أخبار الآن | بيروت – لبنان (رويترز)
حولت الفنانة اللبنانية كريستينا عتيق جُملاً عادة ما تُستخدم في العالم العربي لانتقاد الإناث إلى سلسلة رسوم هدفها دعم النساء في لبنان والعالم العربي.
ويتناول المشروع حرية المرأة وجمالها وحياتها الجنسية، ونشأ المشروع في الربيع الماضي من رغبة مصممة الجرافيك والرسامة في دعم أختها، ماريا، التي تصغرها بست سنوات ضد انتقادات أمهما المتكررة لأنف ماريا الكبير.
وتتذكر الفنانة كريستينا عتيق (27 عاماً) ما كان يحدث كلما تزور أمها أسبوعيا قائلة “كل شيء بلش (بدأ) من ورا أختي، لأن أختي عندها منخار شوية كبير، وأمي كانت تظلها تتمسخر عليها وتقول لها شو متى رح تعملي عملية لمنخارك؟. ومنخارك مش حلو لبنت، ويلا غيريه وأنا بأدفع لك حق العملية وهيك. كنت أظلني اسمعها كل أحد، يعني كل جمعة، كل جمعة، أمي بدها تعيد هيدا الحكي”.
وأضافت “فقررت أعمل لها رسمة لأختي تفرجيها إنه منخارها حلو وإنه ما تسمع من أمي وهيدا الشيء ضبط يعني، هي ما عملت عملية منخارها”.
ولفتت الرسمة الأولى التي وضعتها كريستينا على موقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت أنظار الأصدقاء وإعجاب محبي الفن المحليين، ثم سرعان ما تحولت إلى سلسلة من سبعة رسوم بهدف دعم المرأة.
ومن الرسوم الأخرى، بعد رسمة “مش حلو ها المنخار لبنت”، ما جعلت الفنانة عناوينها “مش حلو البنت يكون عندها شعر (بجسدها)” و “مش حلو البنت تحب بنت” و “مش حلو البنت تعيش لحالها” و “مش حلو البنت تخبر حدا” و “مش حلو البنت تقول شو بتحب” و “مش حلو البنت تتأخر بالليل”.
وكل الرسوم عبارة عن رسم رقمي لكريستينا مع تعليق باللغة العربية.
وتمت مشاركة الرسومات على الانترنت لتحقق ردود فعل واسعة ومشاركات أخرى ورفعت متابعي الفنانة على إحدى منصات التواصل الاجتماعي إلى عدة آلاف، تقول هي إن معظمهم من النساء.
وقالت الفنانة اللبنانية “أبداً ما توقعت إنه العالم (الناس) تعمل لهن مشاركة (بالإنجليزية) ها القد، صاروا البنات يبعتوا لي قصص من عيلهن (عائلاتهن) ويسمعوهن من المجتمع اللي حواليهن، بنات من مصر، من الأردن، من السعودية، بنات من كل العالم العربي، قدروا يتأثروا بالرسمات اللي أنا عملتهن. فكان هيدا الشيء كتير حلو”.
وتوضح كريستينا أنها تعبر عن نفسها بالرسم أفضل من الكلام لكنها سعدت للغاية برؤية رسومها تثير الكثير من المناقشات سواء مع صديقاتها أو عائلاتهن أو حتى مع أو بين غريبات وصلن بها كأحد الأصوات المعبرة عن النساء في العالم العربي.
وقالت كريستينا عتيق “ما بأعرف إذا أنا جاهزة لهذا النوع من المسؤولية؟. إنه أكون صوت الإناث بالعالم العربي، ضغط كثير، فما بأعتبر حالي ناشطة، لكني بشكل ما ناشطة”.
وتتناول كريستينا حقوق المرأة وقضاياها في كل مشروعاتها الفنية تقريبا وليس فقط في سلسلة رسومات “مش حلو البنت”. وتصل لها عديد من المنشورات التي تناقش حقوق المرأة لتضع الرسوم التي ترفق معها. وعن ذلك تقول الفنانة إن ذلك يجعلها في غاية السعادة.
وتشير الفنانة إلى أنها تحب أن ترسم عن النساء ونشأت وهي ترى حولها نساء ملهمات وقويا كثيرات. وتحتفي كريستينا وصديقاتها بيوم المرأة العالمي باحتفال كبير كل عام.
وقالت “عندي نساء ملهمات كثيرات في حياتي، كتير ساعدوني أكون الشخص اللي بدي أكونه هلق (الآن) يوم المرأة، عندنا بالبيت لي ولرفقاتي هو شيء كتير مهم، كل سنة بنعمل سهرة كتير كبيرة ونعزم كل البنات يا اللي بنعرفهن بنلبس شو ما بدنا، بنحط موسيقى، بنحتفل بهذا اليوم بالفعل، ف ايه أتصور أن أمامنا طريق طويل لنسيره بلبنان وبالعالم كله، بس شوية شوية أتصور أننا سننال ما نريد”.
وعين لبنان في الآونة الأخيرة أول امرأة في منصب وزير داخلية بالعالم العربي كواحدة من أربع وزيرات في أحدث حكومة بالبلاد.
اقرأ المزيد: