مهرجان جبل كيسان.. مبادرة للحفاظ على الذاكرة الفنية للجنوب الشرقي بالمغرب
- انطلقا الدورة السابعة للمهرجان المحلي السنوي جبل كيسان، تحت شعار “التراث والتنمية”.
- امتد المهرجان من 11 إلى 13 يوليوز الجاري.
- سلط المهرجان الضوء على قبائل الرحل التي استقرت منتصف القرن الماضي.
نظمت جمعية تسكلة للتنمية والديمقراطية، الدورة السابعة للمهرجان المحلي السنوي جبل كيسان، تحت شعار “التراث والتنمية”، وذلك من 11 إلى 13 يوليوز الجاري، بكل من دوار تميضرت، وأكدز، وتامنوگالت، بإقليم زاكورة جنوب المغرب. وسعى القائمون على المهرجان خلال هذه الدورة إلى التحسيس بأهمية الحفاظ على التراث المادي، واللامادي، لواحة درعة باعتباره ذاكرة العلاقة التي تجمع الإنسان الدرعي بواحته، ونظام السكن والعيش داخل القصور والقصبات المشيدة على طول واحة درعة.
بالإضافة إلى ذلك، شكلت هذه الدورة فرصة لتسليط الضوء على قبائل الرحل التي استقرت منتصف القرن الماضي، وبالأخص قبيلة الكرازبة أولاد يحيى، الذين استقروا بدوار تميضرت، بعدما كانوا يعتمدون على الترحال والرعي نمطاً لعيشهم. أوضح عضو اللجنة المنظمة، إسماعيل بوحدو، أن هذه الدورة عرفت برمجة متنوعة ثقافية وفنية ورياضية، كما ضمت لقاءات ونقاشات حول التراث المادي واللامادي وانعكاسه على التنمية، وذلك لأجل زيادة وعي الساكنة كما المسؤولين بأهمية العناية بالموروث الحضاري والثقافي للمنطقة.
وعرف المهرجان تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية التاريخية بمتحف دار الصورة بمراكش، ومعرضاً للصناعة التقليدية والفن التشكيلي، مع أمسيات فنية من تقديم فرق محلية للتراث الموسيقي الشعبي. وبحسب بوحدو، فإن برنامج هذه السنة يسعى إلى إبراز المؤهلات والمقومات الثقافية والتراثية المميزة للواحة، وخصوصياتها ومؤهلاتها أيضاً، وذلك لأجل لفت الإنتباه إليها ولقدرتها على تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية مستدامة.
وأضاف بوحدو أن مهرجان جبل كيسان يعتبر فرصة للتذكير والحث على الاهتمام بالتراث الواحي، ورعايته، والعمل على حفظه من الضياع، وإدماجه في المنظور التنموي الشامل لكونه ذاكرة درعية فريدة من نوعها، ودليل على التعايش والتعاون داخل القصور.
وجاءت هذه التظاهرة بهدف استعادة وتقوية العلاقة التاريخية، وجسر التواصل بين تميضرت إلى أكدز، مروراً ببتامنوگالت بغية خلق التعاون بين كافة المتدخلين بالمجال كمرحلة أولى، في أفق تعميمها على طول واحة درعة. وتميز برنامج هذه السنة بشكل ملحوظ من خلال الجمع بين البعد الفني الإحتفالي والثقافي التاريخي، والتكويني دون نسيان المجال الرياضي الترفيهي، وهو ما ساعد في جذب اهتمام فئة كبيرة من السكان المحلي، والتي وجدت في البرنامج تنوعاً وغنى.
وعن الفرق الفنية المشاركة، قال بوحدو إن البرمجة عرفت مشاركة مجموعة تاعوات (رقصة شعبية بتميضرت)، ومجموعة الركبة (رقصة شعبية الكرازبة)، ومجموعة أحواش (رقصة شعبية أكدز)، ومجموعة حافيظ ويدار (موسيقى شعبية). وعرف المهرجان حضور أكثر من 4000 متفرج على مدى أيام المهرجان، ومن مختلف الأعمار والفئات، ومن مختلف الدواوير المجاورة. وتم عرض بعض الصور التي يعود تاريخها إلى سنة 1930، توثق للرقصات الشعبية المذكورة إلى جانب صور حديثة لمجموعة تاعوات تميضرت.
وأوضح بوحدو أن تزامن تنظيم المهرجان مع عيد الأضحى، مرده أن أغلب شباب المنطقة يعملون خارج المنطقة، ويعتبر عيد الأضحى المناسبة التي تجمع فيها الجميع، ولأجل بلوغ المهرجان أهدافه المسطرة، نقوم بتنظيمه سنوياً خلال نفس الفترة.
وبيّن بوحدو أن المهرجان خلال الدورات الست السابقة، حمل اسم “مهرجان الأضحى تميضرت”، وارتأت اللجنة المنظمة تغيير اسم المهرجان ليصبح كما هو عليه، مهرجان جبل كيسان، وذلك نظراً لما يعنيه الجبل لساكنة المنطقة. ونظمت إدارة المهرجان، ضمن فقرات المهرجان، زيارة تراثية تعليمية إلى قصر تمنوكالت المعروف قديماً باسم “أمنوكر”، أي منطقة التقاء القوافل التجارية القادمة من سجلماسة في اتجاه أفريقيا أو عائدة منها، الزيارة عرفت مشاركة نساء وأطفال وشباب ينحدرون من قصر تيمضرت، الكرازبة، ومن قصر اكدز.
وتم تعريف المشاركين على الهندسة المعمارية الأصيلة لقصر تمنوكالت والفن الذي يعبر عنه هذا القصر، وذلك لأجل زيادة وعي الساكنة المحلية بهذا الموروث الحضاري، الذي يؤرخ للذاكرة الجماعية للمنطقة. وعرفت هذه الدورة تكريم لمعلم داحمي وهو أحد الأسماء المعروفة في مجال الهندسة المعمارية الطينية،ا لقاء ما يقوم به في سبيل المحافظة على التراث المعماري التقليدي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة تمت بتعاون مع جمعية تمار للرياضة، وجمعية الكرازبة ولاد يحيى دوار تميضرت، ومتحف دار الصورة بمراكش ورياض تبحيرت بأكدز وقصبة تميضرت بدوار تميضرت.