصلت إلى السودان، ولكن كيفيّة دخولها إلى الخرطوم يحتاج إلى تنسيق أكبر بين المنظمات الدوليّة والمنظمات المحليّة والشباب المتطوّع والسلطات السودانيّة بشكل عام”.
وأضاف بن حويل أنه يتمنى تسهيل الطريق لهم كصناع محتوى كي يستطيعوا توثيق الأوضاع بشكل واقعي بدون أي انحياز سياسي أو عسكري لأنهم مواطنون لا ينتمون إلى أي انتماءات حزبية عسكريّة، وما يهمهم فقط هو مصلحة الوطن في بداية الأمر، وما يهمهم هو بقاء الأرواح على قيد الحياة في الوقت الراهن، إلى أن تتم مرحلة التطوير وإنقاذ سكان الخرطوم.
أما عن حملة “على النوتة” فقد شرح لنا أنها مبادرة من بعض الشباب، بأن يذهبوا إلى أصحاب الدكاكين ويقومون بفتح سجل دين، حتى يستطيع الناس الحصول على مواد تموينيّة تنقذ حياتهم في الوقت الراهن، إلى أن تتحسن الأوضاع فيما بعد يتم سداد هذه الديون.
من جهة أخرى قال الصحفي كمبال عبد الواحد أحمد، بأن أزمة الجوع عبارة عن تداعيات للحرب وأن الحروب دائما تلقي بظلالها على الجانب الإنساني بشكل كبير جدا، مضيفا أن اندلاع الاشتباكات تسببت في انقطاع الإمداد الغذائي تلقائيا بسبب انقطاع طرق المواصلات والطيران وكل المداخل التي تدخل منها المواد الغذائية للدولة، ما ترتب عنه نقص وشح في المواد الغذائية داخل المحلات التجارية وشح في أساسيّات الحياة مثل: الدقيق والزيوت والسكر وحتى غاز الطبخ..
وأكد أن كل هذا أثّر بشكل رئيسي ومباشر على أزمة الغذاء في الدولة، بالإضافة إلى حالة الهجرة القصريّة، فحوالي أربعين في المائة إلى خمسين في المائة، من سكان ولاية الخرطوم أو سكان المدينة أو العاصمة القوميّة نزحوا بصورة مباشرة نحو المدن والولايات القريبة، وهذا ألقى بظلاله، وليس هناك شيء واضح للعيان، لكن بشكل واضح سوف تكون هناك آثار خطيرة على المدى القريب، كما يشير الصحفي كمبال عبد الواحد أحمد.
من أرض الواقع أيضا بالسودان، أشار الصحفي تاج الدين هجو مراسل أخبار الآن، إلى تصريحات من أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن دخول السودان من المرحلة الرابعة إلى المرحلة الخامسة وهي المرحلة الأخيرة، ولكن بشكل عام تواصلنا مع منظمة الدفاع حول العالم، وقامت بمدنا بآخر الأرقام والتقارير، وبأن هناك عدد كبير من السودانيين، ما يقارب سبعة مائة سوداني يواجهون الآن خطر الجوع في السودان، باعتبار أيضا، أنه هناك أكثر من ثلاثة عشرة مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانيّة وغذائية، بحسب تقارير من منظمة الدفاع حول العالم.
أما عن حجم المساعدات والاغاثات التي وصلت السودان من خلال ميناء ومطار بورتسودان، فهنالك ما يقارب عن ألف ومائتين طن من المساعدات وصلت إلى مطار بورتسودان من دول مختلفة، بينها السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، والبحرين والكويت وعمان، والهند وجمهورية مصر العربيّة.
وفيما يتعلق بتسليم هذه الإغاثات، حتى الآن تم تسليم هذه الإغاثات إلى ولاية الجزيرة وخور السودان والولاية الشماليّة، فيما تبقت تسعة ولايات حتى هذه اللحظة لم تصلها المساعدات الإنسانيّة والإغاثيّة.
أضاف الصحفي تاج الدين هجو، أن الولايات التي لم تصلها إلى حد الآن المساعدات هي: ولايات دارفور الخمس وولايات كردفان، وولاية سنار وولاية النيل الأبيض، جميع هذه المساعدات لم تصلهم حتى هذه اللحظة، ولكن هناك أكثر من ثلاثة عشرة مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية وغذائية.
أما عن تعرض أطفال في دار أيتام “المايقوما” دار رعاية الطفل اليتيم، لسوء تغذية حاد وجفاف بسبب عدم وجود كاف من الموظفين لرعايته، فيما توفي أطفال حديثي الولادة بعد إصابتهم بحمى شديدة، كشف مراسل أخبار الآن تاج الدين هجو، أن هناك مئتين وخمسين طفلا داخل هذه الدار، توفي منهم تقريبا خمسين طفل، نتيجة سوء الأوضاع وانقطاع التيار الكهربائي لأيام طويلة، وصعوبة الوصول إلى هذه الدار والتواصل مع الأطفال.
وبحسب مصادره المطلعة، قال إن هناك مائتين طفل على قيد الحياة سيتم نقلهم إلى البحر الأحمر خور السودان، المدينة الثانية بعد الخرطوم بالتنسيق مع الصليب الأحمر لاحتواء هؤلاء الأطفال.