تلي Thérapie يتابع آخر التطورات في جربة
أعلنت وكالة الأنباء الرسميّة في تونس في الساعات الماضية أن رجل أمنٍ ثالث توفي متأثرا بجراحه بعد هجوم على محيط كنيس يهودي بمدينة جربة جنوبي البلاد، ليرتفع بذلك عدد قتلى الهجوم إلى 6 بينهم 3 من رجال الأمن.
في غضون ذلك ينتظر التونسيون توضيحات بشأن اعتداء جربة وملابساته بينما تستمر رسائل دعم أسس التعايش المشترك في تونس معتبرين ان ما جرى هو جريمة بحق تونس.
في حلقة خاصة من برنامج تلي Thérapie تابعنا آخر التطوّرات في جربة لتقف على آخر الأوضاع ولا سيما بعد أن أعاد ما جرى في الغريبة للأذهان موضوع الإرهاب.
أوضح الإمام حسن الشلغومي رئيس منتدى أئمة فرنسا أن جزيرة جربة هي جزيرة سلام وتسامح وأحلام وكذلك التعايش الموجود فيها، وما يقارب من 1500 تونسي من الديانة اليهودية، يعيشون بين ما يقارب 150 ألف تونسي من ديانات مسلمة أغلبهم ومسيحيين أيضا، وهذا المثل والنموذج لا يوجد في العالم العربي والعالم الإسلامي، وخاصة أنهم يعيشون مع بعض في نفس الحي لهم معابدهم وكذلك معبد الغريبة الذي يزوره كما تعلمون سنويا الآلاف والآلاف.
يضيف الإمام الشلغومي “أن أول معبد لليهود في افريقيا كلها هو موجود في جربة في تونس وأول مسجد وجامع لأفريقيا كلها هو جامع القيروان المسجد الكبير مسجد عقبة ابن نافع وحتى أول جامعة إسلامية جامعة الزيتونة، كذلك التاريخ القرطاجي التاريخ المسيحي في قرطاج، فتونس عربت معبر الحضارات، حوار الحضارات من اصول من اسبانيا كذلك بربر من اصول عرب من العالم اجمع، جغرافية تونس ومكانة تونس بين اوروبا وبين افريقيا أكيد جدا العالم يريد مثل حي وتونس هي مثل حي وخاصة جزيرة جربة بوجود جميع الديانات المسيحية اليهودية والمسلمين”.
وأضاف بأنه يذكر في تلك الليلة التي حصل فيها الهجوم على معبد الغريبة سمع امرأة تبكي وتقول يا سيدي الإمام أنهم يقتلوننا، بالطبع فهذه الحادثة خلقت جوا من الخوف لدى البعض لكن في نفس الوقت، إذا نحن نخاف فنحن نفعل ما يريده الإرهابيون، ما يريدون أعداء السلام، ما يريدون أعداء السلام والوطن، ما يريدون الإطار الإسلامي السياسي مثل الإخوان والتكفير وغيرهم …
وقال الإمام حسن الشلغومي بأنهم “لا يخافون، وسوف يستمرون ويأخذوا بالأسباب ويعززوا التكاتف الإجتماعي”، مشيرا إلى أنه يجب أخذ بمثل دولة الإمارات العربية المتحدة في التعايش والتسامح، حيث يجب على العالم أن يقتدي بها.
من جهة أخرى قال مهير حداد رئيس الجمعية اليهودية في جزيرة جربة،”إن اليهود والمسلمين في جزيرة جربة التونسية، يتعايشون كأخوة في الحياة العمليّة والإجتماعية، في منطقتهم السكنية تجد منزل لعائلة يهودية وحذوه منزل لعائلة مسلمة، وكذك بالنسبة للعمل، فهناك متجر يهودي ومتجر مسلم، ويستحقون بعض في كل شيء، اذا ينقصه مواد في متجره يأتي يأخذها من عنده وهو يقوم بنفس الشيء! ها هو التعايش اليومي، وفي الأفراح نقوم بزيارة بعضنا البعض وفي المآتم أيضا، يعني حياتنا عادية بيننا ولا يوجد تفرقة بيننا”.
أضاف مهير أن “زيارة الغريبة تقام مرة في السنة تأتي بعد 33 يوما من بعد عيد الفصح، عيد الفطيرة كما نقول، وهي ذكرى لولي صالح تقام في الغريبة ويأتيها الزوّار من كافة أنحاء العالم وكذلك العرب ايضا يأتون للزيارة ويدعون، والذي لديه وعدة أو يريد أن يتزوج يأتي ويقوم بهذه الوعدة في معبد الغريبة، وتقام طقوس دينية في الغريبة، واحتفالات وأكل وشرب وغناء والكثير من الأشياء”.
السيد مهير حداد أكد أن “الأمن التونسي قام بواجبه كما يجب، يحفظ الزوّار سواء من مسلمين أو يهود فلا يوجد اختلاف، وأيضا يقوم الأمن التونسي بواجبه في الحارة الكبيرة جربة أين نسكن، ويسكن أغلبية اليهود، والأمن التونسي يقوم بواجبه لأن جربة لا يوجد فيها فقط معبد الغريبة فيها العديد من المعابد اليهودية تقام فيها الطقوس الدينية طيلة السنة محمية من عند الأمن التونسي والسلطات لدينا الحرية الكاملة في اقامة الطقوس الدينية طيلة السنة”.
كما ترحم مهير حداد رئيس الجمعية اليهوديّة على أعوان الأمن الذي سقطوا في هذه العملية الجبانة واثنين من زوار الغريبة ومنهم حداد، وشدد على أنهم
مقيمين في تونس وليس هناك ما يخيفهم كيهود ومسلمين، مضيفا أن زيارة الغريبة هي رسالة إلى العالم عن التآخي والتسامح بين اليهود، والمسلمين، ورسالة إلى للعالم لتنمية السياحة التونسية والاقتصاد التونسي وأن هذه الحادثة الفريدة من نوعها لا تؤثر عليهم.
أيضا قال الفنان التونسي ربيع التكالي إن تونس هي ارض استقبال وأرض تسامح، وجزيرة جربة هي النقطة المضيئة في تونس لأنه يتعايش فيها أطياف وأديان مختلفة، وهذا شيء تمتاز به جزيرة جربة، يوجد فيها اليهود التونسيين ومعبد الغريبة وهو مكان يؤدون فيه صلواتهم وفيه قصة جميلة جدا، فلا يمكن أن تكون تونس إلا بلد يقبل الاختلافات والألوان، فتونس بلد استقبال لجميع الناس.
اما بالنسبة للهجوم الذي وقع على كنيس الغريبة فقال التكالي، إنه هجوم من فطريات وفقاع، وبحسب رأيه الشخصي فهذه الِأشياء سهل إزالتها من البال لأن لا أحد يعرف هؤلاء الأشخاص، فهم اناس غرباء، حيث تعشق تونس التسامح والمعايشة والتجاور.
أما كدوره كفنان قال ربيع التكالي بأنه بصدد تحضير فيلم مع فريق عمله يحكي عن مرحلة معينة قبل أن يهاجر اليهود إلى فرنسا وإيطاليا.