أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
اصعب مواجهة على الإطلاق خاضتها لاعبة المصارعة العراقية علياء حسين كانت إقناعَ أُسرتها بالسماحِ للفتيات بلعبِ المُصارعة. وعلياء تبلغ من العمر ستة وعشرين عاما وهي طالبةُ وتمارسُ رياضة ركوب الدراجات وتلعبُ كرة السلة، لكن عندما أبلغت أسرتها برغبتِها في لعبِ المصارعة رُفض طلبها , إلا أنها أصرت على اقناعِ اهلها وتحقيقِ رغبتها.
وقالت علياء حسين لتلفزيون رويترز “أني واحدة من الناس تعرضت لإهانة وضرب بالبيت، بس تحديتهم، خليتهم أمام خيارين، يا إما هاي، يا إما هاي، بس من شافوني جبت (حققت) نتيجة تقبلوا الفكرة، يعني رضوا بالأمر الواقع والحمد لله. بدأوا يشجعونني بعد النتيجة اللي جبتها”.
وعلى الأرضية الزرقاء لحلبة ملعب نادي الرافدين في مدينة الديوانية التي تقع على بعد نحو 180 كيلو مترا جنوبي بغداد، تتدرب علياء ثلاث مرات في الأسبوع مع 30 مصارعة أخرى، لا يزال بعضهن يضعن الحجاب. وعندما يقترب موعد بطولة كبيرة يتدربن يوميا.
وفي سبتمبر أيلول أحرزت علياء ميدالية فضية في وزن 75 كيلوجراما في بطولة إقليمية بلبنان وميدالية ذهبية في بطولة محلية ببغداد. وقالت “اللعبة حسيتها تعبر عن نفسي. أريد أثبت للمجتمع أنه اللعبة، المصارعة مو فقط للرجال، إنه المرأة العراقية تقدر تلعب مصارعة، تقدر تفوز، وتقدر تتغلب عليها”.
وهذه هي ثاني محاولة يقوم بها الاتحاد العراقي للمصارعة لنشر المصارعة النسائية. وجاءت هذه المرة من خلال التهديد بحظره من الهيئة العالمية للرياضة إذا لم يفعل ذلك. وانتهت المحاولة الأولى عندما تم حل النادي في الديوانية في 2012 بعد شكاوى من المجتمع المحلي مفادها أن ممارسة النساء لهذه الرياضة تمثل تحديا للتقاليد والثقافة المحلية.
وقال متحدث باسم الاتحاد العراقي للمصارعة إنه نجح في ضم 70 مصارعة يتدربن في 15 ناديا بأنحاء العراق. ويحق لكل منهن 100 ألف دينار عراقي (84 دولارا) شهريا، لكن ذلك توقف في الأشهر الثلاثة الأخيرة نظرا لاستثمار الاتحاد المال في حلبة جديدة للمصارعة ببغداد.
وقالت المصارعة دعاء عبد الحسن شعلان “هي الألعاب كلها حلوة وشيء حلو المصارعة، شيء قوي يدعم البنية. بالعكس شيء حلو البنية تلعب مصارعة مو بس الولد. البنية هم لها حق تلعب رياضة وأي لعبة تختارها مو إلا المصارعة، مو تحديد يعني المصارعة”.
وعلى الرغم من العرض المالي لا يزال ضم الفتيات للفريق أمرا عسيرا. والمدربة ومشرفة النشاط الرياضي المدرسي نهاية ظاهر محسن (50 عاما)، هي القوة الدافعة وراء الفريق الذي يزدهر في الديوانية والذي بدأ عام 2016.
إنها تقود الفريق في ممارسة اللعبة والتدريب كما تقوم بالمهمة الأصعب وهي إقناع أفراد أُسر الفتيات بترك بناتهم وأخواتهم أو زوجاتهم يمارسن المصارعة.
وقالت نهاية ظاهر محسن “مجتمع عشائري ولعبة المصارعة يعتبروها لعبة ذكوريّة مو لعبة نسائية. فيعني عانينا من هذه الشغلة يعني مثل ما يقول قوة ياللا أقنعت الأهالي بهاي اللعبة، ولكن الحمد لله والشكر استجابوا أني بحكم علاقتي أني ويا أهل اللاعبات فجبت يعني استقطبت مجموعة كبيرة حوالي ٣٠ لاعبة”.
وأضافت “أني واجهت بالذات، أني واجهت تهديد، وصلت واحد من إخوان اللاعبات غيجه (جاء) يتجاوز عليّ ويضربني، بس أني بطريقتي وبأسلوبي هدأته وهدأت الموضوع وانتهت المشكلة. فأنا ألاقي صعوبات هواي، كلش هواي، ما أجيبهم بالهين (بسهولة) وما أردهم بالهين وما حصلت عليهم بالهين”.
إقرأ المزيد
إماراتية تنشر السلام والسعادة بين ضحايا الحرب
بالفيديو شابة تمشي من جديد بفضل زي شبيه بزي الرجل الحديدي