أخبار الآن | البقاع – لبنان – (رويترز)
بعد سنوات من نضالها لإيجاد فرصة عمل في لبنان أصبحت اللاجئة السورية وفيقة جروس حاليا مسؤولة في مشروع تطريز حيث تقود 30 امرأة في إخبار الناس بقصة نزوحهن ولجوئهن من خلال تصميم وصنع ملابس تقليدية من التراث السوري.
وتقول وفيقة، وهي أم لطفلين وتُعرف بأم فوزي، إن دخول عالم تصميم الأزياء في لبنان لم يكن سهلا لها ولمثيلاتها .
لكن حياة أُم فوزي انقلبت رأسا على عقب عندما انضمت إلى مشروع (ماستر بيس) منذ عشرة أشهر، حيث تولت تدريب 60 امرأة على الحياكة والتطريز لمدة أربعة أشهر. وبعد ذلك اختيرت 30 امرأة منهن لإطلاق أول خطوط الإنتاج لهن باسم (رُحّل).
وجاءت تسمية رُحّل من الرحلة الشاقة التي قطعها اللاجئون على الطريق، أحيانا سيرا على الأقدام، من قراهم في سوريا وحتى سهل البقاع في شمال لبنان.
وتُسمى كل قطعة ملابس في رُحّل على اسم قرية أو مدينة سورية بعينها كما يُطبع عليها من الخلف اسم المرأة التي صممتها وطرزتها.
ويقول مصمم الأزياء حازم قيس “رُحّل، هي المرأة يا اللي اتنقلت من سوريا، على لبنان سيرا على الأقدام، لأن أغلب النساء هيك صار فيهن، وعبر هيدي الممرات مثلاً، أو الضيع اللي مرقت فيها بسوريا صرنا ناخد إنه هيدي مرقت بهيدا الطريق، طب هيدي القطعة بنسميها مثلاً رقة، أو حلب أو قصير”.
وقالت أم فوزي، المعلمة في مشروع ماستر بيس “أنا هدا المشروع كتير حبيته لأن حسيت بعزة نفس، حسيت بالكرامة، حسيت إنه نحن لنا قيمة. صحيح نحن ما معنا مصاري، بس نحنا من جهدنا بنعمل شيء. لو من شيء صغير عم نعمل شيء كتير كبير. وهذا كتير كان له أثر، الكل اللي عم يشتغلوا معنا بماستر بيس كانوا متعاونين”.
وبدأ المشروع تحت مظلة منظمة سوا اللبنانية غير الحكومية للتنمية والإغاثة ويمول من مجلس اللاجئين الإستوني لمدة عام، ويأمل منظموه أن يستطيع تمويل نفسه ذاتيا بعده.
ويوضح مصمم الأزياء حازم قيس أن المشروع يهدف لتطوير الأفراد وتأمين فرص العمل للاجئين بطريقة تعبر عن هوياتهم في عملهم.
وبينما تصنع اللاجئات السوريات الملابس والزينة ذات الصلة الخاصة بخط رُحّل، يعمل لاجئون رجال في خط لإنتاج أثاث.
وعادة ما تنتج النساء ملابس جاهزة وأشياء تناسب أذواقا متنوعة.
وتقول أُم فوزي “حتى الحالة النفسية، نسينا إنه نحنا برات بلادنا أو غرب، حالتنا النفسية كتير كانت جيدة، أهم من المادة، كتير كنا مبسوطين إنه نحنا عم نعطي، نحنا لنا قيمة، نحنا بنحسن نصنع أي شيء من اللا شيء. يعني أشياء كانت ميتة، أشياء كانت بالحرب مهرية، فيه شغلة أنا كتير تأثرت فيها، إنه نحنا ما كنا حاسين إنه هدا تراث، هيدا كان ملكنا لنا، رحت بدي أجيب الأشياء، صارت تراث، صرت أدور وأبحث لحتى ألاقي الأشياء القديمة لنعّيشها”.
وتوضح أُم فوزي أنها تفضل استخدام القطن الطبيعي والحرير الطبيعي وهي مواد غابت عن مثل هذه التصميمات منذ نحو 50 عاما.
وقالت “عندي مسؤولية كبيرة، بأحس إنه عندي مسؤولية وعندي مو بس مسؤلية، عندي لازم شيء، فيه عندي طاقة أطلعها أكتر وشيء بدي أشتغل أكتر، لحتى الأجيال الجاية تعرف نحنا شو بنشتغل، نحنا شو اشتغلنا، نحنا شو تعلمنا من جداتنا ومن أمهاتنا، نعلم للصبايا. المرأة السورية وقفت بكل جدارة أمام كل الصعوبات. كانت هي أم وأب، أنا معي تلاتين سيدة، الثلاثين تقريباً منهن نسبة عشرين فاقدين أزواجهن”.
وتعمل لاجئة سورية أخرى تدعى وفاء بحماس في خط رُحّل. وبصفتها أما لستة أطفال صغار وجاءت للبنان وحدها مع أطفالها أواخر عام 2016، تقول وفاء إن هذا المشروع قربها من اللاجئين الآخرين وكان مصدر دخل رئيسي لها ولعائلتها فحقق لها سعادة في نفس الوقت.
وأضافت العاملة في مشروع ماستر بيس “نحنا عم نشتغل على شغلات سورية، تراث قديم، وعم نراجع ذكريات قديمة وحلوة، وهيدا الشي بيعطيك روح أحلى، يعني لتقدر تعيش وتستمر بالشغل وتطالع شيء أحلى”.
وتُعرض منتجات خط ملابس رُحّل في محلات ببيروت ومتاح شراؤها على الانترنت.
المزيد: