الشاب مات عطشًا في منطقة صحراوية شمالي السودان
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان والعالم العربي مقطع فيديو، حيث ظهر الشاب في المقطع الذي صوره بهاتفه ، محاطا بالكثبان الرملية القاحلة.
وبيّن المقطع حالة الشاب، حيث بدت عليه آثار الإعياء والإجهاد جراء العطش، موجها رسالة مؤثرة لمعارفه وزوجته قائلا: “يا إخوانا مكتوبة ومقدرة والحمدالله على كل حال وهذا ما أراده الله..ما أردنا هكذا..وهذا ما أرداه الله..لم نخطط له”.
وأظهرت التعليقات حزناً شديداً على الشاب “عبدالرحمن السيد”، حيث أثنى العديد من الناشطين على صبره وقوته وثباته في مواجهة الموت.
مثل “الضاري” الذي كتب: ” لا اله إلا الله، لقد كان يحمل يقيناً عظيماً بداخله، ان رسالته ستصل للجميع، يقين ينبع من ثقة ومصدر قوة عظيم يهمس بداخله.”
وفي تغريدة أخرى كتبت “مايا رحال”: ” رحمه الله وسقاه من حوض الكوثر..مدرسة كبيرة وقوة في الإيمان تشبه الجبال والإستسلام بقضاء الله وقدره.
وأضافت “مايا” في تغريدتها متسائلة: ” ولكن لماذا لم يستفيد من وجود الهاتف معه ويبلغ الشرطة ويحدد موقعه..ولماذا المسافر في الصحراء القاحله لاياخذ إحتياطاته من الماء والغذاء حتى لاتتكرر تلك الحوادث المأساوية والمؤلمة”.
ولم تكن المغردة “مايا رحال” الوحيدة التي كانت لديها هذه التساؤلات حول امكانية استعمال الهاتف في مثل هذه الظروف، فـهذه الصفحة كتبت: “انا اعتقد هذا انتحار لا نسمي هذا مات بسبب العطش في الوقت الذي يسجل فيه الفيديو لو اتصل على اي واحد كان يساعده وحتى لو اتصل للاسعاف لانقاذه لكنه اختار طريق الموت الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته”.
وللإجابة عن كل هذه التساءلات جاء الرد من مغرّد يدعى ” هاشم” فقد كتب: ” الله يرحمه ويغفر له ، هذه الأماكن لا يكون بها أبراج شبكة هواتف وتكون خدمة الاتصال معدومة لأن تكلفة بناء الشبكات تكون في الاماكن المأهولة بالسكان.”
ومن جهة أخرى أضاف “أحمد كمال” : ” ربما مفيش تغطيه للشبكه للتواصل،ولكن كيف عثرو علي الهاتف ولم يبين اين مكانه علي الخريطه !!!!
الله يرحمه ولكن هذا انتحار يا زول لانك عارف انك طالع في صحراء والمفروض تاخد الحذر وتعمل حسابك في ماء وأكل وبنزين يكفوك لشهر .
المغرّد خالد من جهته استغل هذه الواقعة لتوجيه رسالة وحكمة استخلصها من تجربة الرجل فقد قال : ” الله يرحمة ويغفر له ويسكنة فسيح جناتة .
وهذي رسالة لكل من يمشي في الصحراء . لابد من اخذ كمية كبيرة من الماء تكفية لأيام . الانسان لايضمن الظروف ممكن أن تتعطل السيارة لأي سبب .
لا تلقوا بيأيديكم الي التهلكة .”
وفي نصيحة أخرى للمحافظة على المياه قال: ” عمر: ” رحمه الله تعالى وتقبله شهيدا، الماء نعمة من نعم الله تعالى علينا ، نجد كثيرا من الناس يسرفون في استخدام الماء غير مبالين ، نسأل الله تعالى أن يديمه علينا وعلى أمتنا”.