أخبار الآن | طهران – ايران – حامي حامدي – خاص
ستارت أب أبرينو عبارة عن منصة للتخزين السحابي للمِلفات و بيانات المستخدمين، و قد صمم من قبل عدة شباب إيرانيين مبتكرين وطوِّر بدعم من جامعة صنعتي شريف وهي من أهم المراكز العلمية في إيران. تخزن هذه المنصةُ بياناتِ المستخدمين بشكل سحابي في مركز المعطيات في إيران و تستعينُ بالبنية الأساسية للشبكة المحلية الوطنية للمعلومات في إيران لنقل المعطيات.
مراسلُنا حامي حامدي التقى ،في طهران، هؤلاءِ الشبابَ الإيرانيين وحاورهم في شأن "أبرينو" وقد أكدوا له أن إلغاءَ العقوباتِ و انفتاحَ إيران على العالم الخارجي و الاستفادةَ من التِّقنيات العالميةِ الحديثة ساعدتِ الشبابَ الإيرانيين على التعويض عن التأخر الذي أصابهم في السنوات الماضية لبلوغ المستوى العالمي.
تحدث مهدي کرشته مهندس فني في مشروع أبرینو لأخبار الآن انه نظرًا إلى الطلبات الكثيرة لخِدمات التخزين السحابي أو كلاود سرفيسز في السنوات الأخيرة قرروا تقديمَ هذه الخِدْمات في إيران ونظرًا إلى غياب هذه الخِدْمات بسبب العقوبات في السنوات الماضية أعدوا خِدمات تخزين تشبهُ دروب بوكس ووطَّنوها وقدموها للعملاء الإيرانيين وبدأوا أعمالَهم عبر شركات الجوال و وشركاتِ تطوير الخِدمات الإلكترونية و حظي هذا الأمرُ باهتمام كبير و حصلوا على كثير من المستخدمين.
أظن أن إلغاءَ العقوبات قدم لهم المساعدةَ الكبرى لكي يتمكنوا من الاستعانة بالعلوم و التِّقنيات الأجنبية الحديثة والعالميةِ الأمر الذي لم يكن متوفرًا كما يمكنهم تقديمُ خِدماتهم للدول المجاورة والاستفادة كذلك من علومها و خبراتِها في هذا المجال خاصةً أن تلك الدولَ قريبةٌ منهم من حيثُ الدينُ و الثقافةُ الأمر الذي يساعدهم على تطوير هذه الخِدماتِ في المستقبل.
كلرخ بحري هو مؤسسة ابرینو تحدث لأخبار الآن بأنه قبل الاتفاق كانو يعانون كثيرًا من المشاكل التي كانت تصعِّبُ دخولَ الشرکات المبتدئةِ أو ستارت أب إلى إيرانَ، ونموَّها هناك. ومن أهم العوامل التي كانت تؤدي إلى ذلك عجزهم عن مخاطبة مسؤولي المؤسسات الأجنبية بسبب العقوباتِ ولم يكونوا يجيبون على رسائلهم، وكذلك الأشخاصُ الذين يعيشون خارج إيران ويرغبون في الاستثمار لمصلحتهم فلم يكونوا قادرين على الدخول إلى إيرانَ لأنهم كانوا عُرضةً لكثير من الغرامات الثقيلة أما الموضوعُ الأهمُّ فهو نقلُ الأموالِ إلى إيرانَ، ومنها لكي يتمكنوا من تأسيس أعمالٍ جديدةٍ أو المتاجرة. ولكن بعد بَدءِ المفاوضات فقد خاطر بعضُهم ودخل إيرانَ منذ اللحظات الأولى فتغيرت ظروفُهم كثيرًا وتحسنت بما لا يصدق في السنتين الماضيتين.
لم يكن كثيريون يعرفون معنى ستارت أب أما الآن فإن أيَّ شخصٍ يمكنُه الحديثُ عنها وهذه نتيجةُ الاتفاق النَّووي الذي أدى إلى دخول الآخرين إلى إيران و التدريبِ على كيفية تشغيلِ الستارت أب و ربحيتِه كما دخلت أحدثُ التِّقنيات إلى إيران واستثمر بعضُهم في الجامعات ما أدى إلى تسريع العمليةِ ومساعدةِ الشباب الإيرانيين على تنفيذ الأفكارِ والخططِ الأمر الذي كان مستحيلًا من قبل! كثيرٌ من هؤلاء المستثمرين جاؤوا من أوروبا ومضى الآن على أعمالهم في إيران قرابةُ سنتين وجنَوا أرباحًا جيدة.
وأشار سعید فتحي روشن مدیر التسويق في ابرینو لأخبار الآن أن إيجادَ مواقعَ البيع و التجارةِ الإلكترونية وبثِّ الفيديو و ولادةَ شركاتِ ستارت أب مثلِهم لم يكنْ بالأمر المتاحِ من قبلُ بسبب العقوبات و هذا ما جعل أعمالَ مستخدمي الإنترنت في إيرانَ قريبةً من أعمال مستخدمي الإنترنت في العالم وبعد الاتفاقِ النَّووي أصبح الأمرُ جذابًا للمستثمر ليدخلَ إلى إيران و يرى مستخدمين يتقنون هذا العمل. هم وجميعُ شركاتِ ستارت أب في إيران راغبون جدًا في استقطاب المستثمرين من جميع الدول خاصةً الدولَ العربيةَ و يظنون أن توطيدَ العلاقاتِ الاقتصاديةِ و الثقافية من أهم العواملِ التي يمكنُ لها أن تزيلَ التوترَ في المِنطقة وتحسنَ العلاقاتِ ومن المؤكدِ أن وجودَ العلاقاتِ الاقتصاديةِ يؤدي إلى تقليل التوتر.