أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ماهر أبولبدة)
تتميز الإذاعة بكونها الوسيلة الأكثر حيوية والأكثر تفاعلاً والأكثر جذباً، إذ أنها تتماشى مع التغيرات السريعة، وتطرح طرقا جديدة للتفاعل والمشاركة.
ففي زمن تعمل فيه مواقع التواصل الاجتماعي على بعثرة الجمهور تتميز الإذاعة بقدرتها الفريدة على توحيد المجتمعات وتعزيز الحوار الإيجابي من أجل إحداث التغيير.
وتحتفل منظمة الأمم المتحدة اليونسكو باليوم العالمي للإذاعة 2018 تحت شعار “الإذاعة والرياضة”، حيث تهدف إلى تعزيز التنوع والسلام والتنمية.
والأذن تعشق قبل العين احيانا .. حين يتحول سحر الصوت الى فرشاة ترسم صورا للبصيرة.. يحرك طاقة العقل ويبث الحياة عبر الأثير .. ومن عبقرية الصوت كان الراديو او الاذاعة .. ذلك الاختراع الذي غير وجه التاريخ .. وصار جزءا من حياة الناس اليومية .. يسمعونها وتسمعهم مهما بعدت المسافات او ضاقت الاماكن.
ولاهمية الاذاعة وتأثيرها يحتفل العالم في 13 من فبراير من كل عام باليوم العالمي للراديو .. ويرجع ذلك الاختيار إلى اليوم الذي بدأ فيه بث أول إذاعة للأمم المتحدة في عام 1946.
في سنة 1909 حصل مخترع الراديو غوليلمو ماركوني على جائزة نوبل في الفيزياء عن اختراعه للراديو، حيث كان هذا الاختراع هو الأساس الذي قامت عليه صناعة الراديو الإذاعي والتليفزيون فيما بعد، وبعد مرور أكثر من 100 عام على أول بث إذاعي، لا يزال الراديو وسيطا إعلاميا مهما في أنحاء العالم كافة. ولم ينحسر دوره أو ينزوي.
فقد بسط الراديو سلطانه، ليس فقط عبر الأثير، بل على الفضاء الافتراضي أيضا، فأصبح بإمكان جماهيره الاستماع إلى مئات المحطات الإذاعية دون حاجة إلى مذياع، عبر الإنترنت، ومن خلال تطبيقات على أجهزة الهواتف الذكية، والأجهزة الإلكترونية المحمولة.
بل أفاد الراديو ذاته من ثورة التكنولوجيا الرقمية إلى حد كبير: إذ جعلت تلك التكنولوجيا أدوات الإذاعة والتسجيل أصغر، وأخف وزنا، وأسرع أداء، وأرخص سعرا.
تتميز الإذاعة بكونها الوسيلة الأكثر حيوية والأكثر تفاعلاً والأكثر جذباً إذا أنها تتماشى مع تغيرات القرن الواحد والعشرين، وتطرح طرقا جديدة للتفاعل والمشاركة.
ففي زمن تعمل فيه مواقع التواصل الاجتماعي على بعثرة الجمهور و وضع حدود له وإدخاله في “الفقاعات الإعلاميّة” حيث يتداول الجميع نفس الأفكار،و الاسلوب تقريبا لتعم الرتابة و الروتين حياتنا اليومية تتميز الإذاعة بقدرتها الفريدة على توحيد المجتمعات وتعزيز الحوار الإيجابي من أجل إحداث التغيير.
ولا تزال محطات الإذاعة في مجملها تحرص على التدقيق في المعلومات التي تقدمها لجماهير المستمعين، وتتحرى الصحة والحقيقة. أما مواقع التواصل الاجتماع – التي يغيب فيها دور المحرر، أو رئيس التحرير، أو المراجع والمدقق – فأصبحت منابر لإثارة العواطف لدى الناس، دون اهتمام بالحقيقة أو الحرص عليها.
و باحتفالنا بهذه الوسيلة الحيوية سنوية دعوة الى الانتباه إلى مكانة هذه الوسيلة الأساسية للإعلام والاتصال في المشهد الإعلامي المحلي والعالمي و تأكيد على الدور الذي تضطلع به الإذاعة من أجل ضمان بقائها واستمرار رسالتها زمن التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال ذلك أن الأذن تظل قبل العين أحيانا موطن العشق ومفتاح الحواس.
إقرأ أيضاً
عشرات الفنانين في مصر يحاربون الإرهاب بالفن التشكيلي
أطفال عراقيون في لبنان .. هكذا يتحلون بالأمل والصبر