دبي، 31 مارس، (رنا عفيفي – أخبار الآن)–
كانت هيتي غرين امراة شديدة الثراء بل الاكثر ثراء علي وجه الارض و الاكثر بخلا علي الاطلاق. تعددت الروايات و القصص عن مدي بخلها ويقال انها لم تنفق اي قرش ابدا, وتسببت في بتر ساق ابنها لانها ظلت تبحث عن عناية طبية مجانية.
ولدت هيتي غرين الملقبة ب ‘ساحرة شارع وول ستريت’ في 21 نوفمبر 1834 في نيو بدفورد , ماساتشوستس وتوفيت في 3 يوليو 1916.وهي الإبنة الوحيدة لرجل أعمال ثري جداً، وقد فتحت أول حساب بنكي لها وهي في السادسة من عمرها بعد أن بدا شغفها بجمع الأموال وبدأت تقرأ الصفحات الاقتصادية في الصحف اليومية منذ ذلك الوقت.
كانت هيتي سيدة اعمال اميركية, اشتهرت خلال العصر الذهبي كونها اول امراة اميركية ساهمت في ازدهار وول ستريت.و اشتهرت عائلتها بامتلاكها لاسطول لصيد الحيتان الكبيرة وباستفادتها من تجارة الصين.
في سن الثانية, انتقلت هيتي للعيش مع جدها بسبب مرض و الدتها وفي سن السادسة كانت تقرا الوثائق المالية لجدها.وعندما بلغت سن ال 13, اصبحت هيتي محاسبة الاسرة الثرية. وفي سن ال 15, دخلت مدرسة في بوسطن.
عندما توفي و الدها في عام 1864 ورثت منه 7.5 ملايين دولار ‘ ما يعادل 107 ملايين دولار في عام 2010 ‘ استثمرتها في سندات حرب خلال الحرب الاهلية.
عندما سمعت ان عمتها سيلفيا تركت وصية للتبرع ب 2 مليون دولار للاعمال الخيرية , رفعت هيتي دعوة لشكها في صحة الوصية وقدمت وصية سابقة ذكر فيها ان المبلغ لصالح هيتي وعليها بند يلغي بموجبه اي وصية بعدها , وربحت هيتي الدعوة وتحول الرصيد لصالحها , واعتبرت المحكمة الوصية الاخيرة مزورة.
في سن ال33 , تزوجت ادوارد هنري غرين , وهو من عائلة ثرية في ولاية فيرمونت. وجعلته يوقع علي تعهد للتخلي عن جميع حقوقه في الارث من مالها قبل الزواج في 11 يوليو 1867.وانجبت منه طفلين هما ادوارد روبنسون عام 1868 الملقب ب ‘ نيد غرين ‘ وهيتي سيلفيا عام 1871.
تعددت الروايات عن مدي بخل هيتي غرين. اذ قيل انها لم تكن تستخدم المياه الساخنة وكانت ترتدي رداء اسود لم تغيره الا عندما بُلي تماما.وقيل انها لم تكن تغسل يديها وكانت تعيش علي تناول فطيرة تكلفتها سنتان فقط.وفي رواية يقال انها امضت نصف الليل تبحث علي طابع فقدته بقيمة سنتين.كما كانت لا تغسل الا الاماكن المتسخة من ثيابها لتوفير المياه ومبلغ الصابون.
كانت هيتي تنفذ جميع اعمالها التجارية الخاصة في احدي مكاتب بنك سيبورد الوطني في نيويورك , وسط مجموعة كبيرة من الامتعة و الحقائب المليئة بالوثائق الخاصة بها, وذلك حتي لا تضطر لدفع ايجار مكتب خاص.
كانت هيتي سيدة اعمال ناجحة نشطت بشكل رئيسي في قطاع العقارات, واستثمرت في السكك الحديدية , وكانت مصدرا ماديا اعتمدت عليه مدينة نيويورك في عدة مناسبات, خاصة خلال الركود الاقتصادي عام 1907, وقيل انها قدمت حينها شيكا بمبلغ 1.1 مليون دولار لمساعدة المدينة, دفعت لها في عائدات سندات قصيرة الامد.وكانت تسافر آلاف الاميال لوحدها لتحصيل دين من بضع مئات الدولارات , في عصر كانت النساء لا تسافرن الا بمرافق.
واثر بخلها وجشعها بشكل كبير علي عائلتها الصغيرة, اذ تعرض طفلها نيد لكسر في ساقه عندما كان طفلا, وحاولت هيتي علاجه في عيادة مجانية للفقراء.ويقول البعض انها كانت تعالج جروحه بنفسها حتي اضطر الاطباء لبتر ساقه بسبب اصابته بالغرغرينا.ويكذب البعض هذه الرواية ورجحوا ان ساق الطفل بترت بعد سنوات من العلاج غير الناجح.
توفيت هيتي غرين في سن ال81 في مدينة نيويورك, ودخلت موسوعة جينيس للارقام القياسية العالمية بلقب ‘ابخل شخصية في العالم’ , ويقال انها توفيت من سكتة عندما تشاجرت مع خادمة اختلفت معها في فضائل الحليب منزوع الدسم.رواية نفتها بعض الكتب التي ذكرت ان هيتي توفيت بعد تعرضها لسلسلة من السكتات الدماغية منذ شجارها مع طباختها التي رغبت في توظيف صديقة مقربة لها.
قدرت ثروة هيتي بعد وفاتها بين 100 الى 200 مليون دولار ‘ او ما يعادل 1 , 9 الي 3.8 مليار دولار في عام 2006 ‘, مما جعلها اغني امراة في العالم في ذلك الوقت.